رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مياه ملوثة وانتشار العدوى.. أدخنة الحرب تجبر أمهات غزة على اتباع طرق بدائية لعلاج أطفالهن

غزة
غزة

في منتصف نوفمبر الماضي، كانت "أمل" تسهر طوال الليل بسبب تعرض ابنها لحرارة مفاجئة وقيء، دون أن تدري ماذا تفعل له؛ بسبب خروج مستشفى الشهداء الأقرب لمخيم الشاطئ غرب قطاع غزة عن الخدمة، واشتداد المرض عليه.

هنا كانت تعيش "أمل" الفلسطينية وابنائها الثلاثة منذ بدء معركة طوفان الأقصى بين قوات المقاومة الفلسطينية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، داخل المخيم الذي يفتقر لكل مستلزمات الحياة الآمنة نتيجة العدوان، فلا أدوية والمستشفيات إما مكتظة بالجرحى أو خرجت عن الخدمة، والأطفال يعانون المرض وانتشار العدوى بينهم.

تقول: «الأمهات داخل المخيمات تعاني بشدة بسبب افتقار المخيم لكل شيء، وتتحمل كل تلك المعاناة ولكن أن يصل الأمر إلى حد مرض الأطفال دون أن يكون لدى الأم حلول هو أشد أنواع الألم».

أمل: «وصفات الرمان المر لعلاج النزلات المعوية»

بحثت أمل طوال الليل على طبيب أو صيدلي يقطن معهم في المخيم من أجل أن يدلها ماذا تفعل مع ابنها، حتى وجدت صيدلي أخبرها بأنها نزلة معوية حادة بسبب الطعام والمياه الملوثة التي يتناولها الصغير دومًا في المخيم.

تضيف: «قمت بتنفيذ وصفة الرمان المُر له والتي تغسل المعدة وتنظفها ولكنها طريقة بدائية بالتأكيد، ليس لها نفس المفعول السريع للأدوية، ولكنها طريقة بديلة وحل مؤقت حتى أجد مستشفى قريبة يتماثل فيها للشفاء».

توضح أن الطرق البديلة لا تكن متوفرة في كل المرات، فليس كل مرة ستجد الرمان المُر الذي سيعالج النزلات المعوية، فهنا نقص في الأغطية يصيب الأطفال بنزلات برد، وازدحام داخل المخيم واستخدام حمام واحد ومياه ملوثة وطعام غير نظيف كلها أسباب ساعدت في انتشار الأمراض بين الأطفال واعتماد الأمهات على البدائل.

ليست "أمل" فقط هي الأم الوحيدة داخل مخيمات ومراكز الإيواء في قطاع غزة، التي تبتكر طرق بدائية في علاج أطفالها المصابين بالأمراض التي انتشرت منذ نزوحهم نتيجة التكدس وانتشار الطعام الملوث والمياه غير النظيفة داخل المخيمات.

منذ بداية الحرب، نزح نحو 70% من سكان قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، فهناك مليون و400 ألف مواطن أصبحوا نازحين موزعين على 223 مركز إيواء. 
المصدر -  المكتب الإعلامي الحكومي في غزة

إيمان: «استخدم البرتقال بديل المضاد الحيوي»

"إيمان"، أم فلسطينية أخرى، تعيش الآن في مخيم النصيرات بقطاع غزة، والتي تعتمد على الفواكه المالحة التي تحتوي على فيتامين سي من أجل علاج أطفالها من نزلات البرد المتكررة وذلك في حال توافرت.

تقول: «منذ دخول الشتاء وأبنائي يصابون بنزلات البرد بالتناوب وذلك بسبب عدم وجود أغطية كافية إلى جانب هطول الأمطار عدة مطار دون أن يرتدون ملابس ثقيلة تقيهم شر تقلبات الجو».

توضح أنها تطوف المخيم بأكمله من أجل الحصول على فص برتقال تعطيه لأبنائها المصابون بنزلات البرد، مبينة أنه لا يجدي نفعًا سريعًا بل على العكس يأخذ وقت أطول في الشفاء، لاسيما أن البعض منهم يحتاج إلى مضاد حيوي مع اشتداد نزلة البرد.

بلغ عدد النازحات 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع، وهناك 493 ألف امرأة وفتاة تم تهجيرهن من منازلهن فى غزة.

المصدر- هيئة الأمم المتحدة للمرأة

رشا: «يتناول ابني العسل يوميًا ولا يخف السعال»

نفس المعاناة تتكبدها رشا، فلسطينية تعيش في مخيم النصيرات، والتي يعاني طفلها الوحيد 5 سنوات من سعال متكرر، منذ أن قصف الاحتلال منزلهم في دير البلح، وذلك بسبب قضائهم ليلة في أنقاض المنزل حتى جاءت قوات الدفاع المدني.

تقول: «ذلك اليوم ملأ التراب والدخان صدر ابني ومنذه وهو يسعل بشكل متكرر نتيخة امتلأ سماء القطاع بالغبار والتراب، وتحديدًا في الليل والذي يظل فيه طواله يسعل بلا انقطاع».

توضح: «أقوم بالبحث عن العسل الأسود مع أي شخص داخل المخيم من أجل إعطاءه لابني على الريق، لأنهم قالوا لي أنها وصفة مضمونة لكنه يتناول العسل يوميًا ولا يخف السعال».

حتى 31 ديسمبر الماضي وصل عدد الشهداء في قطاع غزة 22 ألفًا و141 شهيدًا منذ بداية الحرب بينهم 6450 امرأة، وفي كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر و7 نساء كل ساعتين وفق الأمم المتحدة، بينما ارتفاع عدد الأرامل فهناك ما يقرب من 900 أسرة جديدة تعولها نساء.

المصدر- هيئة الأمم المتحدة للمرأة