رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الدعوة لحرق الكتب.. ما أوجه التشابه بين الهولوكوست وحرب غزة؟

جريدة الدستور

تشبه حرب غزة الآن الإبادة الجماعية التي فعلتها ألمانيا النازية في اليهود خلال العام 1941 على يد «أدولف هتلر» الزعيم النازي الألماني، بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.

منذ 7 أكتوبر ويمارس الاحتلال الإسرائيلي عدوان وحصار على قطاع غزة بأكلمه، وفرض سياسة التجويع وقصف المدنيين واستهداف المستشفيات التي تعج بالجرحى ما جعل ما يحدث يشبه الإبادة الجماعية.

 

حرق الكتب في غزة

ويتسق ذلك، مع دعوة دعا الإعلامي الإسرائيلي البارز «آفري غلعاد» على غرار ألمانيا النازية، إلى حرق جميع الكتب في غزة، وتسليم القطاع التعليمي إلى دول عربية مطبّعة لتعليم الأجيال الفلسطينية ما وصفها بـ"القيم الإنسانية" تحت إشراف إسرائيلي.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن غلعاد قوله: «يجب أن تحرق جميع الكتب المدرسية في ساحة عامة، وأن تؤلف لهم كتب جديدة تحظى فيها كل صفحة، وكل سطر، وكل كلمة بقلوبنا».

وقال غلعاد: «لن يأتي اليوم التالي للحرب إلا بعد 20 إلى 30 عامًا، وهذا عند الإعلان عن اجتثاث حماس من الشعب الفلسطيني»، ويتعرض قطاع التعليم في غزة بكوادره ومرافقه ومنشآته لاستهداف ممنهج من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويهدف الاحتلال إلى جعل غزة مكانًا غير قابل للحياة، وبيئة تفتقد لأدنى مقومات الحياة والخدمات، والقضاء على مستقبل الأجيال المقبلة، حيث طال العدوان 281 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في قطاع غزة، 83 منها تعرّضت لأضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل.

وبالفعل تتشابه محرقة الهولوكوست مع يحدث في فلسطين الآن بشكل كبير.. فما أوجه تلك التشابه؟

ما هو الهولوكوست؟

هي إبادة جماعية وممنهجة واضطهاد قتل فيه 6 ملايين يهودي، قام بها النظام النازي ومن يعينه في تلك الفترة، حيث استولى النازيون على سلطة ألمانيا خلال العام 1933، وبدأوا في اضطهاد اليهود وتعذيبهم.

وكان أدولف هتلر هو زعيم النازية المسيطرة على ألمانيا في ذلك الوقت، وخلال تلك الفترة قتل الكثير من اليهود بشكل جماعي، حيث كان يجمعهم أعضاء النازية ومن ولاها ثم يتم إطلاق النيران عليهم بشكل عشوائي أو حرقهم.

ليس ذلك فحسب، ولكن أجبر أعداد كبيرة منهم على الترحيل، بعضها كان إلى مراكز الإبادة الجماعية في بولندا حيث كانت سببًا في اندلاع الحرب العالمية الثانية، بسبب المجازر التي ارتكبت بحقهم.

كما تعمد النازيون قتل اليهود بشكل جماعي سواء في منازلهم أو نقلهم إلى مراكز الإبادة الجماعية، لتسجل أكبر عملية إبادة شهدها التاريخ قتل فيها أكبر عدد من اليهود وارتكبت الجرائم في حقهم.

حرب غزة

بعد أكثر من 82 عامًا، شهدت فلسطين مجزرة إبادة جماعية على يد الاحتلال الإسرائيلي لا تقل وحشية عما فعلته النازية باليهود، دفعتها للوقوف في قصف الاتهام أمام محكمة العدل الدولية خلال الأسبوع الماضي، وأكدت على ضرورة وقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

خلال الـ113 يومًا الماضية، إذ بدأت معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، استشهد 26 ألفًا و83 فلسطيني، وهناك 64 ألفًا و487 مصابًا، وأوضاع المستشفيات باتت مزرية بشكل غير إنساني.

ونفس عمليات الترحيل والنزوح تعرض لها الفلسطينيين، حيث أجلى الاحتلال 1.1 مليون شخص في شمال غزة، ووصف الأمر بأنه تهجير قصري، بدعوى أن الجنوب أكثر أمنًا إلا أنهم تعرضوا للقصف.

وبدلًا من استخدام النازيون لمحارق للقتل الجماعي وتصفية اليهود، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفسفور الأبيض الحارق، التي يؤدي إلى إصابات عميقة، وفشل أعضاء الجسد، كما تقوم الوحدات العسكرية الإسرائيلية بقصف غزة باستخدام قذائف مدفعية لضرب المناطق السكنية بالفسفور الأبيض.

وتتشابه دعوات حرق الكتب في قطاع غزة، مع ما حدث في مدينة برلين منذ 80 عامًا، حيث شهدت أكبر عملية حرق كتب الألمان خلال حقبة النازية، على يد 70 ألف شخص تجمعوا في أحد ميادين ونقلوا 20 ألف كتاب تم حرقها أمام عيون الجميع.