رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز: خطة نتنياهو بشأن غزة تمنع إقامة دولة فلسطينية

نتنياهو
نتنياهو

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، إن أول خطة تفصيلية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما بعد الحرب في قطاع غزة، تمت كتابتها بعناية "لتأجيل القرارات طويلة المدى بشأن مصير القطاع وتجنب المواجهات التي لا رجعة فيها مع كل من الحلفاء المحليين والشركاء الأجانب".

ورأت الصحيفة الأمريكية في تقرير بعنوان " أزمة الشرق الأوسط.. نتنياهو يدعو إلى سيطرة عسكرية لأجل غير مسمى على غزة"، أنه من المستحيل تقريبًا على المدى القصير إقامة دولة فلسطينية تضم غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إذا احتفظت إسرائيل بالسيطرة العسكرية إلى أجل غير مسمى على القطاع بينما تتنازل عن إدارة الحياة المدنية لسكان غزة الذين لا علاقة لهم بحركة حماس.

وأضافت: "وقد أشارت الخطة إلى قاعدة نتنياهو اليمينية بأنه يتحدى الضغوط الأجنبية على إسرائيل لمغادرة غزة والسماح بإقامة دولة فلسطينية لكن الغموض الذي اتسمت به صياغته أشار للولايات المتحدة والقوى الأجنبية الأخرى التي تضغط من أجل السيادة الفلسطينية على أنه لا يزال هناك مجال للمناورة".

ولفتت إلى أنه لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي السائد، قال نتنياهو في خطته "إنه يريد الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على كل من غزة والضفة الغربية؛ والتعاقد من الباطن على إدارة الشؤون المدنية مع المسؤولين في غزة؛ والاحتفاظ بالسيطرة على المناطق العازلة الواقعة على حدود غزة مع مصر وإسرائيل".

كما لفتت إلى أن نتنياهو لم يشر صراحة إلى مسألة المستوطنات لتجنب إثارة غضب شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين قد يعملون على انهيار حكومته إذا استبعد إعادة توطين اليهود في غزة.

توجهات نتيناهو ستزيد التوترات مع حلفاء إسرائيل

ورجحت "نيويورك تايمز"، أن تؤدي توجهات نتنياهو تلك إلى "زيادة التوترات مع حلفاء إسرائيل الأجانب، بما في ذلك الولايات المتحدة، الذين يريدون أن تتخلى إسرائيل عن المناطق العازلة؛ والانخراط في عملية تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية؛ وتسليم السيطرة على غزة إلى نسخة معدلة من السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية".

ورأت أن نتنياهو كان "حريصًا على عدم الذهاب إلى أبعد من ذلك. ولم يدرج أي أفكار جديدة، واختار بدلًا من ذلك إعادة صياغة المقترحات التي قدمها عدة مرات من قبل. كما أنه لم يستبعد بشكل مباشر أيًا من الخيارات التي تروج لها الولايات المتحدة".

وقالت: "إن تعهد نتنياهو بتسليم الإدارة اليومية للمديرين في غزة، لم يرفض صراحة فكرة إمكانية توجيههم من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".

وأضافت: "ورفض الخطة فكرة اعتراف الدول الأجنبية بشكل أحادي بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة ألمحت إليها بريطانيا وفرنسا مؤخرًا، لم ترفض بشكل مباشر "فكرة الدولة الفلسطينية تماما"، على الرغم من أن نتنياهو رفض هذا المفهوم في مناسبات أخرى.

وتابعت: بل إن الوثيقة تترك الباب مفتوحا أمام إمكانية التوصل إلى "تسوية دائمة مع الفلسطينيين"، والتي تقول إنها "لن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين".

نتنياهو تعمد استخدم لغة غامضة في عرض رؤيته

في هذا الإطار، يقول المحللون إن الخطة، باستخدام مثل هذه اللغة الغامضة، تمنح نتنياهو الوقت لأنها ترضي قاعدته، بينما تمنح القادة الأجانب الأمل في أنه لا يزال بإمكانه تغيير المسار قبل فوات الأوان.

وقال نداف شتروشلر، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السابق لنتنياهو: "إن ذلك لا يفسد خطة أي شخص فهو يترك الكثير من الخيارات مفتوحة ويؤجل الكثير من القرارات."

وأضاف ستروشلر في تصريح لـ"نيويورك تايمز": "نتنياهو يسير على خط رفيع. لقد فكر في عدد العيون والجماهير المختلفة التي تقرأ هذه الورقة بنظارات مختلفة."