رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاناة تزيد يوميًا.. ما مصير 800 ألف مواطن مهدد بمجاعة فى غزة؟

جريدة الدستور

معاناة شديدة يعيشها أهالي غزة بشكل يومي، بسبب أزمة الجوع التي ضربت القطاع، وزيادة عمليات النزوح إلى مراكز إيواء غير آدمية، منذ بدء معركة طوفان الأقصى، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حماس في 7 أكتوبر 2023.

ويزداد عدد أهالي غزة المهددين بالجوع في تلك المراكز الذين باتوا مهددين بالموت، لاسيما مع تشديد الاحتلال للحصار على القطاع بأكمله، ورفض دخول المساعدات الدولية والمواد الغذائية إلى الأهالي، لتحقيق مزيد من المعاناة عليهم.

800 ألف مواطن مهدد بالجوع في غزة

واتساقًا مع ذلك، صرح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن هناك مجاعة حقيقية في محافظتي غزة وشمال غزة بشكل مقصود ومتعمد، محذرًا من أن 800 ألف مواطن مهددين بالموت بسبب سياسة التجويع والتعطيش.

وقال المكتب الحكومي في بيان: «ندق ناقوس الخطر من جديد حول تركيز جيش الاحتلال الإسرائيلي على إيقاع مجاعة حقيقية في محافظتي غزة وشمال غزة بشكل مقصود ومتعمد، ما يؤكد ذلك هو منعه إدخال المساعدات والإمدادات والمواد الغذائية والتموينية».

وتابع: «وإطلاق النار على الشاحنات التي تحاول الوصول إلى المحافظتين، وقتل أكثر من 14 شهيدًا كانوا يبحثون عن لقمة طعام يأكلونها، وكذلك استهدافه لجميع خطوط مياه الشرب والآبار وتعطيله لكل مناحي الحياة تمامًا».

وأضاف المكتب: «استمرار سياسة التجويع والتعطيش يعني أن قرابة 800 ألف مواطن من أبناء شعبنا في محافظتي غزة والشمال يتهددهم الموت نتيجة ذلك، ويهدد بوجود مجاعة وشيكة في قطاع غزة على المواطنين».

«الدستور» في التقرير التالي تحدثت مع بعض النازحين من أبناء غزة حول أزمة الجوع وعدم توافر المواد الغذائية بشكل كبير في القطاع.

زياد: «نقف طوابير طويلة للحصول على طعام»

فيادة زياد، فلسطينية، قُصف منزلها خلال أكتوبر الماضي في دير البلح، ونزحت لتعيش في مخيم النصيرات والذي تناقصت فيه المواد الغذائية بشكل ملحوظ، على رأسها الخبز بعدما قصف المخبز الوحيد الذي يخدم أبناء المخيم وباتت هناك معاناة في الحصول على خبز بشكل يومي.

تقول: «نأكل وجبة واحدة في اليوم، ونتقاسم اللقمة أو رغيف الخبز الذي نحصل عليه، حين نحصل على الأرز نضع عليه الحليب حتى يزيد من حيث الكمية ويتم توزيعه بالملعقة على أهالي مركز الإيواء كل أسرة ملعقتان».

تضيف: «الأطفال جوعى في كل مكان والطعام لا يكفي أحدًا، ولكي تحصل على وجبة واحدة قد تقف طابورًا لا نهاية له، وقد ينفد الطعام على حظك، وفي تلك الحالة عليك الانتظار للوجبة التالية إذا كانت هناك وجبة بالفعل».

في 21 ديسمبر الماضي، أعلنت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة أن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم، وأن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هى الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.

آية: «المياه الملوثة تصيب الأطفال بالأمراض»

أُجبرت آية على النزوح في نوفمبر الماضي، وترك منزلها من جنوب غزة إلى شمالها، لتقطن في أحد فصول مراكز الإيواء الأونروا، والتي لا تتوافر بها أي مقاومات للحياة، حسبما تصف، موضحة أن أزمتها أكبر بسبب المياه الملوثة.

تقول: «ليس الجوع فقط ولكن المياه الملوثة أزمة كبرى، لأن الأطفال مصابون هنا بالنزلات المعوية نتيجة شرب المياه الملوثة التي لا تصلح للشرب من الأساس، لذلك يمرض الأطفال بسببها، وينتظرون كثيرًا حتى تأتي مياه صالحة للشرب».

أكثر من 25% من الأسر في قطاع غزة تعاني من الجوع الشديد في ظل خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوافر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي.

تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من الأمم المتحدة