رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض أوروبى وتحذير روسى.. "دعوة ماكرون" تنذر بحرب نووية فى أوكرانيا

ماكرون
ماكرون

رفض العديد من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة - بشكلٍ قاطع - نشر قوات برية في أوكرانيا، بعد أن صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي مرتين: "لا ينبغي استبعاد أي شيء".

وصرَّح ماكرون مرتين خلال هذا الأسبوع بشأن ضرورة حسم الحرب الأوكرانية الروسية التي دخلت عامها الثالث، لصالح كييف، حيث قال يوم الإثنين أثناء استضافته 27 ممثلًا لدول الاتحاد الأوروبي: "لا يوجد إجماع اليوم على إرسال قوات رسمية ومعتمدة على الأرض. لكن فيما يتعلق بالديناميكيات، لا يمكن استبعاد أي شيء".

والخميس، كرر ماكرون جدية تصريحاته، عندما قال خلال زيارته للقرية الأوليمبية 2024: "كل كلمة أقولها بشأن هذه القضية يتم وزنها والتفكير فيها وقياسها"، بحسب ما نقلته صحيفة "بوليتيكو أوروبا".

وكشف تدخل ماكرون عن انقسامات واضحة في حلف "الناتو"، الذي أصرَّ دائمًا على أنه لن تكون هناك قوات برية على الأرض في أوكرانيا، حيث أثارت تعليقاته ردود أفعال انتقادية في الحلف ودول أوروبية أخرى، وأيضًا تحذيرًا من الكرملين.

رفض أوروبي لمقترح ماكرون

اضطر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لـ"الناتو"، إلى إصدار نفي لوجود مثل هذه الخطط، على الرغم من إصراره على أن الحلف سيواصل دعم أوكرانيا، وهي ليست عضوًا في الحلف، كما ردد هذا الموقف كل من: إسبانيا وبولندا وجمهورية التشيك، وأيضًا داونينج ستريت وبرلين.

وقال البيت الأبيض: إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتقد أن "الطريق إلى النصر، هو تقديم المساعدة العسكرية، حتى تحصل القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها".

وأضاف في بيان: أن "الرئيس بايدن كان واضحًا بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: "إن البلاد ليست لديها خطط لنشر عسكري واسع النطاق في أوكرانيا، باستثناء العدد الصغير من الأفراد الذين يقومون بالفعل بتدريب القوات الأوكرانية".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني: إن الدعم الإيطالي "لا يشمل وجود قوات من الدول الأوروبية أو دول الناتو على الأراضي الأوكرانية".

وأكدت القوة العسكرية الأوروبية العظمى ألمانيا مجددًا، أنها لن ترسل قوات؛ حيث قال المستشار الألماني أولاف شولتس: إنه "لم يطرأ أي تغيير على الموقف المتفق عليه المتمثل في عدم قيام أي دولة أوروبية أو دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بإرسال قوات برية أو جنود إلى أوكرانيا".

 

تحذير روسي

أما روسيا، فقد حذَّرت من نشوب صراع مباشر إذا انتشرت قوات الناتو في أوكرانيا. ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اقتراح ماكرون بأنه "عنصر جديد مهم للغاية" وليس في مصلحة أعضاء الناتو على الإطلاق.

وقال بيسكوف: "في هذه الحالة، سنحتاج إلى الحديث ليس عن الاحتمالية، بل عن حتمية "الصراع المباشر"".

وفي خطابه السنوي للأمة، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، من أن التهديدات الغربية، تثير خطرًا فعلًا لاندلاع نزاع نووي. 

وقال بوتين: "عليهم أن يدركوا في نهاية المطاف أن لدينا أيضًا أسلحة قادرة على إصابة أهداف على أراضيهم.. كل ما يبتكره الغرب يسبب خطرًا فعليًا لنزاع باستخدام الأسلحة النووية".

كيف رأى الإعلام الغربي مقترح ماكرون المرفوض من الناتو؟

وأمام ردود الأفعال تلك، قالت صحيفة "ذا هيل"، إن هذا التراجع جاء بعد أن هددت روسيا بـ"عواقب عسكرية" لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحصول على موافقة البرلمان المجري.

وقالت شبكة "إيه بي سي نيوز"، إنه على الرغم من رفض اقتراحات فرنسا بشدة من قبل بعض الدول الأوروبية الرئيسية، إلا أن ما يبدو هناك دفعة حقيقية متزايدة بين بعض الدول الأوروبية لمناقشة إمكانية تقديم المزيد من المساعدة العسكرية المباشرة على الأقل، وهو الأمر الذي كان من المحرمات في السابق.

وأضافت الشبكة الأمريكية: "يؤكد هذا التطور كيف يبدو أن الفهم ينشأ بسرعة في أوروبا التي مفادها بأنها بحاجة إلى اتخاذ خطواتها الرئيسية لمواجهة النجاح الروسي في أوكرانيا، حيث إن المساعدات الأمريكية معرضة لخطر الانهيار، ولم يعد فوز بوتين يبدو مستحيلًا".

ورأت في الوقت ذاته، أن المناقشات الأوروبية بشأن مقترح ماكرون أو دراسة الخطة بشكل حقيقي، تظهر تحولًا كبيرًا فيما يتعلق بمدى قلق الحكومات الأوروبية إزاء الاحتمال المفاجئ بتحقيق نصر محتمل بشكل ما لـ بوتين في أوكرانيا.

أما صحيفة "التليجراف" البريطانية، قالت: "إن زلة إيمانويل ماكرون جعلت الغرب أقرب إلى احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا".

وأضافت: "أن الخطأ الفادح في نشر قوات على الأرض يعد انقلابًا دعائيًا لروسيا ويبدد آمال كييف في الحصول على صواريخ توروس بعيدة المدى"، وهو ما يعني انتظار أوكرانيا لفترة أطول للحصول على الأسلحة الحيوية.

وأوضحت أن صواريخ توروس هي أفضل الصواريخ بعيدة المدى التي يقدمها حلف شمال الأطلسي، لكنها ستمنح أوكرانيا القدرة على ضرب موسكو، مشيرة إلى استبعاد شولتس، ذلك خوفًا من تصاعد الحرب إلى صراع أكبر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامها الثالث، مع عدم وجود مؤشرات على أن أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية قد تنتهي قريبًا، وتمتلك روسيا وفرة من المدفعية وهي قوة عسكرية أكبر بكثير من أوكرانيا، التي تعتمد قواتها بشكل كبير على الأسلحة الحديثة التي يقدمها الحلفاء الغربيون، وخاصة الولايات المتحدة.