رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غازي فيصل لـ الدستور: الضربات الأمريكية على سوريا والعراق تهدد أمن الشرق الأوسط

الدكتور غازي فيصل
الدكتور غازي فيصل

أكّد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور، غازي فيصل، أن  الضربات الأمريكية في  العراق وسوريا تهدف إلى شل قدرات الفصائل المسلحة في البلدين في حال اتساع دائرة المواجهة مع إيران.

وأوضح غازي فيصل في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الضربات الأمريكية استهدفت القواعد الأساسية للفصائل المسلحة للمقاومة الإسلامية العراقية والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وهذه القواعد تتضمن مخازن الأسلحة الاستراتيجية من الصواريخ والطائرات المسيرة وأيضًا مقرات القيادة والسيطرة في مختلف المناطق في العراق.

وأشار السياسي العراقي إلى أن هذه الضربات التي جرت فجر اليوم هى الموجه الأولي من القصف الأمريكي الذي شل جانب من القدرات العسكرية الفصائل المسلحة التي هي في حالة مواجهة مستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر أن واشنطن والقوات الأمريكية قوات احتلال في سوريا والعراق، وبالتالي يجب مقاومتها.

وتابع "إذا كان قبل 7 أكتوبر 2023 تقصف هذه الفصائل السفارة الأمريكية وتطالب بطرد السفير الأمريكي والبعثة الدبلوماسية وغلق السفارة الأمريكية"، مشيرًا إلى أن هذه المواجهة التي استمرت لسنوات بين الفصائل والقوات الأمريكية والتحالف الدولي تدخل اليوم في فصل جديد من المواجهات الولايات المتحدة الأمريكية المباشرة والواسعة للقواعد والمنصات إطلاق الصواريخ من أجل وضع حد لهذا الفوضى المسلحة والحروب العبثية.

 

اتساع دائرة عمليات الجيش الأمريكي في العراق وسوريا

وقال غازي إنه من المؤكد اتساع دائرة العمليات العسكرية للجيش الأمريكي الفترة المقبلة، وقد يحتمل الذهاب إلى عمليات برية للجيش الأمريكي مثل الإنزال المظلي أو نشر قوات مارينز برية في مواقع مهمة في العراق للمواجهة المباشرة مع هذا الفصائل، وما حدث حتي الآن هو الموجه الأولي التي استهدفت البنية التحتية المسلحة للفصائل في سوريا والعراق وأيضًا ستستمر الهجمات كما أشارت التقارير الأمريكية، فهناك موجات قادمة لكي تستهدف المراكز الحيوية الاستراتيجية للفصائل المسلحة. 

وأشار السياسي العراقي إلى أن الحكومة السورية لا تستطيع أن ترد على هذا الهجمات فهي في وضع أضعف قدراتها العسكرية بسبب الحرب الممتدة من ٢٠١١ الي اليوم، وأيضًا انتشار الجيش الروسي والتركي والحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الجيش الأمريكي والمنظمات الإرهابية، ولا نستطيع الحديث عن دولة ذات سيادة، دولة قادرة على الدفاع عن نفسها.

وأضاف "حتي المستشارين العسكريين الإيرانيين تركوا سوريا وعادوا إلي طهران بسبب ما قدمت الطبقة العسكرية من ضحايا على صعيد المستشارين بالفعل القصف الإسرائيلي وتركت النظام السوري بدون دعم حقيقي باستثناء دعم الفصائل في دير الزور وغيرها من المناطق التي ينتشر فيها الحرس الثوري الإيراني".

وبالنسبة للعراق أكد غازي لا يمكن أن يواجه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ضعف بينة النظام السياسي والدفاعي والأمني، فالعراق تلتزم باتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتختلف مجموعة من الفصائل الموجودة في الحكومة العراقية مع الفصائل المتحالفة مع إيران، إذن هناك انقسام في المشهدين السياسي والأمني، وبالتالي لا تستطيع الحكومة العراقية مواجهة هذا الفصائل، كذلك لا تستطيع اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، ولا تستطيع أن تضع حدًا لهذا الفوضى الأمنية الخطيرة التي يتعرض لها العراق. 

لماذا لا تستهدف أمريكا إيران مباشرة؟ 

وأكد غازي أن عدم استهداف الولايات المتحدة الأمريكية إيران مباشرة لمنع تصعيد حالة الصراع والحروب في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هناك مواجهة مسلحة وبوارج وحاملات طائرات منتشرة في المنطقة، وهناك مواجهة بالفعل مستمرة في البحر الأحمر وباب المندب والممرات المائية.

وأشار السياسي العراقي إلى أن  المواجهة بين إيران وأمريكا مستمرة من خلال ضرب حلفائها مثل قصف الحوثيين ومخازن ومراكز التسليح والصوراىخ البالستية والطائرات المسيرة التي لديهم، بالإضافة إلى المواجهة في سوريا والمواجهة في العراق والحرب في غزة والحرب  بين حزب الله وإسرائيل.

وقال غازي إن المنطقة مشتعلة بالحروب المتعددة ولا يمكن الولايات المتحدة الأمريكية الآن اللجوء الي إشعال حرب واسعة النطاق مع إيران قبل تصفية هذه البؤر العسكرية المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة ولا ننسى قضية البرنامج النووي الإيراني واستمرار العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي على إيران.

واختتم تصريحاته قائلًا "إذن لن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر لشن حرب واسعة النطاق على إيران، ولكن ليس من المستبعد إذا تطورات الأمور أن تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية المواقع الحساسة في إيران".