صُناع الموسيقى التصويرية فى رمضان: «إحنا عنوان الجواب»

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان الكريم، الذى يشهد منافسة شرسة بين كبار نجوم الدراما، الذين يحرصون على تقديم مسلسلات متنوعة كل عام، بقيادة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ينتظرها الجمهور بشغف كبير، وترضى جميع الأذواق، فى ظل تنوعها بين التاريخية والاجتماعية والكوميدية والتراجيدية، فى إطار ملىء بالإثارة والتشويق.

ولم تقتصر المنافسة هذا العام بين نجوم الصف الأول والصناع فقط، بل نجد منافسة شرسة أيضًا بين رواد الموسيقى التصويرية، التى تمثل دورًا مهمًا فى نجاح المسلسل وجذب الجمهور، وتضيف بُعدًا آخر للاندماج مع الأحداث، ما يجعلها من العناصر الأساسية فى صناعة أى عمل فنى.

«الدستور» تحدثت إلى عدد من الموسيقيين حول أبرز كواليس تأليفهم الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية المنتظر عرضها فى موسم رمضان المقبل، وتنشر أبرز ما قالوه فى السطور التالية.

خالد الكمار: حققت حلمى بـ«عتبات البهجة».. وفخور بـ«بابا جه» و«بدون سابق إنذار»

أعرب الموسيقار خالد الكمار عن فخره وسعادته البالغة بمشاركته فى الماراثون الرمضانى بـ٣ أعمال دفعة واحدة، معتبرًا أن هذا مسئولية كبيرة، خاصة أن الأعمال الثلاثة تعتبر من أضخم الإنتاجات فى الموسم المنتظر، بداية من «عتبات البهجة» للنجم الكبير يحيى الفخرانى، إلى جانب «بابا جه» و«بدون سابق إنذار» للنجمين أكرم حسنى وآسر ياسين.

وقال «الكمار»: «لدىّ طاقة حماسية كبيرة لهذا الموسم، خاصة أننى كنت أحلم بالتعاون مع النجم القدير يحيى الفخرانى فى عمل فنى يحمل اسمه، والحمد لله أشعر بأننى حققت حلمى بهذا التعاون، فالدكتور يحيى الفخرانى أيقونة فنية متفردة وقيمة وقامة كبيرة».

وعن طريقة تأليفه موسيقى المسلسل، قال إنه ركز على كل تفصيلة فى العمل لصنع موسيقى تصويرية مبهرة تتماشى مع «تيمة» المسلسل القائمة على صراع الأجيال، وتواصل الأجداد والأبناء والأحفاد معًا، مع وجود خط «لايت» خلال الأحداث. وأعرب عن سعادته بالتعاون، أيضًا، مع الفنان أكرم حسنى فى مسلسل «بابا جه»، الذى تدور أحداثه فى إطار اجتماعى ملىء بالبهجة والمواقف الكوميدية، ومع الفنان آسر ياسين فى مسلسل «بدون سابق إنذار»، الذى بذل فيه «مجهودًا جبارًا»، لصناعة موسيقى حماسية درامية ممزوجة بتفاصيل وأحداث فى غاية الأهمية، من حيث الجانب النفسى والتمسك بالحياة والأمل. وعن الطقوس الخاصة به لصناعة الموسيقى التصويرية، قال خالد الكمار إنه يقرأ ملخص الحلقات جيدًا، إذا كان العمل الدرامى طويل الحلقات فيما يفضل قراءة الحلقات كاملة فى الأعمال الدرامية قصيرة الحلقات. وأضاف: «كما أعقد جلسات عمل مع المخرج لمعرفة رؤيته قبل مناقشة الموسيقى، وما الخطوط الدرامية، وتخيله الشخصيات، وصولًا إلى الكادر وألوان التصوير والأماكن، وهكذا».

شادى مؤنس: «جودر» مفاجأة.. وموسيقى معاصرة لـ«صيد العقارب» 

رأى الموسيقار العالمى شادى مؤنس أن توليه تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسلين كبيرين مقرر عرضهما فى شهر رمضان المقبل، بحجم مسلسلى «جودر.. ألف ليلة وليلة»، من بطولة النجم ياسر جلال، و«صيد العقارب» من بطولة النجمة غادة عبدالرازق- يعد مسئولية كبيرة، خاصة أن الموسيقى التصويرية تعد أساس نسيج العمل الدرامى، وتسهم فى نجاح العمل الفنى.

