رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يتامى غزة.. أطفال فقدوا ذويهم فى الحرب والمجهول ينتظرهم

أطفال غزة
أطفال غزة

تذيع كل يوم وسائل الإعلام المحلية والعالمية صور الأطفال تحت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال حربه مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والذين يتعرضون للموت أو الإصابة دون علاج بسبب خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة.

لكن هناك جانبا مظلما آخر لأطفال غزة، وهم اليتامى الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم خلال الحرب وفي ظروف صعبة، وأصبحوا بمفردهم أسفل القصف الإسرائيلي، الذي يستمر بلا هوادة من أجل مزيد من التشريد لهم وتخليف أعداد أكبر من الأطفال اليتامى.

25 ألف طفل يتيم فى غزة

واتساقًا مع ذلك، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن وجود 25 ألف طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما في غزة وأصبحوا يتامى، بينما دُمرت أو تضررت منازل نحو 640 ألفًا منهم، ما يجعلهم دون مأوى، منذ أن اندلعت الحرب في أكتوبر الماضي.

وأوضح المرصد: إن منظمة وقف فلسطين الخيرية كانت قد قدرت عدد اليتامى في غزة قبل اندلاع الحرب بـ11.5 ألف طفل فلسطيني يتيم، قتل أحد والداه أو الاثنان معًا خلال اشتباكات أو غارات إسرائيلية.

إلى جانب تحذير من منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بشأن الأطفال اليتامى وأوضاعهم في قطاع غزة بأنهم لا يحصلون على 90% من استهلاكهم الطبيعي للمياه، محذرة من أن الأطفال دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية.

فما مصير هؤلاء الأطفال الذين فقدوا ذويهم خلال حرب غزة؟

إيمان: اليتامى الرضّع ملقون على الطريق داخل المخيمات

إيمان إسماعيل، فلسطينية، ومن سكان مخيم النصيرات الذي نزحت إليه في أكتوبر الماضي، تكشف عن وضع اليتامى داخل المخيم: «من يفقد من الأطفال أبويه تأخذه أحد الفصول وتقوم بإطعامه وتربيته مع أطفالها».

وتؤكد أن كل يوم يزيد عدد الأطفال اليتامى، الذين نال القصف العنيف من آبائهم أو أمهاتهم، وباتوا يعيشون دون حماية: «الأطفال جوعى ومشردون بلا عائل، ولكن نكفل في المخيم من يفقد والديه».

وتوضح أن العناية بالأطفال داخل المخيم ليست كافية، بسبب النقص الحاد في كل المستلزمات الخاصة بهم، فالأطفال لا يجدون الطعام أو العلاج، والرضع ملقون على الطريق بلا عناية بسبب سوء الأوضاع في المخيم.

تقول: «لدى طفل في الفصل، لأن المخيم عبارة عن مدرسة متعددة الفصول، كل فصل يضم عددا ضخما من النازحين والأسر، هذا الطفل فقط ذويه لذلك أخذته وبدأت في رعايته رفقة أبنائي». 

وضع دور الأيتام فى غزة

وقبل 7 سنوات، ذكر تقرير لبرنامج النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة أن نسبة الأيتام المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية بلغت 2.3% ممن تقل أعمارهم عن 17 سنة.

ولا يوجد سوى 4 دور في غزة، تضررت أهمها جراء قصف إسرائيلي في العام 2021، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لدور رعاية الأيتام في غزة 2800 طفل، علما بأنها تحولت إلى دور إيواء لمجمل النازحين بسبب ظروف الحرب، لتصبح الجمعيات الخيرية العربية سبيل الأيتام الوحيد للكفالة.

ترى "إيمان"، التي تكفل طفلا يتيما في غزة معها داخل فصل مدرسة الإيواء، أن الحرب تلك المرة تستهدف بشكل واضح النساء والأطفال، لذلك عمدت لقتل الآباء والأمهات وقصف مراكز الأيتام الخاصة بالأيتام، حتى من يفقد ذويه يصبح تائها ومشردا.

تضيف: «أكثر القتلى من النساء والأطفال في تلك الحرب، فمن لم يقتل من الأطفال نتيجة غارات القصف، يتم قتل ذويه فيصبح يتيمًا بمصير مجهول، ويتنقل من مكان إلى آخر مع أسرة غريبة عنه ويشعر بالوحشة والخوف، وذلك ما يريده الاحتلال منذ اليوم الأول للحرب في غزة».