رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرضى السرطان داخل مخيمات غزة.. حياة على شفا الموت

مرضى السرطان
مرضى السرطان

وضع مأساوي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد الذي فرضته قوات الاحتلال منذ الـ7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، أدى إلى تضرر المستشفيات والمراكز الصحية وخروج أغلبها عن الخدمة وإصابتها بالنقص الحاد في الأدوية.

أكثر فئة كانت متضررة من الحرب والحصار الشديد هي المرضى، لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السرطان والكلى وغيرهم، والذين لم يستطيعوا الذهاب إلى المستشفيات وتلقي العلاج منذ بداية الحرب، ويرغبون في الخروج من القطاع من أجل تلقي العلاج في أسرع وقت.

خروج المستشفى الوحيد 

وخرج مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي عن الخدمة مضطرًا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، والذي كان يعالج مرضى السرطان بشكل رئيسي، ولكن بعد توقفه يواجه 10 آلاف مريض سرطان في قطاع غزة واقعًا صعبًا للغاية بغياب الأدوية والعلاجات.

وأعلن مدير المستشفى، صبحي سكيك بأن آلاف مرضى السرطان يعانون ويلات الآلام والفقر الشديد، ولا يستطيعون الحصول على الدواء والغذاء وهم يقطنون في الشوارع أو بعض أماكن النزوح لأنه لا توجد لديهم أماكن لاستقبالهم: «نقول للعالم لا تتركوا مرضى السرطان للموت المحقق بسبب خروج المستشفى وغزة كاملة عن الخدمة».

وأكد أنه خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم التوجه إلى مركز صحي آخر يسمى «مركز الزهراء» في مدينة رفح حتى نخفف الآلام على المرضى، مبينًا أن المركز لن يستوعب كل تلك الأعداد الهائلة ولكنه سيكون بشكل مؤقت حتى يعود مستشفى الصداقة للعمل.

تهاني، هي أم أحد أطفال مرضى السرطان في غزة، والذي كان يُعالج في مستشفى الشفاء، ويتلقى الدواء منها، إلا أنه منذ بداية الحرب لم يعد هناك مكانًا لأطفال مرضى السرطان، بل أن المستشفيات أصبحت تعاني من النقص المستمر في الأدوية.

تؤكد أن الأطفال مرضى السرطان لا يتحملون ذلك الألم، لاسيما سرطان العظام الذي يأكل في جسد الأطفال، ويزد من الألم البرود الحالية بسبب دخول الشتاء، وعدم توافر المحارم والأغطية اللازمة، التي تقي الأطفال من الطقس البارد الحالي.

توضح أنه لا توجد بدائل لنقص الأدوية: «يتجرع ابني بشكل يومي الآلام نتيجة إصابته بالسرطان دون وجود علاج أو متابعة مع الأطباء، لاسيما أنه كان منتظم في تلقي العلاج قبل بداية تلك الحرب».

وهناك 10 آلاف مريض سرطان وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، يعانون من الآلام ونقص الأدوية، ويعيشون ظروفًا قاهرة وغير إنسانية، ولا يوجد لديهم أي نوع من الأدوية الخاصة بعلاج السرطان في قطاع غزة.

وتعرض الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، نهاية أكتوبر الماضي، لقصف الطيران الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة، وخرج المستشفى عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي.

فيما تقول إيمان، إحدى ساكنات المخيمات، أن مرضى السرطان في الوقت الحالي بات أغلبهم خارج المستشفيات بلا طعام أو أدوية، موضحة أنهم طالبوا أكثر من مرة بوجود أدوية سرطان في المساعدات التي تدخل إلى القطاع لكنها لم تتوفر.

تقول: «نحتاج إلى الدخول للمستشفيات لتلقي العلاج، وتوفير الأدوية التي اعتدنا على تناولها قبل الحرب، لأنها تخفف الألم بشكل كبير، لكن الصدليات الآن كلها خرجت عن الخدمة ولم يعد هناك منفذ آخر للحصول على الأدوية بعد خروج المستشفى عن الخدمة».