رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفدائيون والشرطة يد واحدة".. 72 عاما على ملحمة الاسماعيلية لمقاومة الاحتلال (صور)

 ملحمة الاسماعيلية
ملحمة الاسماعيلية الخالدة

يحتفل الشعب المصري اليوم في 25 يناير عيد الشرطة، من كل عام تخليدًا لمجهودات رجال الشرطة في ملحمة الاسماعيلية الخالدة للدفاع عن بلادنا أمام المحتل الإنجليزي.

وفي هذا اليوم يُمجد المصريين ذكرى  ملحمة الإسماعيلية الخالدة، التي من خلالها أستطاع رجال الشرطة المقاومة ضد الاحتلال البريطاني للحفاظ على تراب مصر، وكانت أسباب المعركة هو إقدام القوات البريطانية على محاولة رعناء لإهانة الحكومة المصرية والشعب المصري الرافض لوجود المحتل.

إنذار بريطاني.. وبسالة وتضحية من الشرطة المصرية

 ففى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى اللواء أكسهام القائد البريطانى بمنطقة القناة، ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال.

ومن هنا بدأت ملحمة الاسماعيلية الخالدة عام 1952، بعد أن رفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين، والذى أقر موقفها وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام أبدأ حفاظًا على مصر.

في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة
في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة
في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة
في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة
في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب في اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، أو التي كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل "إكسهام" وقواته يقومان بمحاصرة المدينة، وتقسيمها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحي الراقي مكان إقامة الأجانب.

7 آلاف جندي بريطاني يحاضرون قسم البوليس والمحافظة بالدبابات

وحاصر مبنى قسم البوليس الصغير ومبنى المحافظة في الأسماعيلية، 7 آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على 800 في الثكنات، و80 في المحافظة لا يحملون غير البنادق.

 مقاومة باسلة وشجاعة من أفراد الشرطة حتى آخر طلقة

استخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متكافئة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 52 قتيلا و80 جريحا وجميعهم من أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم، وأصيب نحو70 آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم.

كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الاسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى.

القائد البريطاني: رجال الشرطة المصريون قاتلوا بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا

عقب المعركة، لم يستطع القائد البريطاني الجنرال أكسهام، أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين فقال لضابط الاتصال المضري، لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال أكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.

وانتشرت أخبار المعركة في مصر، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952.

في عيد الشرطة.. ٧٢ عاما علي ملحمة الاسماعيلية الخالدة