رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر المحروسة

الأمان نعمة، لا يشعر بها إلا من فقدها، لا تستطيع أن تشعر بالخوف إلا إذا غاب الأمان، في كل الروايات وحكايات السرد دائمًا يكون هناك بطل للقصة أو الرواية، فعندما تقرأ رواية أو تشاهد عرضًا تضع عينك، منذ اللحظة الأولى، على البطل حتى تتابعه؛ فتعرف مصير الأحداث وتتوقع النهاية.

مجريات الأحداث قد تتغير حسب المصلحة والرغبة والتوجه، هكذا الحال بالنسبة للمواقف والأحداث التي تعتصر الدول على حد سواء، فالسياسة أيضًا تتغير، فكثيرًا يصبح العدو صديقًا أو حليفًا ويتحول الصديق إلى عدو، قاعدة متعارف عليها من سالف الزمن.

لا تختلف الروايات أحيانًا عن الواقع، فالناجح منها مستمد من الحقيقة غير مبني على الخيال، هكذا حال الأمن والأمان والحراسة والاستقرارفي الدول، بطل الحكاية اليوم هي "مصر" مصر التي لجأ إليها الجميع قديمًا وحديثًا، قديمًا عندما بطش بهم الحكام، فاستقبلت مصر، أنبياء، منهم من عاش بها، ومنهم من ولد بها، ومنهم من مات بها، ومن أصالة الماضي وعراقة التاريخ أننا في مصر منعمون ومحاطون برضا الله وأنبيائه وأوليائه الصالحين، حتى أصبحت "مصرنا المحروسة".

وإذا كان المقام، مقام حديث عن الأولياء، فإن لنا في آل بيت رسول الله أسوة وقدوة حسنة، ولنا منهم نفحة نشكرهم عليها حتى قيام الساعة؛ لأننا بوركنا بفضل تشريفهم لنا وبفضل دعائهم لمصر وأهلها بالأمن والاستقرار.

اليوم، وبعد إغلاق عام كامل، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، بنت فاطمة الزهراء بنت محمد صلي الله عليه وسلم، وأخت الحسن والحسين، افتتح الرئيس مع سلطان البهرة المسجد عقب انتهاء أعمال التطوير.

وهنا يحضرني قول زينب، رضي الله عنها وعن أبيها، وأمها، وجدها، عندما جاءت إلى مصر سنة 61، وتوفيت سنة 62، عندما استقبلها أهل مصر استقبالًا يليق بها، أعجبها ذلك، لما رأت هذا قالت: يا أهل مصر: "نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا"، فلا خوف على بلد آوت آل البيت، وأكرمتهم ونصرتهم، خاسر من يعتقد أن هذا البلد بعيد عن عناية الله وخارج معيته، وواهم من يراهن على تراجع دور مصر في أي زمان أو مكان.

صكوك الأمان اختصت بها مصر عن سائر الدول، لأنها من عطايا الرب، فلا يضر مع اسم الله شىء، لأنها مصر المحروسة، التي حرستها بركة الأنبياء وأولياء الله الصالحين، وسماحة آل البيت التي احتضنتهم جميعًا قدرة الله ورغبته بأن تصبح مصر، بلد أمن وأمان، وسلام واستقرار.