رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح محكمة العدل الدولية فى وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين؟

العدل الدولية
العدل الدولية

تتركز أنظار العالم على جلسات محكمة العدل الدولية التي انطلقت أمس الخميس، للنظر في دعوى جنوب إفريقيا التي تتهم فها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وقالت محكمة العدل الدولية إن جنوب إفريقيا تؤكد أن أعمال إسرائيل في غزة إبادة جماعية.
وأضافت محكمة العدل الدولية أن دعوى جنوب إفريقيا تطالب بالحصانة للمدنيين في غزة، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وفي اليوم الثاني لجلسات المحكمة، طلبت إسرائيل اليوم الجمعة من قضاة محكمة العدل الدولية إسقاط قضية الإبادة الجماعية.
وفي ردها على الاتهامات التي وجهتها جنوب إفريقيا أمام المحكمة أمس الخميس، قالت إسرائيل إن المطالب بوقف هجومها ضد حركة حماس في غزة ليس لها أي أساس.


هل تدين المحكمة إسرائيل؟
 

وقال الخبير القانوني الدكتور على التميمي، إن دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية شرعية، وتستند إلى اتفاقية منع الإبادة الجماعية ١٩٤٨، وإلى المادة ٩ من قانون محكمة العدل التي أجازت لها نظر مثل هذه الجرائم، وللمحكمة سوابق قضائية في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وحول إدانة إسرائيل من عدمه، يرى التميمي، أن ملف الدعوى المكون من ٨٠ صفحة استند إلى أدلة دامغة وإلى وثائق لا يمكن للمحكمة الحياد عنها، لافتًا إلى أن هذه الأدلة هي الأقوى والأدمغ من تلك المرافعات الدفاعية المقدمة من الكيان الصهيوني.
وأوضح التميمي في تصريحاته لـ"الدستور"، أن محكمة العدل الدولية هي الذراع القضائية للأمم المتحدة، وما تتخذه من قرارات جراء المرافعات هو ملزم لمن صدر الحكم ضده، ومن يخالف قراراتها يمكن لمجلس الأمن معاقبته وفق ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه في حال استخدام الفيتو الأمريكي ضد القرار، وهو أمر متوقع، يتم الرجوع إلى الجمعية العامة، ولها القول الفصل، وهو ما نصت عليه المواد من ٩٢ إلى ٩٧ من هذا الميثاق.
وتابع بقوله: هذه المحكمة أمام تحدٍ كبير، حيث هي أمام مجازر مروعة ممنوعة في كل الاتفاقات، وذكرتها عريضة الدعوى بـ٧ نقاط، والعالم كله ينتظر القرار العادل، والحيادية المفترضة.
واختتم تصريحاته بالقول، إن المرافعات ركزت على القصد الجنائي، أو النية التي ارتكبت وفقها الإبادة الجماعية، وهو ترجمة للمواد ١ و٢ و٩ من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، مستبعدًا أن تلتزم إسرائيل أو تحترم قرار المحكمة، بعد كل ما ارتكبته من جرائم مروعة بحق الفلسطينيين.

الخضوع لقرارات المحكمة

في السياق، أشادت مديرة هيومن رايتس ووتش، بجنوب إفريقيا، لمقاضاتها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بسبب حملتها العسكرية على غزة. وقالت إن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية إلزام إسرائيل بالخضوع لقرارات المحكمة.
وطالبت جنوب إفريقيا بوقف عاجل للهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية على القطاع، واصفة في لائحتها للمحكمة ما تفعله إسرائيل في غزة بأنه إبادة جماعية.
وقالت تيرينا حسن لوكالة رويترز: جنوب إفريقيا مثال مهم للقيادة. وقد اغتنمت هذه الفرصة المهمة، وإذا لم تلتزم إسرائيل بتدابير وقرارات المحكمة، فإنه يتعين على المجتمع الدولي ممارسة ما يمكنه من ضغوط لإلزام إسرائيل بتنفيذ هذه القرارات.
وأصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرها السنوي عن الانتهاكات في العالم، واتهمت إسرائيل الأربعاء باستعمال تجويع المدنيين وسيلة في حربها على غزة، وهو ما يعد جريمة حرب. ونفت إسرائيل التهمة الموجهة لها.