وأشاد «مؤنس» بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى العملين، قائلًا: «رغم أنها مسئولية كبيرة، فإننى لم أتردد لحظة فى الموافقة على صنع الموسيقى التصويرية لعملين دفعة واحدة مع (المتحدة)، التى تعد لموسم درامى ضخم ينتظره المشاهدون من العام للعام».

وأوضح أنه بذل مجهودًا كبيرًا لصناعة ملحمة موسيقية درامية متفردة فى كلا العملين؛ خاصة أن كلًا منهما مشحون بالثراء الفنى على كل المستويات، سواء من حيث السيناريو أو الإخراج أو الإنتاج.

وأضاف: «الجمهور سيتلقى مفاجأة كبيرة فى مسلسل جودر، فهو عمل أسطورى، ونوعية الموسيقى التى صنعتها له تحتوى على مزيج يجمع بين عدة أنواع موسيقية تواكب مراحل شخصية العمل الرئيسية، التى يجسدها النجم ياسر جلال، وتتنوع بين الموسيقى الشرقية والكلاسيكية والفانتازيا والأوركسترالية، مرورًا بالرومانسية، كما أن هناك موشحًا ستتضمنه الحلقات، تشدو به النجمة كارمن سليمان، وهو من كلمات الكاتب طارق الجناينى، ومن توزيعى الخاص».

وواصل: «بسبب ضيق الوقت، استغرق العمل على الموسيقى التصويرية لـ(جودر) ٣٠ يومًا، ثم بعثت بالنوت الموسيقية إلى روسيا، لخلق مادة موسيقية مغايرة، بمشاركة عالمية من الأوركسترا الروسى (Bow tie orchestra)، وقد كنا نعمل نحو ١٦ ساعة يوميًا حتى يخرج العمل بما يليق بتاريخ الدراما المصرية، وهنا يتوجب علىّ تقديم الشكر للجهة المنتجة، التى لم تبخل بشىء من أجل نجاح العمل».

وأشار إلى أنه عند العمل على وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «صيد العقارب» كان لديه وقت أطول، مؤكدًا أنه يراهن على نجاح المسلسل، فى ظل تميزه بموسيقى مصرية معاصرة، يتخللها بعض التأليف الأوركسترالى، كى تتماشى مع الأحداث المليئة بالإثارة والتشويق والغموض.

وتابع: «عملت فى موسيقى (صيد العقارب) على توظيف اللحن والإيقاع والتكثيف النغمى والتلوين الصوتى، فى عمل يجسد المشاعر المنشود نقلها للجمهور، كونها الوسيلة الأقوى التى توفر للمشاهد فرصة الاندماج فى الأحداث».

خالد حماد:«إمبراطورية ميم» نوستالجيا.. وآلات نحاسية لـ«مليحة»

قال الموسيقار الكبير خالد حماد إن عملية التأليف الموسيقى لأى عمل فنى لا تنفصل أبدًا عن العمل نفسه، ولا يمكن إنجازها دون أن ينغمس المؤلف فى التفاصيل والحبكة الدرامية، ويجتمع بصُناع العمل لمعرفة رؤيتهم التصويرية والإخراجية وطبيعة الشخصيات والأماكن، لخلق المقطوعات الموسيقية المناسبة للأحداث.

وأضاف الموسيقار الكبير الذى يشارك بموسيقاه خلال السباق الرمضانى فى مسلسلى «إمبراطورية ميم»، من بطولة النجم خالد النبوى، و«مليحة»، من بطولة النجمة ميرفت أمين - أن الموسيقى التصويرية لا تزيد فقط من رونق العمل، بل تملك القدرة على دفع المشاهد للتعلق به، لأنها تحجز مكانًا خاصًا له فى عقول المشاهدين، وتصبح علامة بارزة للعمل الفنى، وتسهل تذكره بمجرد سماعها، كما أنها تعبر وتترجم ما تعجز عنه بقية العناصر الدرامية الثابتة، مثل الأحاسيس الداخلية والتغييرات النفسية، وغيرهما.

وواصل: «يجب ألا ننسى أن السينما بدأت صامتة، لكنها استعانت بالموسيقى للتعبير عن مضمون المشاهد، لذا أحرص دائمًا على خلق عنصر موسيقى يعيش مع الجمهور، وبمجرد سماعه يمكن للمشاهد أن يميز العمل بسهولة، وهذا ما حرصت عليه فى عملى على مسلسل (إمبراطورية ميم)، عبر تطعيم موسيقاه بآلات مصرية أصيلة، مثل الناى والقانون، لخلق حالة من النوستالجيا، ما يناسب طبيعته الاجتماعية الخفيفة ورشاقة أحداثه».

