رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة علمية حديثة: الجينات تتحكم في ارتفاع ضغط الدم

ضغط الدم
ضغط الدم

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، تقريرا عن دراسة علمية حديثة تفيد بأن بعض الجينات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم تؤثر على ضغط الدم منذ سن مبكرة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع التقدم في السن.


وقال مرشح الدكتوراه كارستن أوفريتفيت من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا: "نحن نتحدث عن اختلافات صغيرة جدًا، صغيرة جدًا لدرجة أنها قد تقع ضمن ما يعتبر ضغط دم طبيعي، والمشكلة هي أنها تميل إلى الاستمرار طوال حياتك، وأظهرت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم يحدث في جميع الفئات العمرية وأنه يرتبط بعوامل وراثية".

يقول أوفريتفيت: "لقد وجدنا أن العوامل الوراثية تؤثر على ضغط الدم منذ السنوات الأولى من الطفولة وطوال حياتك بأكملها".

 

 

النوبات القلبية والسكتات الدماغية تنجم في الغالب عن ارتفاع ضغط الدم

وجاء في الدراسة ان النوبات القلبية والسكتات الدماغية تنجم في الغالب عن ارتفاع ضغط الدم، وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، حيث تمثل 23 في المائة من جميع الوفيات.

 وأوضحت الدراسة أن السبب الطبي المباشر لارتفاع ضغط الدم غير معروف في كثير من الحالات، لكن الأبحاث تظهر أن جيناتنا تلعب دورًا مهمًا.

يقول أوفريتفيت: "غالبًا ما تنتج أمراض نمط الحياة عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئة، وغالبًا ما تكون الأمراض نتيجة ليس فقط لمتغيرات جينية واحدة، بل للعديد من المتغيرات الجينية".

لمعرفة مدى تعرض الشخص لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، استخدم الباحثون البيانات الجينية من الدراسات السكانية الكبيرة، وقد ساعدهم ذلك في تطوير درجة المخاطر الجينية، والتي تشير إلى مدى تعرضك للتركيب الجيني الدقيق للخطر وتطوير درجات المخاطر الجينية

 


وببساطة شديدة، يتم وضع قيمة معينة على كل متغير جيني، وهو ما يعكس مدى تأثيره على ضغط الدم، يتم بعد ذلك ترجيح المتغيرات، أي أن بعض الجينات تزن أكثر من غيرها، وتكون درجة المخاطر الجينية عندئذ مجموع التأثيرات الجينية.

وهذه هي الطريقة التي يمكن بها تحديد الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص، ويمكن اتخاذ التدابير في مرحلة مبكرة قبل التعبير عن الحالة.

الحفاظ على ضغط الدم عند مستوى منخفض يمكن الذين لديهم درجة مخاطر وراثية عالية أن يحققوا خطرًا أقل للإصابة

يقول أوفريتفيت: "من خلال الحفاظ على ضغط الدم عند مستوى منخفض، يمكن للأشخاص الذين لديهم درجة مخاطر وراثية عالية أن يحققوا خطرًا أقل للإصابة بالأمراض مقارنة بالأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم والذين نعتبرهم محميين وراثيًا.

 

 

ومن خلال مقارنة ضغط الدم لدى الأطفال الذين لديهم أعلى المخاطر الوراثية مع الأطفال الذين كانوا في أدنى مستوياتهم على المقياس، تمكن الباحثون من رؤية كيف كان متوسط ضغط الدم في المجموعة الأولى أعلى منذ سن الثالثة واستمر هذا الاختلاف طوال فترة طفولتهم وأصبح أكثر وضوحًا في مرحلة البلوغ ويزداد الفرق مع التقدم في السن.

يقول أوفريتفيت: "على الرغم من أن الاختلافات في ضغط الدم ليست كبيرة جدًا، إلا أن عنصر الوقت مهم، إذا ارتفع ضغط دمك قليلًا على مدى سنوات عديدة، فسوف يؤثر ذلك على مدى تعرضك لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى ولقد تمكنا من متابعة نفس الأشخاص منذ أن كان عمرهم حوالي 37 عامًا حتى بلغوا 70 عامًا تقريبًا.،ووجدنا أن الاختلافات استمرت وأدت إلى مخاطر أمراض مختلفة، حيث كانت الاختلافات في المرض كبيرة جدًا".

إذا تم اتخاذ تدابير مثل تغيير نمط الحياة والأدوية يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير

كما وجد الباحثون نتائج أكثر إيجابية: إذا تم اتخاذ تدابير، مثل تغيير نمط الحياة والأدوية، يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير.

"من خلال الحفاظ على ضغط الدم عند مستوى منخفض، يمكن للأشخاص الذين لديهم درجة مخاطر وراثية عالية أن يحققوا خطرًا أقل للإصابة بالأمراض مقارنة بالأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم والذين نعتبرهم محميين وراثيًا".

وكأساس للدراسة، استخدم أوفريتفيت وزملاؤه نتائج أكبر دراسة وراثية متاحة حاليًا حول ضغط الدم، والتي تتضمن بيانات من أكثر من مليون شخص، ويعتقد أوفريتفيت أن الدراسة تظهر الاحتمالات التي تكمن في البيانات الوراثية من الدراسات السكانية الكبيرة.

 وقال، لا أعتقد أنه يجب علي الوالدين البدء في قياس ضغط الدم لدى كل طفل، ولكن نوع البيانات التي استخدمناها في هذه الدراسة يمكن استخدامها في المستقبل ليس فقط للوقاية من المرض ولكن أيضًا لمعالجة عوامل الخطر المرتبطة بالمرض.