رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النزوح الأكبر.. تاريخ أهالى غزة مع التهجير القسرى

النزوح
النزوح

تُصنف عمليات التهجير القسري التي يعاني منها الفلسطينيون الآن في غزة بأنها أكبر عملية نزوح تعرضوا لها منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948، والذي عُرِف بـ"عام النكبة".

إلا أنه على مدار السنوات الماضية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، يتعرض الفلسطينيون لعمليات نزوح قسرية وتهجير إجباري بشكل كبير، وهو الحلم الذي يسعى الاحتلال لتنفيذه بتهجير كل الفلسطينيين خارج أراضيهم والاستيلاء عليها.

أكبر عملية نزوح

واتساقًا مع ذلك، التقطت بالأمس صور عديدة للفلسطينيين، وهم ينزحون مرة أخرى، من خان يونس في جنوب غزة إلى رفح  بعد أن اضطروا في بداية الحرب إلى النزوح من شمال إلى جنوب القطاع.

وسبق وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين في قطاع غزة يبلغ نحو 1.9 مليون من أصل 2.4 مليون هو عدد سكان القطاع الإجمالي، ويواجه جلهم كارثة إنسانية غير مسبوقة، ونقصًا حادًا في الغذاء، والدواء، ووسائل التدفئة.

وصرح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، بأن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلة وتوسعها أكثر في جنوب قطاع غزة يكرر أهوال الأسابيع الماضية، إذ تم إجبار أكثر من 1.8 مليون شخص، ما يعادل 80% من مجموع سكان غزة، على الفرار من منازلهم.

ولم تكن تلك هي عملية النزوح الأولى التي يتعرض لها أصحاب الأرض، ولكن تاريخ فلسطين ملىء بعمليات النزوح القسرية، التي يحاول فيها الاحتلال السيطرة على أرضهم.

نزوح النكبة

في العام 1948، هُجر قسريًا قرابة 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم يحملون مفاتيح العودة بعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على القسم الأكبر من فلسطين، وبناء المستوطنات الإسرائيلية

لكن تعداد هؤلاء في دول العالم الآن، حسب جمعية عائدون المتخصصة باللاجئين الفلسطينيين، قرابة 8 ملايين خارج فلسطين، و7 ملايين ونص داخل فلسطين، و3 ملايين ونصف في الضفة، و2 مليون و300 ألف داخل قطاع غزة، و2 مليون في الأراضي المحتلة، أي 16 مليون فلسطيني نازح في كل أنحاء العالم.

نزوح الجليل

تلا ذلك العام عدة عمليات لنزوح الفلسطينيين من أرضهم، منها قرية كفر برعم التي تم إخلاؤها بأوامر من قوات الاحتلال بدعوى وجود حرب، وأن الأمر مؤقت، ونزح 700 من سكان كفر برعم بسبب سيطرة إسرائيل عليها، وتم تشجيع باقي السكان البالغ عددهم 250 على العبور إلى لبنان.

نزوح وادي عارة

وكانت منطقة وادي عارة محل نزاع خلال العام 1949 حين بدأت إسرائيل التفاوض على وقف إطلاق النار بها في الضفة الغربية الشمالية، وإعادة رسمها من جديد، ونزح 700 فلسطيني من القرية كانوا يعملون في مجال الزراعة ومصادر المياه.

نزوح المنطقة الشمالية

وفى عام 1951 بدأت موجة نزوح أخرى في المنطقة الشمالية، كان أبرزها ما حدث في بحيرة الحولة، حيث أعلنت إسرائيل عن بدء مشروع تجفيف أراضي المستنقعات، والذي يتطلب خروج 800 فلسطيني من ديارهم تاركين أرضهم.

نزوح بئر السبع

ومن منطقة بئر السبع، شهدت نزوح نحو ألفي رجل وامرأة وطفل، نحو القطاع الذي كانت تسيطر عليه الأردن، ووفقًا للخارجية الأردنية وقتها فإن النازحين تعرضوا للضرب والإساءة الشديدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

نزوح النقب

وفي منطقة النقب خلال العام 1952، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بطرد عائلات من قبيلة الصانع وهي أكبر قبائل فلسطين، ونزح نحو جنوب الخليل أكثر من 100 عائلة، ونحو ألف شخص من قبيلة الصانع، إذ أجبروا على مغادرة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها.

وتُشير تقديرات إلى أنه تم التنازل عن نحو 15 قرية لصالح إسرائيل وأصبح 15 ألف فلسطيني عربي لاجئين، ومن نوفمبر 1948 حتى صيف عام 1949 تم احتلال 87 قرية أخرى؛ وإفراغ 36 قرية من سكانها بالقوة.