رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحولت مراكز الإيواء فى غزة إلى بؤر لانتشار الأمراض؟

جريدة الدستور

تزدحم بشدة مراكز الإيواء الخاصة بالنازحين في قطاع غزة، بسبب تزايد عمليات التهجير القسري التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تخوفات من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

وتزيد التخوفات مع الدمار الشامل، الذي أحدثه القصف الإسرائيلي على مستشفيات قطاع غزة، حتى خرجت أغلبها عن الخدمة، ولم يعد هناك علاج لمثل تلك الأمراض، إذ تعج المستشفيات بالجرحى من مصابي الحرب والنساء الحوامل في القطاع.

تدهور النظام الصحي

واتساقًا مع ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن القطاع الصحي في غزة متدهور وخرج عن الخدمة، بسبب النقص الشديد في المستلزمات الطبية والعلاجية، ومعاناة النازحين من نقص الغذاء والبرد الشديد والازدحام، والذي أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة المعدية.

وأكدت أنها وثقت انتشار حالات لأمراض الإسهال والدوسنتاريا، والتهاب الكبد "ب"، في وقت لا تمتلك فيه المؤسسات الصحية بالقطاع إمكانيات لإجراء الفحوصات الطبية أو علاج المصابين، بسبب الوضع المتدهور الذي وصل له القطاع الصحي في غزة وتناقص عدد الأطباء.

كما تم تسليط الضوء في مؤتمر صحفي حضره ممثلو المنظمة على الوضع المزري في المستشفيات، لأن بعضها يعمل دون تخدير أو كهرباء، ولا يوجد نظام إخلاء طبي حقيقي، حيث يوجد آلاف الأشخاص على قائمة الإجلاء، لكن لم يتمكن سوى عدد قليل من مغادرة القطاع لتلقي الرعاية التي يحتاجون إليها.

 

وبالفعل تنتشر الأمراض في قطاع غزة خلال الوقت الحالي بحسب مسئولين ومواطنين تواصل معهم «الدستور» في التقرير التالي.

توثيق انتشار الأمراض المعدية

أكثر من 360 ألف حالة مرض معدي بين صفوف الأطفال في غزة، وثقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، وفق سليم عويس مسئول الإعلام في المنظمة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنوعت بين الإسهال والملاريا والسحايا والتهاب الكبد الوبائي.

وأرجع "سليم"، في تصريحاته لـ"الدستور"، انتشار مثل تلك الأوبئة بسبب عدم حصول النازحين على طعام نظيف أو مياه صالحة للشرب، كما أن قلة الأغطية تؤدي إلى إصابتهم بأمراض مثل الإنفلونزا الموسمية بسبب هطول الأمطار بغزارة، إلى جانب انتشار حالات الجدري والإسهال.

وحذر من أن يكون هناك وباء يتفشى في قطاع غزة بأكمله ويهدد الدول المجاورة بسبب ما يمر به القطاع من إهمال وتكدس، لا سيما مع تدهور الوضع الصحي وخروج أغلب المستشفيات في قطاع غزة عن الخدمة، وعدم قدرتها على مجاراة الأحداث غير الإنسانية التي تحدث.

وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن هناك 234364 حالة التهاب رئوي، و170794 حالة إسهال، و140 ألف حالة مرض جلدي، وأكثر من 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي من نوع "A"، بينها 6723 إصابة لأطفال، إلى جانب حالات الحصبة أيضًا وأمراض معدية أخرى.

محمود: «نعاني من انتشار السعال بسبب القصف المستمر»

كان محمود، أحد النازحين، واحدًا ممن أصيبوا بالتهابات في الجهاز التنفسي، نتيجة استنشاق الكثير من الأدخنة الناتجة عن القصف المستمر، إذ تعرض منزله للقصف والدمار، وظل ليالي عديدة يستنشق تلك الأدخنة التي خلفتها عمليات القصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

يقول: «نعيش في معاناة بسبب انتشار الأمراض وغلق الصيدليات والمستشفيات متكدسة بشكل كبير، لذلك أنا أصبت بالربو وطوال الليل لا أكف عن السعال المتواصل، وانتشرت عدوى السعال في المخيم لأكثر من شخص، نتيجة القصف والأدخنة التي نتعرض لها بشكل يومي».

وأعلنت اليونيسف أنها في طريقها الآن لإرسال خمسة أنواع من لقاحات الأطفال من أجل التلقيح الروتيني للأطفال، ومن المتوقع تسليم 6 لقاحات إضافية بحلول نهاية الشهر.