رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تكرار الحديث عنها.. ما الذي نعرفه عن معاداة السامية؟

معاداة السامية
معاداة السامية

منذ بدء حرب غزة خلال أكتوبر الماضي، ويتردد مصطلح معاداة السامية كثيرًا، إذ ارتبط بالحرب بين قوات المقاومة الفلسطينية حماس، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشديد الأخيرة الحصار على قطاع غزة خلال أكثر من 125 يومًا من الحرب.

وتمارس إسرائيل خلال الفترة الأخيرة سياسة التجويع على المدنيين في قطاع غزة، وقصف المدنيين، في وقت خرجت فيه مستشفيات القطاع عن الخدمة وغلق الصيدليات واستشهاد أعداد كبيرة من الأطباء.

واتساقًا مع ذلك، ندد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بجميع أشكال معاداة اليهودية ومعاداة السامية، ووصفها بأنها خطيئة، وذلك بعد أن لاحظ تزايد الهجمات على اليهود في أنحاء العالم.

وكتب البابا في رسالة إلى اليهود، أن الكنيسة ترفض كل أشكال معاداة اليهودية أو معاداة السامية، وتدين بشكل لا لبس فيه مظاهر الكراهية تجاه اليهود واليهودية باعتبارها خطيئة، وذلك حول العالم كله.

وسبق وتحدثت الكاتبة روبن أندرسن، عن ذلك الأمر، بأن الشباب اليهود أنفسهم لم يفلتوا من تهمة معاداة السامية، فقد زعمت "رابطة مكافحة التشهير"، أن معاداة السامية زادت بنسبة 400% تقريبًا منذ الحرب.

 

فما معنى مصطلح معاداة السامية؟ وما الفرق بينه وبين معاداة الصهيونية؟. «الدستور» تسرد في التقرير التالي كل المعلومات في هذا الشأن.

معاداة السامية

ظهر مصطلح معاداة السامية منذ قرون عديدة، ويعني التحيز ضد اليهود أنفسهم، إذ ارتبط بمحرقة الهولوكوست التي حدثت وقت زعيم النازية الألمانية أدولف هتلر، حين تم التنكيل واضطهاد اليوم.

وكانت بداية التحيز ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ووقتها قتل 6 مليون يهودي على يد النازية الألمانية في عرف بعد ذلك باسم محرقة اليهود، وانتقل الأمر إلى كل دول العالم، حيث واجه وقتها اليهود اضطهاد في كل الدول.

ليس ذلك فحسب، ولكن أجبر أعداد كبيرة منهم على الترحيل، بعضها كان إلى مراكز الإبادة الجماعية في بولندا حيث كانت سببًا في اندلاع الحرب العالمية الثانية، بسبب المجازر التي ارتكبت بحقهم.

كما تعمد النازيون قتل اليهود بشكل جماعي سواء في منازلهم أو نقلهم إلى مراكز الإبادة الجماعية، لتسجل أكبر عملية إبادة شهدها التاريخ قتل فيها أكبر عدد من اليهود وارتكبت الجرائم في حقهم.

 

ما هي معاداة الصهيونية؟

أما الصهيونية كان بداية ظهورها في أوروبا خلال القرن الـ19 والترويج أنها حركة سياسية، وكان هدفها إيجاد دولة لليهود في فلسطين، والسيطرة على أرضها والترويج الكاذب بأن فلسطين أرضهم.

وساعد على انتشار المصطلح ما خرجت به الأمم المتحدة خلال العام 1947 بقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى عربية والثانية يهودية، وذلك من أجل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل.

ومع انتشار المصطلح بدأت الاختلافات تظهر في الحركة الصهيونية، حيث ظهر من يعارض استيلاء اليهود على أرض فلسطين، ومن يؤيد فكرة إنشاء دولة مزعومة لهم على أرض فلسطين وتشتت اليهود في دول العالم.

وبالتالي فأن معاداة الصهيونية، يعني معاداة وجود دولة إسرائيل، والاعتراف بحق فلسطين في أرضها، لذلك فهي تختلف عن معاداة اليهود بشكل كلي، فهناك يهود يؤمنون بمعاداة الصهيونية وينتقدون سياسات الحكومة الإسرائيلية، مثل احتلال الضفة الغربية، وبناء المستوطنات، ومسار الجدار العازل.

يبلغ عدد اليهود في العالم العربي قرابة 7.562 مليون نسمة حسب إحصائيات العام 2022، الغالبية العظمى منهم يعيشون على أرض فلسطين المحتلة بنحو 7.1 مليون، وهو عددٌ يُقارب من نصف أعداد اليهود حول العالم، وذلك بعد مرور سنوات طويلة على بدء الهجرة الأولى لليهود إلى فلسطين عام 1882.