رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقاطع المصورة قديمة.. ورقة بحثية تفند مزاعم الاحتلال بقتل حماس للأطفال والاعتداءات الجنسية

الاحتلال
الاحتلال

نشر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات  ومقره العاصمة اللبنانية بيروت ورقة بحثية تفند الادّعاءات الإسرائيلية بارتكاب  حركة المقاومة الفلسطينية حماس فظائع  وانتهاكات جنسية وقتل للأطفال في معركة طوفان الأقصى.

ادعاءات إسرائيل 
 

فندت الورقة البحثية المزاعم الإسرائيلية بأن حركة حماس قتلت ما يقرب من 1140 إسرائيلي من خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ووفقا للورقة البحثية، فقد ادعى الاحتلال ان حماس قتلت نحو 1،139 شخص، وهو رقم عدّلته “إسرائيل” مرارًا وتكرارًا بشكل تنازلي، بعد أن كان 1،405 قتلى، ثم خفّضته إلى 1،200 قتيل، مدّعية أنّ الفرق يرجع إلى أنّ هناك جثثًا تمّ التعرف عليها لاحقًا على أنها من حماس، بسبب تفحّمها، هو ما يعدّ دليلًا على أنّها حسبت نحو 200 من الشهداء الفلسطينيين في بادئ الأمر ضمن قتلاها المدنيين.

 وهو دليل أيضًا على استخدام القوات الإسرائيلية وسائل وحشية في قتل الناس حينها، لدرجة أنّهم لم يُفرّقوا في إحصاءاتهم بين القتلى اليهود والفلسطينيين بسبب تفحّم الجثث، وهو ما يُثبت أنّ الطيران الإسرائيلي والقذائف المدفعية الإسرائيلية هي من قتلت “المدنيين” الإسرائيليين، لأنّ كتائب القسام لا تملك أسلحة تؤدي إلى قتل وحرق كلّ هذا العدد.

بروتوكول هنيبعل

ووفقا للورقة البحثية، فان  العدد الأكبر من القتلى المدنيين  في إسرائيل يعود إلى تطبيق القيادات العسكرية الإسرائيلية بروتوكول هنيبعل The Hannibal Directive في المعركة، الذي يقوم على قاعدة “الجندي القتيل أفضل من الجندي الأسير”، حيث يرى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن اختطاف الجنود يُحمِّل “إسرائيل” ثمنًا باهظًا للغاية يجب عليها دفعه من أجل إطلاق سراحهم. 

ونصّ هذا البروتوكول على فتح النار العشوائي إذا تمّ أسر أحد الجنود بهدف قتل الآسرين والأسير معًا، كما فعلت تمامًا القوات الإسرائيلية في 7/10/2023، وأطلقت الصواريخ على مناطق مأهولة لطرد المهاجمين، فقتلت وحرقت العديد من المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب شهادات جمعتها وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية.

 تعليمات بمنع أَسر المواطنين الإسرائيليين بأي ثمن حتى من خلال إطلاق النار عليهم

وكشف تقرير استقصائي نشره موقع واينت Ynet العبري التابع ليديعوت أحرونوت Yedioth Ahronoth في 12/1/2024، أنَّ القيادة العليا للجيش الإسرائيلي أمرت جميع الوحدات في 7/10/2023 بمنع أَسر المواطنين الإسرائيليين “بأي ثمن”، حتى من خلال إطلاق النار عليهم. 

وقد وثّقت صحيفة النيويورك تايمز The New York Times الأمريكية، في تقرير استقصائي لها، مقتل 12 مستوطنًا إسرائيليًا بعد أن أمر القائد العسكري الإسرائيلي باراك حيرام Barak Hiram، والذي اعترف بذلك، بقصف منزل في مستوطنة بئيري Be’eri بدبابة، كان يضم 14 مستوطنًا إسرائيليًا، بداعي استهداف مسلحين فلسطينيين اختبأوا بداخله.

