أنسة الخطيب تتنكر فى زى الرجال فى قنا: "رفضت الزواج وخرجت لسوق العمل"

من أنثى إلى رجل ومن رجل إلى أنثي، ذلك كان ملخص حياة السيدة أنسة الخطيب، صاحبة العقد السابع من العمر، وابنة مركز قوص جنوبي قنا، والتي تنكرت في أزياء الرجال والتي امتهنت التجارة ورفضت الزواج عقب وفاة والدها، والتي ترتدي العمة الصعيدي في الشوارع المختلفة وأثناء عملها.

أنسة محمد الخطيب، التي ترتدي الجلباب الصعيدي وتتعامل مع الآخرين على أنها رجل منذ سنوات طويلة، وتحب أن يناديها الآخرون بـ "المعلمة أنسة"، تعمل تاجرة تموين ودقيق، في مركز قوص جنوب محافظة قنا.

توفي والدها حينما كانت بلغت من العمر 12 عامًا، تاركًا إياها مع أشقائها، فقررت أن تخرج وتعمل في التجارة: "عملت رخصة تموين ومستودع دقيق، وأنا صغيرة وكنت بروح أجيب الدقيق من المطاحن والجمعيات أنا اللى قومت بالبيت كله".

وقررت أنسة ارتداء الجلباب الصعيدي، بعد وفاة والدها، قائلًة: "أنا لبست الجلابية والعمة عشان أمثل كرامتي، لأن اللى بيشوفني لابسة الجلابية والعمة بعرف أقضي مصالحي، والكل بيقولي يا معلمة ومن غير الجلابية مكنتش هقدر أعيش لأن الجلابية خلتني عندي قيمة".

تقول الخطيب لـ"الدستور" إن المواطنين عندما رأوها ترتدي الجلباب بدأوا ينادوها بالمعلمة أنسة، لافتًة إلى أنها عملت في العديد من الأعمال: "مفيش شغلانة مشتغلتهاش، اشتغلت في الجزارة والخضار والبيع والشراء وأخيرا تاجرة تموين".

وأضافت أنسة الخطيب أن جميع المواطنين في بلدتها يعرفونها بالمعلمة أنسة، والجميع يحترمها من مسئولين ومواطنين، موضحًة أنها تتعامل مثل الرجال في عملها وفي تعاملاتها مع المواطنين، قائلًة: "أنا فاتحة محل تموين وبروح وبفرح لما الناس تناديني وتقولي يا معلمة".

وأشارت الخطيب إلى أنها كافحت في عملها للإنفاق على شقيقاتها، ولذلك قررت الخروج لأسواق العمل وعملها في التجارة والجزارة، وارتداء الجلباب الصعيدي كان هو فرض فرضه العمل عليها بعد وفاة والدها: "لما حد بيقولي يا معلم بفرح، لأن الناس عارفه إني راجل وبتتعامل معايا على إني راجل".

وذكرت الخطيب أنها حافظت على اسم والدها وظلت ترتدي الجلباب الصعيدي منذ أكثر من 50 عامًا، مؤكدة أنها رفضت الزواج من أجل الحفاظ على اسم والدها بعد وفاته وإنفاقها على اشقائها، قائلًة: "أنا فرحانة باللي بعمله وفرحانة للى وصلتله".