رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع سوء الأحوال الجوية.. كيف يعيش اللاجئون داخل مخيمات غزة؟

مخيمات غزة
مخيمات غزة

تمر الأيام الحالية شديدة الصعوبة على النازحين في مخيمات مراكز الإيواء داخل قطاع غزة، بسبب دخول فصل الشتاء وقلة المساعدات الإنسانية وعدم كفايتها لأعداد النازحين واحتياجهم للأغطية والخيم التي تحتمل المطر والهواء إلا أن الوضع يزداد سوء.

ويسبب الهواء الشديد والأمطار إصابات بنزلات البرد الموسمية وينذر بتفشي أوبئة وأمراض أخرى.

الصحة العالمية تحذر

وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث أوبئة كبيرة في قطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الصحية للقطاع منذ أكثر من 35 يومًا.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن هناك خطرا من انتشار أوبئة في غزة، شددت على أن الوضع الصحي في غزة يزداد سوءًا، وأن الوضع في قطاع غزة مرشح لانتشار موجات كبيرة من الأوبئة، بسبب برود الطقس واحتمالية انتشار أمراض الإنفلونزا الموسمية.

وقالت «في القطاع، هناك الكثير من الناس المحاصرين في مناطق صغيرة، وهناك من يعاني سوء التغذية، خاصة الأطفال، بسبب تضاؤل المخزون الغذائي في ظل انقطاع واردات القطاع من الطعام والمواد الغذائية وأن الناس يضطرون لشرب مياه غير صالحة للشرب بسبب محدودية الموارد المائية».

لا توجد طريقة لإدارة تحلية المياه حيث لا يُسمح بإمدادات الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه، تضيف المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية

إيمان: «الخيمة باردة ولا يوجد أغطية»

إيمان إسماعيل، فلسطينية، تقطن في خيمة داخل مركز إيواء النصيرات، توضح أن المساعدات الإنسانية لا تكفي الأغطية الموجودة بها كل النازحين داخل المخيم: «تأتي المساعدات الإنسانية كل فترة وتكون محملة بالخيم والأغطية ولكنها لا تكفي كل النازحين».

تقول: «مع اشتداد الهواء يطير سقف الخيمة، وأحيانًا تهدم فوق رؤوسنا ويكون البرد شديد ودرجة الحرارة منخفضة بشدة، وكل تلك الأمور تصيب الأطفال بنزلاد البرد الشديدة في وقت لا يوجد فيه أدوية أو صيدليات كما أن المستشفيات لا تقبل سوى الجرحى».

تضيف: «أصيب ابني بنزلة برد شديدة، بسبب ارتدائه ملابس خفيفة، وهطول المطر بشكل مكثف مع فصل الشتاء الحالي، وعدم وجود أغطية كافية، ودرجة الحرارة تنخفض بشكل لاسيما مع دخول الليل وانتصافه تصل درجة الحرارة إلى 8 و9 درجة مئوية».

 لا تستطيع إيمان وصف كم تكون الخيمة باردة في ساعات الليل المتأخرة، وعدم قدرة الأطفال وأجسادهم الصغيرة على تحمل مثل ذلك الصقيع: «بعض الأهالي يحرقون البلاستيك للحصول على التدفئة المناسبة داخل الخيمة وهو أمر غير صحي علينا».

مدير مستشفى النجار يحذر من انتشار نزلات البرد

يؤكد د. مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار أن هناك أمراضًا انتشرت في المخيمات داخل قطاع غزة نتيجة عدم كفاية المساعدات الإنسانية وكذلك الأغطية، موضحًا أنه جرى توثيق 325 ألف مرض منذ بداية الحرب وحتى انتصاف ديسمبر الماضي.

وبين أن المخيمات لا يتوافر بها أدنى الاحتياجات الإنسانية للنازحين، فلا يوجد غذاء نظيف أو ماء أو أغطية أو أدوية، كل تلك الأمور ساهمت في تفشي الأمراض منها نزلات البرد، وأيضًا المعدية، لاسيما أن المخيمات أصبحت ممتلئة عن بكرة أبيها.

شدد الهمص على ضرورة إيجاد أغطية وخيم مناسبة للشتاء الحالي، لأن البرد سيساعد في انتشار أمراض الإنفلونزا الموسمية: «سيزيد من الأمر عدم وجود أدوية أو لقاحات في المستشفيات والمخيمات لا يصلها فالأمصال التي تخص أمراض الإنفلونزا الموسمية شحيحة في القطاع بأكمله».