رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبر القنوات الخلفية.. الولايات المتحدة تروض إيران بسبب اشتعال الشرق الأوسط

استهداف السفن في
استهداف السفن في البحر الأحمر

أجرت إيران والولايات المتحدة محادثات سرية وغير مباشرة في عمان في يناير الماضي، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الشحن في البحر الأحمر، فضلًا عن الهجمات على القواعد الأمريكية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل المحادثات السرية التي عقدت تحديدا في 10 يناير الماضي في العاصمة العمانية مسقط، حيث تبادل المسئولون العمانيون الرسائل ذهابًا وإيابًا بين وفدين إيرانيين وأمريكيين جالسين في غرف منفصلة. 

كواليس الاجتماع السري بين إيران وأمريكا في عمان

وترأس الوفود علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، وبريت ماكغورك، منسق الرئيس بايدن لشئون الشرق الأوسط.

ويعد هذا الاجتماع، المرة الأولى التي يعقد فيها المسئولون الإيرانيون والأمريكيون مفاوضات شخصية، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. 

وقال مسئولون أمريكيون إن إيران طلبت عقد الاجتماع في يناير، وأوصت العُمانيين بأن تقبل الولايات المتحدة ذلك، فمنذ بداية الحرب في غزة طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض بأن أيًا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي مرروها عبر وسطاء.

وكشفت الصحيفة عن أن لقاء عمان، كان لدى كل جانب طلب واضح من الجانب الآخر، وفقًا لمسئولين أمريكيين وإيرانيين، فقد أرادت واشنطن من إيران كبح جماح وكلائها لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر واستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا وفي المقابل، أرادت طهران من إدارة بايدن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وفي غضون ساعات بعد مغادرة ماكغورك الاجتماع مع الإيرانيين، قادت الولايات المتحدة ضربات عسكرية في 11 يناير الماضي على أهداف متعددة للحوثيين في اليمن. 

وفي أوائل فبراير، شنت الولايات المتحدة ضربات على قواعد عسكرية مرتبطة بإيران في العراق وسوريا ردًا على مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في هجوم شنته ميليشيا عراقية قريبة من إيران، وانتهت الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق منذ ذلك الحين، ولم ترد سوى تقارير عن عدد قليل فقط من هذه الهجمات في سوريا.

توترات الشرق الأوسط تدفع واشنطن وطهران للمباحثات السرية

وقال مسئول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة شاركت في المحادثات لتظهر أنه حتى مع تصاعد التوترات، فإن واشنطن لا تزال منفتحة على مواصلة الدبلوماسية مع إيران، ولكن إذا لم يسفر الحوار عن نتائج، فإن الولايات المتحدة ستستخدم القوة.

وقال مسئولان إيرانيان، أحدهما من وزارة الخارجية، إن إيران أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الميليشيا، خاصة الحوثيين، لكن يمكنها استخدام نفوذها عليهم لضمان وقف جميع الهجمات إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال مسئولون أمريكيون وإيرانيون إن إيران والولايات المتحدة واصلتا تبادل الرسائل بانتظام حول الميليشيات ووقف إطلاق النار منذ التقيا في يناير، مع العمانيين كوسطاء.

القنوات الخلفية.. أداة واشنطن وإيران لتخفيف التوتر

وقال علي فايز، مدير شئون إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "إن وجود قنوات اتصال، حتى لو كانت غير مباشرة، يمكن أن يكون مفيدًا للتخفيف من احتمال سوء التقدير وسوء الفهم، ولكن التوترات بين الجانبين لا تزال كبيرة".

لكن الحوثيين واصلوا تنفيذ 102 هجوم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر، وفقًا للبنتاجون حتى 14 مارس الجاري، فيما نفذت الولايات المتحدة 44 غارة على أهداف للحوثيين، لكن هذه الهجمات لم تردع الحوثيين، الذين هددوا باستخدام أسلحة أكثر تقدمًا.

وقال مسئول أمريكي كبير إن الحوثيين أجروا تجربة إطلاق صاروخ جديد متوسط المدى، مشيرا إلى أن التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الروسية هذا الأسبوع حول حصول الحوثيين على صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت لم تكن دقيقة على الأرجح.

وقال محللون إن الحوثيين تحولوا إلى ورقة رابحة لإيران في الصراع الحالي لأنهم ألحقوا أضرارًا بالشحن الدولي وزادوا من مخاطر الحرب في غزة خارج المنطقة، مؤكدين أن إيران لن تتخلى بسهولة عن هذا النفوذ.

وقال ساسان كريمي، المحلل السياسي في طهران: "كان الهدف من المفاوضات الأخيرة في عمان هو عودة الجانبين إلى هذا الاتفاق غير الرسمي وإبقاء التوترات عند مستوى منخفض ولا نتوقع أي اختراقات بين إيران والولايات المتحدة؛ كل ذلك يركز بشكل ضيق على المنطقة في الوقت الحالي، فهم يريدون من إيران أن تستخدم نفوذها مع الميليشيات".