رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية.. لا نهاية في الأفق

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

يصادف غدا السبت 24 فبراير مرور عامين على بداية الحرب الروسية الأوكرانية، ويبدو أن الجمود العسكري بين كييف وموسكو مستمر دون أي نهاية في الأفق، خاصة مع تراجع الدعم الغربي لكييف التي لازالت تتعهد بالفوز بأي ثمن.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني وإصابة ما يقرب من 20 ألفًا آخرين، وفقًا للأمم المتحدة.

وبدأت الحرب عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن "عملية عسكرية خاصة"هدفها هو "حماية الأشخاص الذين عانوا خلال ثماني سنوات من الانتهاكات والإبادة الجماعية على يد نظام كييف"، وفق قوله.

في البداية، اعتقدت روسيا أن الأمر سيستغرق ثلاثة أيام فقط للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف، ولكن الحرب تدخل غدًا عامها الثالث، ويقدر مسؤولون غربيون أن عشرات الآلاف قتلوا وأصيب عشرات الآلاف. 

كما تكبدت روسيا، التي تتقدم على أعتاب الذكرى السنوية الثانية لغزوها في 24 فبراير 2022، خسائر فادحة.

ووفقًا لدراسة استقصائية أجريت على مستوى الاتحاد الأوروبي، فإن 10% فقط من الناس يعتقدون أن أوكرانيا قادرة حقًا على التغلب على روسيا، على الرغم من ارتفاع مستوى التأييد لأوكرانيا. ويعتقد معظمهم أنه سيكون هناك "تسوية توافقية".

لكن فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع المرتبط بالكرملين، قال: "لا أتوقع إجراء أي مفاوضات في أي وقت قريب".

 

تراجع الدعم الغربي لكييف تسبب في خسارتها المزيد من أراضيها

في ديسمبر الماضي، أفاد معهد "كييل" الألماني للبحوث، بأن المساعدات الغربية لأوكرانيا بلغت أدنى مستوى لها منذ الاجتياح الروسي الذي بدأ قبل عامين.

وقال: إن "وتيرة الوعود الغربية بمنح أوكرانيا مساعدات جديدة (عسكرية ومالية)، تباطأت بشكل ملحوظ على خلفية خلافات سياسية، في أوروبا والولايات المتحدة، وأيضًا لأسباب ميدانية، بسبب تعثر الهجوم المضاد الأوكراني الذي بدأ في يونيو الماضي.

وقد حذّرت كييف في ديسمبر 2023، قادة الدول الأعضاء في مجموعة السبع، بأن موسكو تعول على انهيار الدعم الغربي لها، مع مضاعفة الجيش الروسي "ضغطه بشكل كبير" على الجبهة، وهو ما حدث الأسبوع الماضي عندما اضطرت القوات الأوكرانية الانسحاب من بلدة أفدييفكا الاستيراتيجة شرقي البلاد وتركها للروس، بسبب نفاذ الذخيرة في ظل تأخر الدعم الغربي، وفق التقارير الغربية.

وقد أقر البيت الأبيض في بيان: إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء "بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونجرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر".

الحياة تحطمت في أوكرانيا بسبب عامين من الحرب

يقول الخبراء أن انسحاب أوكرانيا من أفدييفكا بعد مدينة باخموت في مايو، منح روسيا “انتصارًا رمزيًا” وقد يمهد الطريق لتقدم أكبر للجيش الروسي، ما يبدد آمال الاوكرانيين في أن بلادهم قادرة على الانتصار.

في هذا الإطار، سلطت وكالة رويترز في تقرير لها بمناسبة حلول الذكرى الثانية لهذه الحرب، الضوء على مناحي الحياة في أوكرانيا، مبينة أنه أصبحت الزوجات أرامل، والآباء يتوقون إلى أبنائهم الأسرى، والفصول الدراسية فارغة، ولا يستطيع المزارعون العثور على الأيدي العاملة لفلاحة الأرض. 

وذكرت أن علامات الحرب المستمرة منذ عامين  توجد في كل مكان وغيرت وجه أوكرانيا بشكل لا رجعة فيه، معتبرة أن ظهور المدافن في جميع أنحاء أوكرانيا، يمثل شهادة مريرة على الحرب الطاحنة ضد روسيا التي تدخل الآن عامها الثالث، "دون نهاية في الأفق".

وأشارت إلى أن حجم الخسائر العسكرية الأوكرانية هو سر من أسرار الدولة يخضع لحراسة مشددة، وأنه بعيدًا عن الخسائر البشرية، فإن الحرب أثرت على كل جانب من جوانب الحياة الأوكرانية تقريبًا.

أسرى الحرب في أوكرانيا

وإلى جانب الموتى هناك المفقودون. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن حوالي 8000 شخص - من المدنيين والجنود - موجودون في الأسر الروسية نتيجة للأعمال العدائية.

وتم إطلاق سراح حوالي 3000 شخص، معظمهم من العسكريين، في عشرات من عمليات تبادل أسرى الحرب، لكن آلاف العائلات تُركت للتفكير في مصير أقاربها المحتجزين.

الاقتصاد الأوكراني وسط القتال المرير

في مزرعة محلية لوزوفاتكا الكبيرة، فقد المالك أولكسندر فاسيلتشينكو موظفين حيويين لصالح القوات المسلحة، ويخشى أن يغادر المزيد منهم قريبا. وهو يشعر بالقلق من تعطل الآلات التي يحتاجها لحصاد عباد الشمس والقمح والشعير.

وتقول السلطات المحلية إنه تم تعبئة أكثر من ثلث عمال المزارع المهرة في محلية لوزوفاتكا في الجيش، مما يسلط الضوء على تأثير الحرب على الزراعة، التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الأوكراني.

في هذا، اعتبرت رويترز أن حشد العديد من المتخصصين والميكانيكيين من المجتمع الأوكراني، يمثل معضلة عميقة لكييف في سعيها لحشد ما بين 450 إلى 500 ألف أوكراني آخر.

وقالت: "إذا حاولت كييف تجنيد عدد كبير جدًا من الأشخاص، فقد ينتهي الأمر إلى الإضرار بالاقتصاد الذي دمرته الحرب بالفعل".

هذا، ووجدت دراسة أجراها البنك الدولي والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية والحكومة الأوكرانية، أنه إلى جانب 3.7 مليون أوكراني نزحوا داخليًا بسبب القتال، فأن 5.9 مليون آخرين ما زالوا نازحين خارج أوكرانيا.