وأعرب «حماد» عن سعاته بتكرار التعاون مع النجم خالد النبوى، والمخرج محمد سلامة اللذين سبق له التعاون معهما فى مسلسل «راجعين يا هوى»، ثم تعاون أيضًا مع «سلامة» فى «الكتيبة ١٠١».

وأشار إلى أن التيمة الموسيقية ستكون مختلفة بين «إمبراطورية ميم» و«مليحة»، نظرًا لاختلاف طبيعة كل منهما، واختلاف الآلات المستخدمة، خاصة أن «مليحة» يتميز بأنه ينتمى لنوعية الأكشن، التى تتطلب آلات نحاسية وأوركسترالية تعزف بقوة تتناسب مع الصراع والمشاهد المتوترة.

وقال: «إتمام الموسيقى التصويرية للعملين لم يكن سهلًا، بل احتاج لجهد كبير، والتسجيل فى الخارج، خاصة فى (إمبراطورية ميم)، شارك فى تسجيلها الأوركسترا العالمى (Budapest Art Orchestra) لخلق مادة موسيقية عصرية». كما أشاد «حماد» بالتعاون مع المخرج عمرو عرفة فى مسلسل «مليحة»، مؤكدًا أنه يدين له بكثير من الفضل، خاصة أنه قدم معه أول أعماله فى الموسيقى التصويرية، فى فيلم «ضحك ولعب وجد وحب»، الذى كان من إنتاج «عرفة».

«الكبير أوى» و«بيت الرفاعى» و«حق عرب»

ينافس الموسيقار عمرو إسماعيل، هذا العام، بثلاثة أعمال درامية، فى مقدمتها مسلسل «الكبير أوى ٨» للنجم أحمد مكى، و«حق عرب» للنجم أحمد العوضى، ويعرض حصريًا على مجموعة قنوات ON، وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى شعبى ملىء بالصراعات.

أما العمل الثالث فهو مسلسل «بيت الرفاعى» للنجم أمير كرارة، وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى تشويقى ملىء بالصراعات.

«الحشاشين»

يشارك الموسيقار العالمى أمين بوحافة من خلال تقديمه الموسيقى التصويرية للمسلسل الأضخم إنتاجيًا «الحشاشين»، بطولة النجم كريم عبدالعزيز، ويعرض حصريًا على مجموعة قنوات DMC.

«المعلم» 

يقدم الموسيقار عادل حقى الموسيقى التصويرية لمسلسل «المعلم» بطولة النجم مصطفى شعبان، الذى يعرض حصريًا على شبكة قنوات الحياة، وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى شعبى ملىء بالتشويق، ويمتد لـ٣٠ حلقة.

«محارب» 

وضع الموسيقار محمود طلعت الموسيقى التصويرية لمسلسل «محارب» للنجم حسن الرداد، الذى يعرض بشكل حصرى على قنوات CBC فى إطار اجتماعى تشويقى، حول الشاب عزيز القادم من الصعيد ويعيش مع أسرته فى القاهرة.

«سر إلهى» 

يقدم الموسيقار كريم عبدالوهاب اللمسات النهائية على الموسيقى التصويرية لمسلسل «سر إلهى» بطولة النجمة روجينا، الذى تدور أحداثه فى إطار اجتماعى تشويقى، حول نصرة التى تتعرض للظلم من أقرب الناس لها، وبعد أن يسرق أشقاؤها ميراثها من أمها وتخونها صديقتها وتسرق منها حبيبها، تنتقل نصرة للقاهرة تاركة المنصورة، ثم تتهم فى قضية قتل لتخرج منها أقوى وتحاول الانتقام.

«مسار إجبارى»

وضع الموسيقار أمير خلف، الموسيقى التصويرية لمسلسل «مسار إجبارى» بطولة النجمين أحمد داش وعصام عمر، وتدور أحداث المسلسل فى إطار اجتماعى مشوق فى اطار ١٥ حلقة، حول حسن وحسين شابين فى مقتبل العمر عكس بعض تمامًا فى كل شىء، يكتشفان أنهما شقيقان، بعد أن صرح لهما والدهما بالسر، وتجمعهما جريمة قتل تضطرهما إلى التعاون معًا.