رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر الخضراء والأكثر اخضرارًا

بينما كانت «العيون الصفراء» تتأمل صورًا لقطع الأشجار، تم استيراد بعضها من بلاد بعيدة، نشرت «الدستور»، أمس، على يسار هذا العمود، ثلاثة موضوعات، منفصلة متصلة، يجمعها عنوان «مصر الخضراء»، تضمنت متابعة الزميلين أحمد أبوالمحاسن وأريج الجيار لجهود تنفيذ مبادرة زراعة «١٠٠ مليون شجرة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف تحسين جودة الهواء، وتحقيق الاستفادة القصوى من مواردنا الطبيعية، والتكيف مع تأثيرات التغير المناخى، التى تواجهها مصر والكوكب كله.

نطاق المبادرة الرئاسية، التى بدأ تنفيذها منذ أول يوليو ٢٠٢٢، يشمل الجزر الوسطى وجوانب الطرق الرئيسية والإقليمية والدائرية والشوارع، التى تم رفع كفاءتها وتطويرها، خلال السنوات العشر الماضية. بالإضافة إلى مداخل المدن والقرى والميادين الرئيسية والجزر الداخلية، والمدارس والجامعات، ومراكز الشباب، والمناطق الصناعية والظهير الصحراوى للمحافظات، و... و... وجرى تحديد ٩٩٠٠ موقع، مساحتها ٦٦٠٠ فدان، تصلح لأن تكون غابات شجرية أو حدائق فى طول مصر وعرضها.

مع هيئة التنمية العمرانية، أو وزارة الإسكان، التى ستسهم بـ٧ ملايين شجرة خلال سنوات المبادرة الرئاسية السبع، هناك عدة وزارات تشارك فى تنفيذ المبادرة: وزارة البيئة بـ١٣ مليون شجرة، وزارة التنمية المحلية بـ٨٠ مليون شجرة، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، التى أهدت ١٨٥ ألف شجرة للمحافظات، خلال استضافة مصر قمة المناخ، كوب ٢٧، كما قامت بزراعة ٣٠٠ ألف شجرة فى المناطق المحيطة بالمشاتل التابعة لها، إضافة إلى وزارة النقل، التى قامت بزراعة ٧٩.٥ ألف شجرة بالحزام الأخضر، و١٦٢.٥ ألف شجرة بطريق وادى النطرون العلمين، والطريق الدائرى بشرم الشيخ. 

بدأ، إذن، تنفيذ المبادرة الرئاسية، منذ سنتين تقريبًا، وجرى تخصيص ٣ مليارات جنيه لزراعة «١٠٠ مليون شجرة»، خلال ٧ سنوات: أشجار مثمرة مثل الزيتون، وأشجار خشبية، ماهوجنى، جاتروفا، وأشجار أخرى ذات عائد اقتصادى، جرى تحديد أنواعها وفق عدة معايير تتضمن مدى احتياجها للمياه وقدرتها على امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحرارى. وفى السياق نفسه، تم إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠»، وبرنامج «نُوَفّى»، أو «المنصة الوطنية الاستثمارية للمشروعات الخضراء والعمل المناخى»، التى تهدف إلى توفير الدعم الفنى وحشد المنح والتمويلات الميسرة، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة فى جهود تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

فى بيان أصدرته، أمس الأول، الخميس، أكدت وزارة التنمية المحلية، أن إجمالى ما تم توريده وزراعته بالفعل، منذ بدء المرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية، بلغ ٢.٥ مليون شجرة. كما تستهدف وزارة البيئة زراعة ١.٥ مليون شجرة، خلال السنة المالية الجارية، والمشاركة فى مشروع تشجير القرى، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». ومن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، عرفنا أن كل المدن الجديدة، تتمتع بمسطحات خضراء بمساحات كبيرة، وحدائق عامة، وأن كل المدن التى تتمتع بإطلالة بحرية أو نيلية، جرى، ويجرى، تنفيذ ممشى أخضر بها، ليكون متنزهًا ومتنفسًا لسكانها، وسكان الإقليم الذى تقع فيه.

لو تشككت فى صحة هذا الكلام، يمكنك أن «تخطف رجلك» إلى مدينة حدائق أكتوبر، مثلًا، التى شهدت، بالفعل، زراعة حوالى ٦٤ ألف شجرة، من بينها ٤٤ ألفًا فى الطرق والمحاور الرئيسية وحوالى ١٩ ألفًا فى مساحات مفتوحة، والباقى بمناطق الخدمات، أو قم بزيارة مدينة سوهاج الجديدة التى بلغت مساحة المسطحات الخضراء فيها حوالى ١٢٥ فدانًا، إلى جانب حديقتين مغلقتين مساحتهما ١٧ فدانًا، وثلاث حدائق مفتوحة مساحتها ١١ فدانًا. وهناك، أيضًا، مدينة بنى سويف الجديدة، التى شهدت زراعة أكثر من مائة فدان بمسطحات خضراء، و٩٠٠ فدان غابات شجرية، وحدائق عامة، وأشجار ونخيل طرق.

.. وتبقى الإشارة إلى أن البعد البيئى محور أساسى فى «رؤية مصر ٢٠٣٠» للتنمية المستدامة، ويهدف إجمالًا إلى تحقيق «نظام بيئى متكامل ومستدام»، عبر تعزيز قدرة الأنظمة البيئية على التكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة الآثار المترتبة عليها، والاعتماد المتزايد على الطاقة المتجددة، وحماية الطبيعة ومواردها والحفاظ على التنوع البيولوجى، وتحقيق الاستفادة القصوى من مواردنا الطبيعية.