رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاناة لا تتوقف.. رحلة ضارية لأهالى غزة فى الحصول على مياه نظيفة للشرب

غزة
غزة

ليس القصف والنزوح وحده هو الذي يجسد معاناة الفلسطينيين، ولكن نقص أساسيات الحياة هو أحد أكبر الأسباب التي تؤرقهم، لا سيما أنه لا يمكن الاستغناء عنها مثل المياه النظيفة الصالحة للشرب وعدم الاعتماد على مياه البحر المالحة.

 

كادت تلك الأزمة أن تُحدث كارثة في مراكز الإيواء والنازحين، بسبب اعتمادهم على مياه ملوثة تؤدي إلى إصابتهم بأمراض معدية مختلفة لا سيما الأطفال منهم، إلى جانب معاناة الوقوف في طوابير طويلة للحصول على مياه نظيفة إذا وجدت.

 

%97 من مياه غزة غير صالحة للاستهلاك البشري

واتساقًا مع ذلك، حذرت الأمم المتحدة، في بيان سابق لها، من أزمة مياه متفاقمة في غزة بسبب أن المياه الصالحة للشرب غير متوفرة، وأن السكان يعتمدون على المياه الجوفية المالحة والملوثة كمصدر للمياه، مع وجود أعداد محدودة من محطات تحلية المياه التي لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات المحلية.

وأوضحت أن 97% من مياه غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، مؤكدة أن أزمة المياه التي يعاني منها سكان القطاع الأكثر خطورة لما لها من تداعيات على الصحة والزراعة.

الأمم المتحدة: «وثقنا حالات أمراض معدية نتيجة المياه الملوثة»

يقول سليم عويس، مسئول الإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن أزمة المياه في غزة أصبحت كارثية، إذ أن أغلب السكان لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة.

يوضح لـ"الدستور" أن المياه الملوثة أدت لإصابة ما يقرب من 360 ألف شخص بأمراض معدية من بينهم الأطفال، بسبب ضعف مناعتهم، نتيجة شرب مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، بسبب عدم توافر مياه الشرب، ونفادها سريعًا في مراكز الإيواء داخل قطاع غزة.

وبيّن أن هناك أعدادًا من الإصابات والأمراض المعدية لم توثقها الأمم المتحدة، نتيجة نفاد المياه الصالحة للشرب سريعًا التي تدخل غزة، ويضطر المواطنون إلى اللجوء لمياه البحر دون تحلية أو المياه غير النظيفة، وهي التي تسبب تلك الأمراض المعدية التي يكون أغلبها الإسهال وتصيب المعدة مباشرة.

للحصول على المياه في قطاع غزة هناك ثلاثة مصادر:

* الآبار الجوفية، لكن ما نسبته 97 إلى 99% منها غير صالحة بالمطلق للاستخدام البشري نظرًا لشدة ملوحتها.

* مياه الشرب عبر الخطوط الإسرائيلية، وتضخ 18 مليون متر مكعب بالسنة.

* محطات التحلية الثلاث في شمال القطاع ووسطه، وتنتج مجتمعة من 4 إلى 5 ملايين متر مكعب بالسنة.

 

إيمان: «الأطفال أصيبوا بالإسهال بسبب المياه»

ذلك ما قامت به إيمان إسماعيل، فلسطينية، تقطن في أحد مراكز الأونروا للجوء "وكالة الغوث"، والتي تحتاج إلى كميات من المياه بسبب إعالتها أطفالًا صغارًا، إلا أنها لا تتوافر المياه الصالحة للشرب في كل الأيام.

تقول: «أصيب ابني بمرض معوي، وظل يتقيأ طوال الليل بسبب عدم توافر المياه الصالحة للشرب، فالحصة التي نحصل عليها لا تكفي، ونضطر للبحث عن وسائل ربما تكون غير آمنة للحصول على المياه».

توضح أنه يمر عليها يوم كامل دون أن تستطيع الشرب، وفي مرات أخرى تضطر إلى استخدام مياه البحر المالحة بعد غليها وتبخير جزء كبير منها، إلا أن ابنها أصيب بإسهال مزمن نتيجة ذلك.

 

منذ بداية الحرب وثقت وزارة الصحة الفلسطينية 95 ألفًا و652 حالة إسهال عادي، و350 حالة إسهال مزمن بالدم، و1903 حالات أصيبت بالتسمم الغذائي، و112 حالة التهاب سحايا، والصفرا سجلت 4196 حالة، والجدري المائي 4395 حالة، والطفيليات المعوية 17 ألفًا و511 حالة، أما أمراض الجلد سجلت 35 ألفًا و305 حالات، منها الجرب سجل 19 ألفًا و325 حالة.