 اعترافات عسكريين إسرائيليين بمهاجمة منازل إسرائيلية وتدميرها

وسبق واعترف العقيد الإسرائيلي جولان فاخ Golan Vach، قائد في وحدة الإنقاذ التابعة للجيش الإسرائيلي، بأن قواته هاجمت في 7/10/2023 منازل إسرائيلية ودمرتها، كان يتواجد فيها إسرائيليون وفلسطينيون، مبررًا ذلك أنّه لاستعادة السيطرة على الأراضي، حيث وجدوا 15 قتيلًا إسرائيليًا بينهم 8 أطفال في أحد تلك المنازل.

ونشر موقع واينت العبري، في 15/10/2023، أنّ 28 مروحية أباتشي أطلقت النار على مدار يوم واحد، وأنّ طياري الأباتشي تخطّو كافة القيود، وأنّ جزءًا كبيرًا من توجيه النيران واستقبال الأهداف من القوات المقاتلة في الميدان كان يصل للطيارين عبر المكالمات الهاتفية أو إرسال الصور على تطبيق "الواتساب".

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس في 18/11/2023، أنّه وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فقد قُتل في مهرجان نوفا Nova الموسيقي 364 شخصًا من أصل 4،400 شخص كانوا حاضرين في الحدث، وبعد التحقيق في الحادث تبيّن أنّ مروحية عسكرية إسرائيلية وصلت إلى مكان الحادث وأطلقت النار على عناصر المقاومة، وأصابت عددًا من المحتفلين الذين كانوا هناك. 

ادّعاء قتل الأطفال

و أوضحت الورقة البحثية أنه بالنسبة لادعاء قتل الأطفال، فقد ادَّعت مراسلة قناة آي 24 الإخبارية i24News الناطقة باللغة الإنجليزية، نيكول زيديك Nicole Zedeck، في 10/10/2023، أنّ المقاومة الفلسطينية قتلت 40 رضيعًا، وقطعت رؤوس عدد منهم في مستوطنة كفار عزة Kfar Aza، وسرعان ما تبنّت وسائل إعلام عالمية واسعة الانتشار هذا الادّعاء المضلل (أمثال موقع فوكس نيوز FOX News،م وأن بي سي.

وكشف تحقيق أجراه موقع “ذا جراي زون The Grayzone” الأمريكي، وهو موقع إخباري مستقل مخصص للصحافة الاستقصائية والتحليلات، في 11/10/2023، أن هذا الادِّعاء مصدره نائب قائد الوحدة 71 في الجيش الإسرائيلي ديفيد بن صهيون David Ben Zion، وهو زعيم صهيونيّ متطرف، يحرض على أعمال الشغب ضدّ الفلسطينيين، ويدعو لمحو بلدات فلسطينية.

كما نفت صحيفة هآرتس Haaretz الإسرائيلية، في تقرير لها، ما تمّ ترويجه عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم في 7/10/2023، مؤكدةً أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع. وذكرت أنه قُتل معظم الأطفال في منازلهم أو بالقرب منها، وغالبًا مع أفراد آخرين من الأسرة، وأكدت أنه لا يوجد مشهد تمّ فيه اكتشاف أطفال من عدة عائلات قتلوا معًا، مما يدل على أن وصف نتنياهو في حديثه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن “حماس أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، غير دقيقة”.

ادّعاء قتل الحوامل والأجنّة

ادّعى يوسي لانداو Yossi Landau، مدير زاكا لمنطقة الجنوب،   أنه اكتشف جثة امرأة حامل مصابة برصاصة في رأسها، وتمّ شق بطنها لإخراج الجنين الذي تمّ طعنه، كما حدَّد لانداو لصحيفة هآرتس المبنى الذي رأى فيه هذه الحادثة. ولكن وبحسب الناجين من المبنى الذين قابلتهم الصحيفة الإسرائيلية، لم تكن هناك أي امرأة حامل. 

وقام موقع تشك نيوز CheckNews، الذي أطلقته صحيفة ليبراسيون Libération الفرنسية، وهو أول موقع للتحقق من الأخبار في خدمة مستخدمي الإنترنت، بالاتصال بلانداو لكنه لم يرد.

