رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان.. مصر تفضح إسرائيل أمام "العدل الدولية"

الحرب على غزة
الحرب على غزة

تقود مصر جهودا مضنية في المحافل الدولية لفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، آخرها دعوة القاهرة في مرافعة شفهية أمام محكمة العدل الدولية، لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي طويل المدى، والتوقف الفوري عن مخالفة القانون الدولي في الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967.

وتضمنت المرافعة المصرية الدفوع والأسانيد القانونية لتأكيد اختصاص المحكمة بمنح الرأي الاستشاري في تلك المسألة، ومن الناحية الموضوعية تأكيد عدم شرعية ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة ضد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف.

إبادة جماعية

وقال الخبير القانوني العراقي الدكتور علي التميمي، إن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو إبادة جماعية وفق اتفاقية منع الإبادة الجماعية لسنة 1948 وموادها 2 و9، كما أنها جرائم حرب لتخطيها قواعد الحرب المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف ولاهاي وفينا والبروتكولات الملحقة بها.

وأضاف التميمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إسرائيل تتحجج بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتيح حق الدفاع الشرعي، ولكن بشروط أولها إعلام مجلس الأمن، وأن يكون الرد محدودا جدا.

وأوضح أن استهداف المدنيين في غزة، والأطفال والمستشفيات، من قبل إسرائيل يخالف اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1948، واتفاقية فيينا التي تمنع إشراك المدنيين في النزاعات المسلحة.

ولفت “التميمي” إلى ضرورة التخلي عن الانحياز السياسي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإسرائيل، أمام ما يجري من جرائم مهولة.

مصر ترفض تهويد القدس

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن المرافعة أكدت مبدأ عدم شرعية ضم الأراضي والاستيلاء على الإقليم بالقوة، ورفض ممارسات إسرائيل بتهويد القدس، وإدانة انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وأكدت أن اختصاص محكمة العدل الدولية في منح الرأي الاستشاري لا غنى عنه في سبيل دعم هدف حل الدولتين لإرساء ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، والتوصل لحل عادل وشامل ودائم للصراع العربي الإسرائيلي استنادا لأحكام القانون الدولي.

وشددت على ضرورة التزام المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة لأحكام القانون الدولي، وعدم الاعتراف ورفض أية آثار تنشأ عن الممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، من استيطان وتهجير وسلب للأراضي وعرقلة الشعب الفلسطيني عن تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

دور مصر التاريخي

من ناحيته، قال المحلل السياسي الليبي عبدالحميد القطروني، إن المجموعة العربية في الأمم المتحدة بقيادة مصر، تقوم بدور تاريخي فيما يتعلق بنصرة فلسطين وفضح ممارسات الاحتلال البغيضة بحق المدنيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف “القطروني” في تصريحات لـ"الدستور"، أن انتهاكات الاحتلال فاقت كل الوحشية على مدار 8 عقود من احتلال الأراضي الفلسطينية، ما يجعل العالم أمام تحد كبير للضمير الإنساني، مشددا على ضرورة وضع حد لمساندة إسرائيل من قبل الدول الغربية مهما ارتكبت من انتهاكات.

وشدد على أن المرحلة الحالية، ومنذ عملية طوفان الأقصى وبدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تغيرت الكثير من المفاهيم لدى الشارع الغربي، وتحرر الناس هناك من قيود وسائل الإعلام التقليدية التي كانت تصور إسرائيل على أنها الضحية طول الوقت.