رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنازل قُصفت والمخيمات متكدسة.. معاناة أهالي غزة في البحث عن مأوى

جريدة الدستور

على الجانب الآخر من حرب طوفان الأقصى بين حماس وإسرائيل، ظهرت أزمة أهالي قطاع غزة الذين أصبحوا بلا مأوى، بعدما قُصفت منازلهم أثناء غارة إسرائيلية ولا يجدون أماكن متاحة لهم في مراكز الإيواء التي تتبع وكالة الغوث.

أصبح هؤلاء يفترشون الأرض أمام المخيمات والمستشفيات ويعانون بشدة، نتيجة نقص الطعام والشراب والملابس والعلاج، ويعيشون بدون أدنى مقاومات للحياة بسبب النوم على الأرض، ما زاد من معاناتهم إلى جانب الحرب وما يحدث فيها.

900 ألف مواطن بلا مأوى

واتساقًا مع ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن الاحتلال يستخدم، وبشكل بربري ووحشي يتنافى مع كل الأخلاقيات والقيم، سلاح التجويع ضد آلاف المرضى والجرحى والأطقم الطبية والنازحين في المستشفيات، الأمر الذي يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.

وصرح بأن 900 ألف من سكان غزة باتوا بلا مأوى أو طعام أو شراب أو دواء أو حماية، ذاكرًا أن المؤسسات الأممية لازالت مرتهنة للقرارات الإسرائيلية، ولم تحدد آليات لتقوم برسالتها الإنسانية لمنع الكارثة الصحية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.

وسبق أكد الدكتور مادس جيلبرت، مسؤول فريق الطوارئ الطبي النرويجي بقطاع غزة، أن الوضع الصحي كارثي بينما يواصل الاحتلال تدمير المستشفيات، ونحو مليوني فلسطيني في القطاع بلا مأوى وفي حاجة للمساعدة.

بينما قال مسؤولون بالأمم المتحدة، إن أكثر من مليون من السكان المدنيين في غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف الإسرائيلي.

 

فما هي أوضاع الفلسطينيين الذين باتوا بلا مأوى في غزة؟ وكيف يعيشون في الشتاء الحالي مع برودة الطقس؟

نجوى: «نفترش الخلاء في انتظار مأوى»

نجوى أكرم، إحدى الفلسطينيات اللاتي أصبحن بلا مأوى، بسبب قصف منزلها في آواخر نوفمبر الماضي، بعدما أصبحت مراكز الإيواء مكتظة عن بكرة أبيها ولا يوجد بها مكان لأٍر أخرى، فاضطرت في افتراش الأرض هي وأسرتها أمام مخيم النصيرات.

تقول: «آثار الحرب والدمار داخل غزة في كل مكان ولا يوجد موطأ قدم لأحد، فأصبحت مراكز الإيواء مكتظة ولا يمكنها استقبال أحد من السكان الجدد، لاسيما الذين قُصفت منازلهم متأخرًا مثلما حدث مع أسرتي واضطروا للنزوح إلى المخيمات إلا أن الازدحام منع تلك المخيمات عن استقبالهم».

تضيف: «نعيش في الخلاء مع طقس شديد البرودة، بلا طعام أو شراب أو حتى مأوى، الأطفال هم أكثر فئة تعاني بسبب عدم وجود مأوى لهم، يقيهم شر البرد والمطر، فإذا أمطرت في يوم تكون كارثة بالمعنى الحرفي، لأن الكثير من الفلسطينين أصبحوا بلا مأوى بعدما قصفت المنازل وتكدست المخيمات».

 

خريطة أوضاع النازحين في غزة

حتى 29 ديسمبر الماضي، كان هناك 150 ألف فلسطيني نزحوا من مناطق في وسط غزة مع تقدم القوات الإسرائيلية داخل مخيمات اللاجئين، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما وكالة الغوث تقدر أعداد النازحين بـ1.6 مليون شخص، يعيش حوالي 748,000 منهم في 151 منشأة تابعة لها في أنحاء القطاع، بما في ذلك 588,000 في ملاجئ الوكالة في جنوب غزة.

وفي نوفمبر الماضي استشهد 66 نازحًا وأصيب 558 في ملاجئ الأونروا منذ 7 أكتوبر، وكان ما لا يقل عن 20 من الذين فقدوا حياتهم و400 من المصابين في جنوب غزة وفقًا للغوث، فيما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنه نزح ما لا يقل عن 100 ألف شخص إلى رفح، على الحدود مع مصر في جنوب غزة، خلال الأيام الأخيرة يعيشون في العراء.