رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة البقاء.. غارات إسرائيل على رفح تزيد المخاوف فى آخر المناطق الآمنة

غارات
غارات

تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في مختلف أنحاء قطاع غزة في استشهاد عشرات الأشخاص خلال الليل، مع تزايد المخاوف من تكثيف العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح الجنوبية، وهى جيب صغير من القطاع يأوي إليه أكثر من مليون شخص وهى آخر مكان آمن في القطاع، ما يعني أن أي عملية عسكرية في هذه المنطقة هي معركة بقاء لأكثر من مليون نازح، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

قصف مكثف على رفح يثير المخاوف من وجهة النازحين المقبلة

وتابعت الجارديان أنه وسط تصاعد الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية بشأن الحرب، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة أمس الأحد، وهي رحلته الخامسة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

وتابعت أنه من المتوقع أن يقضي بلينكن الأسبوع في زيارة المملكة العربية السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية لمناقشة اتفاق لتأمين إطلاق سراح ما لا يقل عن 136 محتجزا متبقيا في غزة ووقف إطلاق النار يهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في البحر الأحمر. 

وأضافت أن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه توجه إلى مصر أيضًا أمس السبت والتقى نظيره سامح شكري واتفق الطرفان على ضرورة وقف إطلاق النار والعمل على عودة السلطة الفلسطينية في غزة.

وتابعت الصحيفة أن عمليات القصف العشوائي في جميع أنحاء قطاع غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 127 شخصا خلال الليل، وفقًا لمصادر طبية في القطاع، حيث استهدفت الغارات برجين سكنيين في رفح، المنطقة الواقعة في أقصى جنوب القطاع بجوار الحدود مع مصر والتي تضم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما أصابت الغارات دير البلح في وسط غزة، حيث يقيم الآلاف الذين يخشون الفرار جنوبا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش دمر 17 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، وقال: "معظم الكتائب المتبقية موجودة في جنوب القطاع وفي رفح، وسنتعامل معها".

وأوضحت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت روضة أطفال في رفح كان بها العشرات من النازحين، ما أسفر عن استشهاد إثنين من المدنيين، كما أسفرت غارة على سيارة في مقتل عدة أشخاص آخرين.

وقال هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتمركزة في رفح: "هناك خوف واسع النطاق من أن العملية العسكرية سوف تتوسع لتصل إلى محافظة رفح، ما لا يترك أي مكان تذهب إليه الغالبية العظمى من السكان النازحين داخليًا". 

وأضاف: "إن ذلك يزيد من الخوف والتوتر والقلق خاصة أن الناس يواجهون ظروفًا معيشية غير إنسانية غير مسبوقة، لقد أُجبروا على محاولة البقاء على قيد الحياة.

وأشار إلى أنه المهم أكثر من أي وقت مضى وضع حد لسفك الدماء وحماية أي شخص يمكن إنقاذه في غزة.

وأضافت الصحيفة أن المخاوف من احتمال وقوع رفح في مرمى القوات الإسرائيلية يأتي وسط انقسامات حادة على نحو متزايد داخل إسرائيل بشأن اتجاه الحرب، والضغط على الوسطاء للتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار.

وأدى القصف على غزة من البر والجو والبحر إلى ارتقاء ما لا يقل عن 27 ألف شهيد فلسطيني حتى الآن منذ أكتوبروفقا لوزارة الصحة في غزة مع إصابة أكثر من ضعف هذا العدد، ويعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض.