رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما دوافع الصدام بين إيران وباكستان غير المسبوق؟

إيران وباكستان
إيران وباكستان

ذكرت منصة ذا أتلانتك كانسل الدولية أن إيران استخدمت يوم الثلاثاء صواريخ وطائرات مسيرة لضرب غرب باكستان بالقرب من كوه سابز، وفي يوم الخميس شنت باكستان غارات جوية في جنوب شرق إيران بالقرب من سارافان، ثم أصدرت بيانا زعمت فيه أن “إيران دولة شقيقة”.

وحسب التقرير فإن أكثر من مجرد شجار بين الأشقاء يحدث هنا، ومن الواضح أن إيران وباكستان كانتا تستهدفان مخابئ الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية، جيش العدل في باكستان، وجيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان في إيران، التي تتهم كل دولة الأخرى بإيوائها.

تناسب بؤرة التوتر مع الصراعات المستمرة 

ووفقا للتقرير، لدى المجتمع الدولي خيارات محدودة للحد من التوترات بين إيران وباكستان
وكانت الهجمات المتبادلة بين باكستان وإيران بمثابة تصعيد ملحوظ لعقود من المناوشات على طول إحدى المناطق الحدودية النائية في العالم. 

وربما يكون الرد الدولي مشوشا، إذ لا أحد يعرف الكثير عن المنطقة أو عن الجماعات الإرهابية أو حتى عن عملية صنع القرار الداخلي في البلدان المعنية. 

وأضاف التقرير: لقد كان الانفصاليون البلوش دائمًا غامضين بالنسبة للغرباء، خاصة بالنسبة لمنظمات مثل جند الله وفروعها جيش العدل. 

في الماضي، كان معظم المراقبين على ثقة إلى حد معقول من أن الوضع لن يتصاعد نظرا لأن كلا الجانبين قد وجها لكمة الآن، إن إيران وباكستان يتمتعان بتاريخ طويل من العلاقات الماهرة، والصراع ليس في مصلحتهما. 

دوافع الصراع بين الدولتين 

ويقود المؤسسة العسكرية الباكستانية جنرالات عمليون يعرفون حدودهم ولكنهم لا يستطيعون الوقوف موقف المتفرج في الداخل أثناء تعرض الأراضي الباكستانية للهجوم، لكن لا أحد يعرف كيف سيكون رد فعل الإيرانيين في ظل الضغوط الأخرى في المنطقة أو ما إذا كانت إحدى الجماعات الإرهابية المتشرذمة يمكن أن تثير مواجهة أخرى.

ولدى المجتمع الدولي خيارات محدودة للحد من التوترات، على الرغم من أن الولايات المتحدة تحث بلا شك على ضبط النفس، ولكن من المؤسف أن نفوذ الولايات المتحدة لدى إسلام أباد قد تضاءل بسبب القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بإبقاء باكستان، خاصة الجيش الباكستاني، على مسافة منها. 

وقد تلقى رئيس أركان الجيش الباكستاني هذه الرسالة بصوت عال وواضح في زيارته الأخيرة لواشنطن، ولم يكن هناك قدر كبير من القلق في واشنطن، وربما حتى القليل من العجرفة، بشأن انتشار الهجمات عبر الحدود من أفغانستان وحالة الاقتصاد الباكستاني. 

ولن يتطلب الأمر الكثير من الجهد من جانب الولايات المتحدة لاستخدام هذا الحادث للبدء في إعادة بناء الثقة مع باكستان بدلاً من التنازل عن القيادة للصين.