رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. 10 آلاف طفل يُصارعون الموت.. نقص حاد فى أدوية السرطان بقطاع غزة

أطفال غزة
أطفال غزة

في نوفمبر الماضي، كانت والدة تسنيم تذهب كل يوم إلى مستشفى الشفاء بحثًا عن أدوية السرطان لابنتها المصابة به في الدم، إذ أنه منذ بدء الحرب ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في توافر أدوية سرطان الأطفال.

كانت تعود والدة تسنيم بلا شيء، فالأطفال وذووهم يصطفون في طوابير طويلة انتظارًا للدواء الذي لا يأتي: «ابنتي مصابة بسرطان في الدم منذ 3 سنوات، وكان العلاج قبل الحرب متوفرًا، وهو الذي يعينها على الحياة».

إلّا أن الحرب أحدثت شحًا كبيرًا في تلك الأدوية، وبات الأطفال يواجهون الموت بلا عون، ويمكث الأهالي في ممرات المستشفيات ويسمعون أصوات القصف المستمرة والنداء بالإخلاء.

توضح أنها ترغب في الخروج من قطاع غزة من أجل تلقي ابنتها العلاج إلّا أنها لم تعرف الطريقة الصحيحة لذلك: «أكثر من جرعة فاتت على ابنتي دون تناول الدواء، لذلك تدهورت صحتها للغاية نتيجة العدوان».

10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت

واتساقًا مع ذلك، أفادت مصادر صحية فلسطينية لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بوجود 10 آلاف مريض سرطان في القطاع دون أدوية، بعد خروج مستشفى الصداقة الفلسطيني عن الخدمة قسرًا جراء العدوان المتواصل على القطاع منذ نحو 88 يومًا.


وأوضحت المصادر أن مرضى السرطان في قطاع غزة يعيشون ظروفًا قاهرة وغير إنسانية، ولا يوجد لديهم أي نوع من الأدوية الخاصة بعلاج السرطان في قطاع غزة.

وتعرض الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، نهاية أكتوبر الماضي، لقصف الطيران الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة، وخرج المستشفى عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي.


أم نور تستغيث بسبب نقص أدوية السرطان


نفس المعاناة تجرعتها نور وأمها، بسبب إصابة الأولى بسرطان في الغدة الدرقية منذ عامين، والتي كانت تتلقى جرعات العلاج بانتظام قبل بداية الحرب على غزة، إلّا أن نتيجة العدوان الإسرائيلي الحالي توقفت عن تلقي جرعات العلاج.

وكتبت أم نور استغاثة عبر "فيسبوك" أن ابنتها توقفت عن تلقي العلاج منذ فترة طويلة ما أثر على صحتها، وجعلها تصاب بمضاعفات قوية: «المستشفيات خاوية، وليس بها أي أدوية، لا سيما التي تخص الأمراض المزمنة مثل السرطان، فالأطفال يعانون بشدة من النقص الحادث الذي حدث في أدوية السرطان».

تقول: «أصبحنا نطوف على المنازل لنعرف المرضى الذين لديهم أدوية تخص السرطان ونتبادلها من أجل وقف الألم الذي يتعرض له الأطفال في غزة نتيجة نقص جميع الأدوية، بل أن النقص طال أيضًا البدائل التي كانت فيما مضى يتم الاعتماد عليها في وقت سابق».

جهود مصر والأردن مع أطفال السرطان 

وفي 8 نوفمبر الماضي، استقبلت الأطقم الطبية المصرية الموجودة على معبر رفح عددًا من الأطفال مرضى السرطان القادمين من غزة، والذين رغم ما يعانونه من ألم ارتسمت على وجوههم ابتسامة بريئة، وحالة من الأمل سيطرت عليهم وعلى ذويهم بعد وصولهم إلى مصر، ليبدأوا رحلة علاجهم التي توقفت بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

وانطلقت سيارات الإسعاف بالأطفال فور إنهاء إجراءات دخولهم من معبر رفح  إلى المستشفيات المصرية في القاهرة المتخصصة في علاج الأورام لبدء بروتوكول العلاج فورًا، حسب ما أعلنته وزارة الصحة المصرية.

وسعى الأردن لاستقبال العشرات من مرضى السرطان قبل أكثر من 5 أسابيع، حيث اتخذ مركز الحسين للسرطان والحكومة الأردنية قرار استقبال المرضى بعد بدء العدوان الإسرائيلي، إلّا أنه تم وضع عراقيل كبيرة أمام نقلهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلن الأردن سعيه لنقل 41 مريضًا بالسرطان لتلقي العلاج في المملكة، إلا أن عدد الذين وصلوا حتى 30 نوفمبر 9 مرضى، وهناك 6 آخرون من المتوقع وصولهم خلال الفترة المقبلة.