رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"غزة" فى مواجهة توحش قوى الغدر

بكل الحكمة والرشادة والممارسة السياسية والإنسانية الرائعة والمشهود لها أدارت القيادة المصرية كل مؤسساتها السياسية والدولية، وبعظيم خبراتها السياسية والتاريخية كانت قرارات متخذ القرار إزاء ما يحدث على الأرض في غزة غاية في الأهمية في توقيت إصدارها، وفي وروعة أهدافها، وتنوع معالجاتها، وجرأة وحكمة متخذ القرار.

ولعل ما يؤكد على نجاح تلك الخطوات ما يمكن التوقف عند عناوينه التالية كرءوس أقلام:
• عقد مؤتمر دولي على وجه السرعة لكشف مخططات وأهداف ما يحدث على الأرض، وقد كان انعقاد المؤتمر بكل ترتيباته التنظيمية وأهدافه السياسية والإنسانية خير كاشف بشكل استهلالي للنوايا والتحالفات.

• كان موقف مصر واضحًا منذ اللحظة الأولى في حرب إسرائيل المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي على قطاع غزة، حيث الرفض القاطع والتام لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظًا على القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها وحماية لأمن مصر القومي، وتتواصل جهود مصر الكبيرة لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلًا عن تمسك مصر بضرورة دفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
• تأكيد الإدارة المصرية في كل المناسبات والمواقف على أن محاولات تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة هدفها تشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، ومحاولة إسرائيل وأمريكا التهرب من اتخاذ قرارات بوقف إطلاق النار ووقف الجرائم والانتهاكات التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ووقف عمليات القتل والتدمير والتخريب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل وإعلام الغرب الصهيوني لا يتوقف عن التضليل والكذب ومحاولات تجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي.

• إعلان الإدارة المصرية رفضها لكل ما تبثه فضائيات الكذب الدولية بشأن الوساطة المصرية بين إسرائيل وحماس، والإشارة إلى ما يحدث من اللوبي الصهيوني من محاولات بائسة لتحميل مصر مسئولية عدم نجاح مفاوضات التهدئة، وتصاعد الأحداث في قطاع غزة، وتبرئة إسرائيل من مسئولية التصعيد الذي يشهده القطاع.

• كشف ما صرح به نتنياهو ونواياه الاستعمارية عن أن المفاوضات لا علاقة لها بالعملية العسكرية في رفح، وأن إسرائيل متمسكة باجتياح رفح للقضاء على عناصر حماس، حيث بعد كشف ادعاءات الإعلام الأمريكي التي أصبحت مثيرة للسخرية خاصة أن مصر أكثر الدول المتضررة من هذه الحرب، وأكثر الدول التي تحمل عبء ما يحدث، وتسعى منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن.

• لقد كان من الواضح والجلي تنسيق مصر مع جميع الأطراف المعنية وكان هذا هو المبدأ الذى حكم تحرك مصر منذ البداية، فمصر لم تتحرك منفردة بل في إطار أشمل واطلاع الأطراف علي أي تطورات أو مقترحات أولًا بأول، مشددًا على أن مصر تلعب دور الشريك الكامل وليس فقط الوسيط النزيه، وكانت كل مقترحاتها تتم في حضور الأطراف وقبولهم لها، ولم يتم صياغة الرؤية المصرية إلا بعد التشاور مع جميع الأطراف المعنية.

• ومعلوم أن مصر أكثر دولة قدمت مساعدات بلغت إلى قطاع غزة، حوالى 12 ألف طن، نقلتها 1300 شاحنة، منها 8400 طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالى المساعدات وتخصيص مطار العريش الدولى، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالى 158 رحلة جوية.
• ومعلوم أن مصر بذلت جهودًا مكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب من خلال الدور المحوري الذي تلعبه الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية وظهر ذلك جليًا في المشاركة الفاعلة لمصر بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، ومشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية انتهاءً إلى التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في غزة وتسهيل عملية تبادل المحتجزين بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث استمرت الجهود المصرية خلال الأيام الماضية للتوصل للهدنة الأخيرة التي تم الاتفاق عليها على مدار العقود الماضية، وستظل مصر داعمة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحقيق العدالة والحرية والسيادة والاستقلال والوصول إلى حل سلمي وعادل في المنطقة.
وأستأذن القارئ العزيز للإشارة والاقتباس من بين "المثقفين العرب" عقب أحداث وبشاعات العدوان الإسرائيلي على غزة..
• إننا ونحن نوقّع هذا البيان، نود أن نستغلّ هذه الفرصة لنبعث بمجموعة من الرسائل الواضحة وضوحَ الشمس في الأفقِ ووضوحَ الحق الفلسطينيّ في هذا النزاع:
• أولى هذه الرسائل نتوجّه بها إلى أهلنا في غزة خاصةً وفي فلسطين بشكل عام محيين صمودهم الأسطوري وكفاحهم دفاعًا عن حقهم التاريخيّ في أرضهم ووقفتهم الحضاريّة الشجاعة ضد طلائع الاستعمار والفاشيّة والعنصريّة. ونحن في موقفنا لا نعلن جديدًا حين نحفظ لهم حقهم الطبيعيّ في مقاومة محتلهم، فهو الحق الذي كفلته لهم كل شريعة وأقرّه كل قانون واطمأن به كل عُرف.
• ثاني هذه الرسائل نتوجّه به إلى الأمة العربيّة جمعاء، حكوماتٍ، ومنظماتٍ، وشعوبًا، وأفرادًا، طالبين منهم جميعًا القيام بدورهم في دعم أشقائِهم الفلسطينيّين في هذا العدوان السافر، ومساعدتهم بكل الطرق المعنويّة والماديّة الممكنة. نطالب أبناء الأمة العربيّة في امتدادهم من المحيط إلى الخليج ألّا يتأخروا عن دورهم التاريخيّ هذا، مذكرين بضرورة ألّا ينصرف الهمّ وألّا تبرد الهمّة حتى تنكشف غمامة الموت الثقيلة عن أهلنا في غزة.
• ثالث هذه الرسائل نتوجّه به إلى أشقائنا من أحرار الإنسانيّة في العالم أجمع، ولا سيما أولئك الذين ذاقوا ولا يزالون يذوقون مرارة الاستعمار والعنصريّة وقسوة سياسات الإبادة والاحتلال في كل مكان. إننا في هذه اللحظة بحاجة ماسة أن نتوحّد جميعًا في مناجزة هذا الظلم البيّن، وأن نقف سدًا منيعًا بين دبابة المستعمر وبين ضحايا الشعب الفلسطيني.