رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التجربة البورسعيدية

علي غرار التجربة الدانماركية يتمتع، أهل بورسعيد بروح التغيير والتحدي وتجدهم دائمًا سباقين في كل مواقفهم الوطنية.

كفاحهم لمقاومة العدوان الثلاثي المكون من قوات إنجليزية وفرنسية وإسرائيلية مشتركة أصبح نموذجًا يحتذي به عالميًا في المقاومة الشعبية والصمود.. كذلك الصمود في حروب ٦٧ و٧٣ وبينهما حرب الاستنزاف من ٦٩ والتهجير، كلها مواقف تدل علي بسالة وشجاعة أهل هذه المدينة.
في بداية الاحتلال الإخواني لمصر نجد بورسعيد أول من يقاوم وجود الإخوان، ورأينا سخريتهم من قرار حظر التجوال ونزول بورسعيد كلها للشوارع في تحد صارخ لمرسي وحكومته، بل ومزاولة لعب الكره في شوارع المدينة أثناء الحظر.
ولتثبت بورسعيد تمردها علي حكم الإخوان أعلنت (جمهورية بورسعيد المستقلة) وبدأت بالفعل في العصيان المدني.

وبعد مؤامرة استاد بورسعيد في عام ٢.١٢ قرر اتحاد الكره إيقاف اللعب علي استاد النادي المصري لمده ٥ أعوام، واستمر المنع حتي الآن رغم مرور ١٢ عامًا، بل وتم هدم الاستاد تمامًا، وبدأ بناء استاد آخر مكانه هذا العام.

وطوال هذه المده تم حرمان المدينة من مشاهدة ناديها المصري الذي تعشقه يلعب علي أرضه.. بل وسافرت الجماهير وراءه إلي ملعب برج العرب الذي يبعد ٣٥٠ كيلو مترًا عن بورسعيد لتشجيعه وشد أزره، ورغم كل ذلك احتفظ النادي بتواجده معظم هذه السنوات في المربع الذهبي بجدول الدوري ووصل لنهائي كأس مصر لأكثر من مرة وبإصرار شديد.

لكل ما سبق لم يكن غريبًا أن نري من الأسر البورسعيدية حملة كبري لمقاطعة الأسماك بعد أن زاد جشع التجار بزيادة جنونية في أسعار الأسماك المعروضة.. نجحت المقاطعة بامتياز.. ورأينا الانخفاض السريع في الأسعار وخلو الأسواق شبه التام من الزبائن رغم عشق معظم البورسعيدية لتناول الأسماك باعتبارها الوجبة الرئيسية لأبناء السواحل.

نجحت التجربة البورسعيدية مع تجار الأسماك وحذت حذوها محافظات أخري وسيتلوها حملات لمقاطعة سلع أخري لإخضاع الأسعار لتكون في متناول الجميع.. صدق من أسماها بورسعيد الباسلة.