رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: اندلاع الصراعات فى الشرق الأوسط يؤكد انهيار عمليات "ضبط النفس"

غزة
غزة

اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن دعوة حركة طالبان الأفغانية لكل من باكستان وإيرن بضبط النفس وحثهما على تسوية الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية، دليل على أن نظامًا عالميًا جديدًا أكثر خطورة قد يكون في طريقنا بالمنطقة.

وذكرت "الجارديان"، في تقرير تحليلي بقلم محررها الدبلوماسي باتريك وينتور بعنوان: "الصراعات المتباينة في الشرق الأوسط تظهر تآكلًا جماعيًا لضبط النفس"، أنه كلما تضاعفت جيوب الحرب المشتعلة في غزة واليمن ولبنان، كلما زاد احتمال أن يصبح كل صراع أكثر استعصاءً على الحل وأكثر فتكًا ومعدي.

وأشارت إلى أنه: في كل يوم من أيام الأسبوع المنصرم، تزايدت الأدلة على أن لحظة التصعيد التي حاول الجميع تجنبها، والتي نتجت عن الحرب المزعزعة للاستقرار في غزة، قد وصلت. 

وأضافت: "كانت المشاهد في غزة قاسية للغاية، وكانت العواقب الجيوسياسية للصراع واسعة للغاية، بحيث لا يمكن أن تظل محصورة داخل حدودها"، مشيرة إلى الضربات الأمريكية الأربعة ضد أهداف للحوثيين في اليمن، وإطلاق إيران 24 صاروخًا على مركز تجسس إسرائيلي في أربيل العراق، وضربها مواقع لداعش في إدلب السورية، وجيش العدل الذي ينشط في باكستان، ورد الأخيرة بضرب مخابئ لجيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان في إيران نفسها، فضلًا عن تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق الصواريخ المألوفة الآن على الحدود الجنوبية اللبنانية، لدرجة أن رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، اعترف بأن احتمال نشوب حرب شاملة آخذة في التزايد.

ورأت "الجارديان" أنه لا يمكن ضم كل نقطة في الشرق الأوسط؛ حيث ليست كل صراعات المنطقة مرتبطة، أو لها جذورها المحددة، في العملية التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، لافتة إلى أن بعضها سوف يتم إخماده، لكنه على الأقل يمتزج، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تلك الصراعات "تكشف عن تآكل جماعي لضبط النفس وسيادة القانون".

رسائل قوية

وأوضحت الصحيفة أنه على سبيل المثال، تصرفت إيران وباكستانــ كما فعلت الولايات المتحدةــ وكأن لهما الحق الأحادي في مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب عبر الحدود الوطنية، مرجحة أن طهران ربما أرادت أن ترسل رسالة تذكير إلى الولايات المتحدة وإسرائيل بأن لديها القدرة والإرادة السياسية ليس فقط لدعم حلفائها العديدين، ولكن أيضًا لضرب أي مكان إذا شعرت بأن سلامتها الوطنية معرضة للتهديد، سواء من الأكراد أو السنة أو البلوش. 

واستشهد التقرير بما قاله فالي نصر، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جونز هوبكنز، للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع: إن "إيران وحزب الله يريدان حرمان إسرائيل والولايات المتحدة من فرصة إملاء النظام الجديد الذي سينشأ في الشرق الأوسط، وهما يفتحان العديد من الجبهات في نفس الوقت لحرمانهما من تلك القدرة".

وأضافت: "وبضربها، جازفت طهران، مما أدى إلى نفور حليفتيها العراق وباكستان، وتسليط الضوء على الانقسامات في القوى المعارضة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل"، مستشهدة بإصرار خالد اليعقوبي، المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي، على عدم وجود مقر تجسس للموساد في أربيل، وقوله: إن "الهجوم كان محاولة من المخابرات الإيرانية لتضليل القيادة الإيرانية، والتغطية على فشلها في منع هجوم كرمان".