رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هي رسائل "داعش" من تفجيرات كرمان؟

تفجير كرمان
تفجير كرمان

أطل تنظيم داعش بوجهه الإرهابي من جديد عبر مدينة كرمان الإيرانية، بانفجارين راح ضحيتهما أكثر من 100 إيراني وأصيب أكثر من 170 آخرين، يوم الأربعاء، قرب مقبرة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تزامنًا مع إحياء الذكرى الرابعة لمقتله بضربة جوية أمريكية في العراق.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، إنه بالنظر إلى حالة التوتر في المنطقة، يبدو أن هناك رغبة من بعض الفاعلين في لتوسيع نطاق الحرب، خاصة من طرف إسرائيل، لأن ما تفعله إسرائيل من عمليات الاغتيال للسياسيين المحسوبين على إيران يؤكد رغبتها في توسعة الحرب على الأقل من الناحية الشكلية. 

وأضاف الصوافي في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن هذا الطرح يدعمه عدم التفاعل الكافي لأذرع إيران في المنطقة مع تداعيات حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر، حتى أن تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله لم تُنفذ، وربما يرجع هذا السكوت لعدم إعطاء إيران الضوء الأخضر، ووفق هذا الاعتقاد فمن المناسب جدًا أن يعود تنظيم "داعش" لاستغلال اللحظة المتوترة في المنطقة لإشعالها بالكامل.

عداء للجميع

وتابع بقوله: ما بين إيران وإسرائيل يبدو أن تنظيم "داعش" يرى في النظام الإيراني أكثر عداوة، على الأقل أنه لم تسجل أية محاولة للاعتداء على إسرائيل، مع أنه وصل في فترة من الفترات إلى حدودها. وهو ما يؤكد أيديولوجية الحرب التي يقوم بها داعش، نظرا لأنه يعادي النظام الإيراني عقائديا.

وأشار الصوافي إلى أن هناك نقطة مهمة جدًا ينبغي التأكيد عليها في مسألة إعلان تنظيم داعش عن مسؤوليته عن التفجير، وهي أنه يعفي إسرائيل من المسؤولية عن الحادث، وبالتالي يقلل احتمالات رد الفعل الإيراني. مع الأخذ في الاعتبار أن تشدق كل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المتطرفة بمقاومة المحتل الإسرائيلي ليست إلا متاجرة لشرعنة وجودها.

ومضى قائلا: انضمام "داعش" في هذه اللحظة المتوترة للحرب يؤكد أن دور هذا التنظيم ضمن "الفاعلين" في المنطقة أصبح هامشيا بعد الضربات التي تلقاها، وقد وجد الفرصة مواتية لإعلان وجوده من جديد، وفق أساليبه التقليدية، عبر تفجير التجمعات البشرية التي ورثها من تنظيم القاعدة.

وعدد الصوافي، أسباب استهداف التنظيم لضريح قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، أولها أن استهداف المراقد الإيرانية أو بالأصبح الشيعية ليس جديدًا على هذا التنظيم وبالتالي استهدافه له بعده الطائفي أكثر مما هو سياسي أو استراتيجي، والثاني أنه يعيد تكتيك تنظيم القاعدة في استهداف الحشود الجماهيرية لإسقاط أكبر قدر ممكن من الضحايا الأبرياء.

العودة للأضواء

من ناحيته، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان، إن داعش كان يشن هجمات في العراق وسوريا وفي مناطق أخرى في إفريقيا وأفغانستان وغيرها. لافتا إلى أن عودته الصاخبة بهجمات كبيرة مثلما حدث في ضريح قاسم سليماني يعني أنه يريد العودة لتتركز الأضواء عليه. 

وأضاف سلطان في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أن توقيت الهجوم يتزامن مع اشتعال منطقة الشرق الأوسط في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وبالتالي أراد التنظيم إرسال رسالة محددة؛ وهي أنه يقاتل على كافة الجبهات، وأنه سيقاتل الإيرانيين ويفتح جبهات جديدة، من بينها دعوته لشأن هجمات ضد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة. 

وأوضح أنه رغم ما يعلنه التنظيم من تبني الجهاد، إلا أن أيديولوجيته قامت على ركيزة أساسية هي مسألة العداء للشيعة، ورغم اشتمال قائمة أعداءه على الكثيرين، إلا أن العداء لإيران يشكل ركيزة محورية في فكر التنظيم. بالإضافة للمعركة التي تضم أعداء آخرين بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشار سلطان، إلى أن التنظيم قبيل نشره بيان الهجوم، نشر كلمة صوتية بعنوان: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم". وهي التي عنون بها حملته العسكرية ضمن ما يسميه بالغزوات المنسقة، والتي تعني شن هجمات إرهابية في العديد من دول العالم في آن واحد، ينفذها بتوجيه من قيادته المركزية. 

وتابع بقوله، إن هذه الكلمة تحدث فيها الناطق باسم التنظيم "أبو حذيفة الأنصاري" بشكل واضح عن الحرب في غزة، محاولا استثمار العدوان الصهيوني على القطاع وتصوير نفسه على أنه عدو الجميع، الشيعة والأمريكان والصهاينة.