واشنطن بوست: مجزرة "دوار النابلسى" كارثة تلخص لحظات الرعب فى غزة
قال إيشان ثارور، الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست"، إن الجريمة الإسرائيلية المروعة ضد مئات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في شارع الرشيد بـدوار النابلسي بمدينة غزة، تمثل "نقطة متدنية" جديدة في الكارثة المستمرة في غزة، وتلخص الكثير من لحظات الرعب في القطاع الفلسطيني، الذي دمرته الحرب العسكرية الإسرائيلية.
وأكد الكاتب الأمريكي، في مقالٍ تحليليِّ مطوَّل بعنوان "الكارثة الإنسانية المتصاعدة وغير المسبوقة في غزة"، نقلًا عن مسئولين، أن العديد من الفلسطينيين الجرحى في المجزرة الإسرائيلية، التي وصفها المراقبون والصحفيون بـ"مجزرة الطحين"، إصابتهم ناجمة عن إطلاق النار، وليس كما يدعي جيش الاحتلال بأنها ناجمة عن التدافع أثناء سعيهم للوصول إلى شاحنات المساعدات.
وأشار الكاتب إلى استشهاد أكثر من 30 ألف شخص في غزة منذ بدء الحرب المستمرة. وقال: "إن الجوع والمرض يطاردان الأرض ويدفعان عددًا لا يُحصى من سكان غزة إلى عمليات بحث يومية يائسة عن الغذاء والماء، وهو ما يمكن أن ينتهي في المشاهد التي شاهدناها يوم الخميس".
ولفت إلى أن الجزء الأكبر من سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن مليونيِّ نسمة، يواجهون احتمال المجاعة، التي اعتبرها "حالة تشكل أسرع انخفاض في الحالة التغذوية للسكان على الإطلاق"، حيث يتضور الأطفال جوعًا "بأسرع معدل عرفه العالم على الإطلاق".
الآمال تتضاءل بشأن وقف الحرب
وتطرق الكاتب إلى مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الآمال تتضاءل بشأنها، خاصة عندما تبيَّن هذا الأسبوع أن إدارة بايدن ربما تفكر في إسقاط المساعدات جوًا إلى غزة، نظرًا للتأخير والصعوبات في توفير المواد الغذائية الحيوية والسلع الأخرى عبر المعابر البرية.
وقال ثارور في هذا السياق: "لا يمكن لبعض المحللين إلا أن يفكروا في المفارقة المتمثلة في قيام الولايات المتحدة بإسقاط الإمدادات على السكان الذين يبحثون عن الراحة بعد أشهر من الهجمات الإسرائيلية بذخائر أمريكية الصنع"، منوهًا بتصريح سكوت بول، مدير الشئون الإنسانية في منظمة أوكسفام، بأن مثل هذه الإجراءات "ستعمل في الغالب على تخفيف ضمائر كبار المسئولين الأمريكيين الذين تسهم سياساتهم في الفظائع المستمرة وخطر المجاعة في غزة".
وشهد شارع الرشيد بدوار النابلسي غرب مدينة غزة، أمس الخميس، مجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال عندما فتحوا النار على آلاف الفلسطينيين الجوعى وهم يقتربون من الشاحنات التي تنقل المساعدات.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 112 شخصًا استشهدوا بالرصاص وأصيب 760 آخرون بجروح، بينما ذكر مدير مستشفى كمال عدوان في مدينة غزة، حسام أبوصفية، أن جميع الضحايا أصيبوا برصاص وشظايا قوات الاحتلال.
