رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية: ليست هناك فرصة لدى الصين للسيطرة على تايوان (تقرير)

تايوان
تايوان

كشفت مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية أن تايوان تشهد تحولًا ديموجرافيًا وسياسيًا كبيرًا للغاية خلال العقود الأخيرة، تحولًا يمنع عمليًا أي إعادة توحيد سلمية بين تايوان والصين

توحيد الجزيرة مع الصين

وأوضح الخبير السياسي، جيمس هولمز، رئيس كرسي جيه سي ويلي للاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية الأمريكية، أن التركيبات السكانية ليست صديقة للصين في مضيق تايوان ومنذ حوالي 20 عامًا، كانت المشاعر بين سكان تايوان منقسمة بشكل متساو تقريبًا ما بين المؤيدين لإعادة توحيد الجزيرة مع الصين والمؤيدين للاستقلال، وفي أقصى الحدود يمكن القول إن نحو 10% يؤيدون إعادة التوحيد الفورية، و10% يؤيدون الاستقلال الفوري، أما الـ80% الباقون فإنهم يبدو أنهم راضون تقريبًا يالوضع الراهن لتايوان، ويعربون عن تأييدهم لإعادة التوحيد أو الاستقلال، لكن ليس على أساس جدول زمني معين، والمعتدلون يسعدهم بقاء الوضع عليه للأبد بدلًا من حدوث اضطراب نتيجة أي تغيير سياسي جذري.

وأضاف هولمز أن الصين تواجه واقعًا سياسيًا جديدًا في تايوان: فلم يعد هناك أصدقاء لها، وإذا لم تحظ الصين بأي دعم من جانب الأحزاب السياسية في تايوان، فإن هناك احتمالًا ضئيلًا في أن ينجح شخص ذو علاقة ودية مع الصين في الفوز بمنصب رئيس تايوان في الانتخابات التي ستجرى هذا الشهر.

السيطرة على تايوان دون قتال

وأوضح هولمز أنه بدون رئيس وبرلمان تربطهما صداقة بالصين، ليست هناك فرصة لدى الصين لتحقيق هدفها الأسمى، وهو السيطرة على تايوان دون قتال، وسوف تضطر لاستخدام القوة المسلحة مع كل ما تنطوى عليه الحرب من أخطار وتكاليف.

وليس بوسع كيان الحزب الشيوعي الصيني إلا أن يلوم نفسه فقط على الوصول إلى هذا الوضع المؤسف. إذ يبدو أن دبلوماسيته استهدفت عن عمد تقريبًا إبعاد الأصدقاء المحتملين وتوحيد صفوف التحالفات والائتلافات لهزيمة أهداف الحزب الشيوعي الصيني.

وتابع هولمز أنه منذ مطلع القرن، انخفضت نسبة "مواطني الوطن الأم" الذين فروا إلى تايوان في أعقاب الهزيمة في الحرب الأهلية الصينية، والذين يعتبرون أنفسهم أساسًا صينيين، إلى 3% من السكان، وهذه ليست نسبة كبيرة مؤيدة لاتحاد عبر المضيق. ولن يهتم أحد بنسبة 3% من الناخبين.

تقلبات السياسات الديمقراطية

وأكد هولمز أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الشيوعيين سوف يتفهمون تقلبات السياسات الديمقراطية، إذ أن تصرفات الصين تجاه تايوان ترقى في حقيقة الأمر إلى مستوى سوء الممارسة الدبلوماسية. إنها سياسة هزيمة ذاتية، ويمكن توقع ذلك في المستقبل. ويعد فشل الصين في كسب ود سكان تايوان جزءًا من تحولها الأوسع نطاقًا من "القوة الناعمة" إلى الإكراه والترهيب، فهي تريد الإخافة بدلًا من الاجتذاب.