كما كتبت ميشال هيرتزوج Michal Herzog في 22/11/2023، زوجة الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوج Isaac Herzog، مقالًا في مجلة نيوزويك Newsweek الأمريكية أشارت فيه إلى هذه الشهادة، وزعمت كذبًا أنه يوجد مقطع فيديو يظهر فلسطينيين في إحدى المستوطنات وهم يعذبون امرأة حامل ويستخرجون جنينها. ولكن تبيّن فيما بعد أنّ هذا الفيديو مأخوذ من “مقطع فيديو تمت مشاركته في سنة 2018، يُظهر انتهاكات ارتكبتها عصابة مكسيكية”. وردًا على سؤال موقع تشك نيوز، أقرت الرئاسة الإسرائيلية ضمنًا بخطئها، وحاولت الرئاسة المراوغة في الدفاع عن منظمة زاكا مُدَّعية أن شاهدها لم يتمكن من الرد “بسبب الصدمات التي تعرض لها”!

ادّعاءات جرائم الاغتصاب

عرض تقرير للصحفي جيك تابر Jake Tapper نُشر على شبكة سي إن إن في 18/11/2023، ادّعاءات حول “جرائم الاغتصاب” ضدّ النساء الإسرائيليات في 7/10/2023. 

افتُـتح التقرير بمقابلة مع كوخاف إلكايام ليفي Cochav Elkayam-Levy، والتي تمّ تعريفها على أنها “خبيرة في قانون حقوق الإنسان”، وأنها شكّلت لجنة مدنية لتوثيق الأدلة، لكن ليفي في الحقيقة وبحسب تقرير نشره موقع موندوفايس Mondoweiss الأمريكي ليست خبيرة في قانون حقوق الإنسان، بل شغلت منصبًا في مكتب المدَّعي العام للحكومة الإسرائيلية في قسم القانون الدولي، كما تربط إلكايام ليفي روابط وثيقة بينها وبين مجلس الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فهي مؤسس ومدير “معهد دفورا Dvora Institute”، الذي يعمل كهيئة استشارية قريبة من مجلس الأمن القومي التابع لرئيس الوزراء الإسرائيلي. 

كما عرض تقرير شبكة سي إن إن مقطع فيديو لجندي إسرائيلي لم يُظهر وجهه، تمّ تعريفه بالحرف “ج G”، ويدَّعي أنه مسعف من الوحدة 669 (Unit 669)، وهي وحدة الإنقاذ التكتيكي الخاصة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية؛ ويدّعي الجندي في إفادته التي ثبت كذبها لاحقًا، إنه في أثناء تفتيش منازل مستوطنة بئيري في أثناء القتال، فتح باب غرفة نوم ليجد جثتي فتاتين تتراوح أعمارهما بين 13 و15 عامًا، مقتولتين، إحداهما عارية وظهر على أسفل ظهرها بقايا السائل المنوي. ولكن، وبحسب التقرير الذي نشره موقع موندوفايس الأمريكي، عند فحص أسماء جميع الفتيات اللواتي قُتلن في مستوطنة بئيري في 7/10/2023 لمطابقة الحقائق، لم يتم العثور على أي من المراهقتين الإسرائيليتين اللتين تنطبق عليهما هذه الأوصاف ميتتين معًا. 

بحسب صحيفة “التايمز أوف إسرائيل The Times of Israel” إن الأدلة المادية على الاعتداء الجنسي لم يتم جمعها من الجثث، والوقت قد فات لجمع أدلة قاطعة، لأنّ أدلة إثبات الاغتصاب تُجمَعُ خلال 48 ساعة فقط بعد الاعتداء، وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية دين إلسدون Dean Elsdunne في 14/11/2023 أنّه في الساعات الـ 48 الأولى، كانت ما تزال منطقة غلاف غزة منطقة “قتال نشطة”، وأضاف إلسدون أنّ جثث القتلى الإسرائيليين وصلت إلى المشرحة العسكرية بحالة سيئة للغاية، بحيث لم يكن من الممكن جمع الأدلة المادية على الاعتداء الجنسي، مثل عينات السائل المنوي أو الحمض النووي.