رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مرور 100 يوم.. نكشف بالأرقام أوضاع مأساوية للنساء في حرب غزة

جريدة الدستور

مرّ 100 يوم على بداية الحرب الضارية في قطاع غزة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حماس، وتعيش النساء هناك أوضاع صعبة للغاية، نتيجة الحصار ونقص المستلزمات والاحتياجات النسائية.

وتعتبر النساء في الحروب هي الفئة الأضعف التي تدفع أثمان مضاعفة مقارنة بالرجال، لاسيما أن كثير منهن أصبحن يتحملن إعالة الأبناء بعد استشهاد الآباء، ما زاد من معاناتهن خلال الحرب.

 

وفي الملف التالي ترصد «الدستور» بالأرقام والبيانات أوضاع النساء في غزة منذ بداية الحرب وتأثير الحصار عليهن.

 

نقص المستلزمات الصحية النسائية

كانت أولى الأزمات التي مرت بها النساء في غزة وهي نقص المستلزمات الصحية الخاصة بهم، من بينها الفوط الصحية والتي أدت إلى ظهور دعوات عديدة واستغاثات من أجل توفيرها، نتيجة عدم دخول المساعدات إلى القطاع.

وفاقم الأزمة أنه داخل المخيمات لا توجد مياه أو أدوات نظافة تعين النساء خلال تلك الفترة على تنظيف أنفسهن، وطالبت المبادرات المجتمعية توفير تلك الفوط الصحية لكونها ليست رفاهية وعد توافرها له آثار سلبية على صحة النساء.

وفي بداية الحرب تم الإعلان عن دخول فوط صحية ضمن المساعدات التي دخلت إلى القطاع، إلا أن الاحتياج كان أكثر لذلك نفدت كل الفوط والمستلزمات الصحية الخاصة بالنساء.

 

الحوامل والعمليات القيصرية

أما النساء الحوامل، فكانت معاناتهن أضخم بسبب إجراء عمليات ولادة قيصرية قسرية مبكرة في مستشفيات غير مجهزة، فهناك 160 عملية ولادة قيصرية تتم يوميًا في ظروف غير صحية، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

بينما بلغت نسبة النساء اللاتي استأصلن أرحامهن خلال عمليات ولادة بسبب إجرائها في ظروف غير صحية 6% من عمليات الولادة، إلى جانب خروج 17 مستشفى تقدم خدمة الولادة للنساء عن الخدمة وفق جميعة العودة الصحية والمجتمعية.

وكان هناك 50 ألف امرأة حامل في غزة 5 آلاف و500 منهن على وشك الولادة حتى نوفمبر الماضي، محاصرون في القطاع منذ شهر وهو ما يشكل خطر على حياتهن، بينما قصف الاحتلال أكثر من 130 موقعًا طبيًا وصحيًا على نحو مباشر منذ بدء الحرب.

 

الأرامل في غزة 

وتكشف الأرقام أيضًا عن أوضاع غير آدمية تمر بها النساء الأرامل في قطاع غزة، حيث أنه من بين 493 ألف امرأة وفتاة نزحن من منازلهن بسبب العنف في غزة، هناك ما يقدر بـ 900 أرملة جديدة، وهناك أكثر من 900 امرأة تعول أسرتها بعد وفاة زوجها وفق بيان للأمم المتحدة

وقدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 1487 رجلا قُتلوا، ما أدى إلى ارتفاع عدد الأرامل، وما يقرب من 900 أسرة جديدة تعولها نساء، و3103 أطفال فقدوا آباءهم.

وذكر التقرير أن هناك 540 ألف امرأة في سن الإنجاب في غزة، من بينهن 50 ألف امرأة حامل و5522 من المتوقع أن يلدن في الشهر المقبل فبراير خلال العام 2024 في ظروف غير صحية. 

الشهيدات والمصابات والنازحات

وما تبقى من النساء خلال الحرب الحالي، أصبحن بين شهيدات أو مصابات أو نازحات، فحتى 31 ديسمبر الماضي وصل عدد الشهداء في قطاع غزة 22 ألفًا و141 شهيدًا منذ بداية الحرب بينهم 6450 امرأة، وفي كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر و7 نساء كل ساعتين وفق الأمم المتحدة.

بينما الإصابات بلغت29  ألفًا و200 أكثر من 70% منهم النساء والأطفال، بينما النازحات بلغ أعدادهن 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع، وهناك 493 ألف امرأة وفتاة تم تهجيرهن من منازلهن فى غزة.

الأسيرات في سجون الاحتلال

وعمد الاحتلال على أسر النساء الفلسطينيات فمنذ أكتوبر الماضي وحتى الآن تم أسر 142 من النساء والفتيات، منهن طفلات رضيعات ومسنات، وفق بيان مشترك بين هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير.

وأوضحت أن الأسيرات محتجزات في عدة سجون منها الدامون وهشارون، وتعرضن للضرب والتعنيف ورصدت شهادات خاصة منهم تتحدث عن أوضاعهن السيئة وما تعرضن له خلال الأسر.

وفي منتصف نوفمبر الماضي حين تم عقد اتفاق هدنة بين حماس وإسرائيل تم تحرير 30 أسيرة فلسطينية ضمن اتفاق الهدنة لتبادل الأسرى فيما لا يزال هناك 32 أسيرة رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يتعرضن للعنف على يد الاحتلال.

 

الأمم المتحدة تحذر من تدهور أوضاع النساء

وفي 29 نوفمبر الماضي حذر تقرير صدر من المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بمناسبة احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث قالت أنت النساء والفتيات يدفعن الثمن الأعلى في النزاعات. 

وقالت: «قتلت آلاف النساء والأطفال جراء الأوضاع في غزة وأصيبت آلاف أخريات، كما فقدت الغالبية منهن منازلهن حيث دُمرت 45% من المساكن في غزة أو تضررت بشكل كامل، أدى تواصل القصف إلى إغلاق الملجأين الوحيدين للنساء في غزة، واللذان كان لهما دور مهم في تقديم مستلزمات الطوارئ وتوزيعها وتوثيق الشواغل المتعلقة بالحماية والاستجابة لها».