رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد استهداف المستشفيات.. المنظومة الصحية فى غزة تخرج عن الخدمة بالكامل

يوسف أبوكويك
يوسف أبوكويك

قال يوسف أبوكويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن الاحتلال الإسرائيلي أطبق طوقًا وحصارًا شاملًا على منطقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأخرج المنظومة الصحية بأكملها عن الخدمة بعد حصار دام لخمسة أيام في محيط مشفى العودة، وبعدما استهدفت المشفى، وتحديدًا الطابق الأخير فيها من قبل المدفعية الإسرائيلية، اقتحمت آليات الجيش هذا المشفى وأجبر الجنود الطواقم الطبية هناك على النزوح باتجاه المنطقة الغربية، فيما جرت عمليات تحقيق ميدانية مع بعض المرضى ومع الطواقم الطبية المتواجدة هناك.

وأضاف أبوكويك، اليوم الخميس، خلال مداخلة ببرناج "جولة المراسلين"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي الذي حاصر مشفى كمال عدوان أخرجه كذلك عن الخدمة، بعدما استهدف قسم الطوارئ أو مدخل قسم الطوارئ بقذيفة مدفعية أجبرت الطواقم الطبية هناك على إخلائه وإخلاء حتى الأطفال الخدّج نحو المجهول، لأنه لا يوجد أي مشفى الآن في المنطقة الشمالية أو في مدينة غزة يستطيع التعامل مع الأطفال الخدّج. 

وأشار إلى أن ما جرى في جباليا من عدوان إسرائيلي في يومه العاشر يعني أننا نتحدث عن دمار واسع في جباليا، عن آليات إسرائيلية وصلت إلى المنطقة الغربية أيضا من المخيم، وأُخرج النازحون حتى من آخر مراكز الإيواء التي كانت تقع غرب المخيم بعدما كان التركيز الإسرائيلي على المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية، وبعدما وصلت الآليات لأيام في قلب المخيم هي الآن تحاصر كل مخيم جباليا.

استمرار عمليات النزوح

وأوضح أن المشهد الأبرز الآن في المحافظة الشمالية هو استمرار عمليات النزوح من جباليا وبلدة بيت لاهيا التي تتعرض في هذه الأثناء أيضًا إلى قصف مدفعي من قبل آليات الاحتلال، وأجبر السكان هناك إلى النزوح نحو المناطق الغربية من مدينة غزة، مشيرًا إلى أن البعض يمكث في منطقة الصفطاوي وشارع الجلاء، أحياء الشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ.

وأكد أن هذه المناطق فقط هي التي يتوجه إليها النازحون على اعتبار أن المنطقة الجنوبية من مدينة غزة، وتحديدًا أحياء الصبرى والزيتون، تقريبًا أضحت متاخمة للمنطقة التي تعرف بمحور نتساريم، والتي تطلق عبرها الآليات الإسرائيلية النار وكذلك القذائف المدفعية باتجاه المواطنين في منطقة الزيتون والصبرى، لافتًا إلى وجود حركة نزوح كبيرة باتجاه شريط الساحل الضيق في منطقة غرب مدينة غزة.

لا يوجد مكان آمن فى غزة

وأشار إلى أن المواطن في قطاع غزة لم تعد أمامه خيارات للمفاضلة فيما بينها، فهو يختار ما بين السيئ والأسوأ، فلا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ويجبر إلى الذهاب نحو المناطق الغربية من خان يونس ودير البلح، لكن هذه المناطق لا تتسع لكل هذه الأعداد من النازحين، لذا هناك من بقوا في منطقة شمال قطاع غزة وفي مدينة غزة وحتى في مخيمات المحافظة الوسطى.

تعمد استهداف المواطنين بمراكز الإيواء

وأكد أن الاحتلال يتعمد استهداف المواطنين في مراكز الإيواء، وهذا تكرر في المحافظة الشمالية وتحديدًا في مخيم جباليا، حيث أجبر الاحتلال الناس على النزوح من هذه المراكز واستهدفهم خلال خروجهم أيضًا، وحينما وصل الاحتلال إلى مراكز الإيواء في منطقة جباليا قام بنسف عدد من هذه المدارس، سواء المدارس الواقعة في وسط المخيم أو في شارع حمدان غرب المدينة، واليوم أيضًا جرى إخراج آخر ما تبقى في مراكز الإيواء الغربية في منطقة جباليا.

وأوضح أنه ما من مكان آمن حتى وإن ادّعى الاحتلال الإسرائيلي أنه وسّع نطاق المنطقة التي يسميها منطقة الخدمات الإنسانية باتجاه الجنوب قليلًا لتشمل بضع مئات من الأمتار من مدينة رفح وجزئها الغربي، لكن حينما تصل الآليات الإسرائيلية على مشارف هذه المناطق لا يستطيع أحد البقاء؛ لأن الاحتلال حينما ينشر هذه الخرائط التي تقوم بإلقائها الطائرات المروحية أو غيرها من الطائرات هو لا يلتزم إطلاقا بهذه الخرائط.