رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فشل الاحتلال فى غزة.. ومقترح إسرائيلى للهروب من "الهزيمة الكبرى"

اسرائيل وحماس
اسرائيل وحماس

كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مقترح من جانب الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحرب في غزة، من بين شروطه أن يغادر كبار قادة حماس القطاع كجزء من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.

تقرير الشبكة الأمريكية نقل ملامح المقترح المقدم من الاحتلال، على لسان اثنين من المسئولين المطلعين على المناقشات الدولية الجارية في هذا الصدد. ويأتي الاقتراح الاستثنائي، الذي لم يتم الإعلان عنه من قبل، في الوقت الذي فشل فيه الاحتلال في تحقيق هدفه المعلن المتمثل في تدمير حماس بالكامل.

فشل الحرب الإسرائيلية على غزة 


وأشارت الشبكة إلى أنه بالرغم من حربها التي دامت أربعة أشهر تقريبًا في غزة، فشل الاحتلال الإسرائيلي في ضبط أو قتل أي من كبار قادة حماس في غزة، وتركت نحو 70% من قوة حماس القتالية سليمة، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية.


ولفتت إلى أنه بالرغم من أن ذلك سيوفر ممرًا آمنًا للخروج من غزة لكبار قادة حماس الذين نسقوا عملية طوفان الأقصى، فإن إخراج قادة حماس من غزة يمكن أن يضعف قبضة الحركة على القطاع الذي مزقته الحرب، بينما يسمح أيضًا لإسرائيل بمواصلة تعقب أهداف عالية القيمة في الخارج.
وأشارت إلى أنه من المعروف أن كبار مسئولي حماس يعيشون في العاصمة القطرية الدوحة والعاصمة اللبنانية بيروت، من بين أماكن أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، وأدت غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر إلى مقتل قائد كبير في حماس في بيروت.


وأضافت أن اقتراح إسرائيل بأن قادة حماس قد يغادرون غزة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تقبله حماس، تمت مناقشته كجزء من مفاوضات وقف إطلاق النار الأوسع مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة، مرة في الشهر الماضي في وارسو من قبل رئيس المخابرات الإسرائيلية، ديفيد بارنيا، ومرة أخرى هذا الشهر في الدوحة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وفقًا لأحد المسئولين المطلعين على المناقشات.


كما يأتي وسط موجة من النشاط الدبلوماسي لمحاولة التوصل إلى وقف طويل للقتال وإطلاق سراح المحتجزين الذين يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة. ويسافر كبير مسئولي البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، إلى مصر وقطر هذا الأسبوع لإجراء مزيد من المحادثات.


وقال مسئولون أمريكيون ودوليون مطلعون على المفاوضات إن المشاركة الأخيرة بين إسرائيل وحماس في المحادثات أمر مشجع، لكن لا يبدو أن التوصل إلى اتفاق وشيك.

الضغط على نتنياهو


وتتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب على غزة لأن "النصر الكامل" على حماس، الذي دعا إليه، ما زال بعيد المنال، باعترافه الشخصي، وفي الوقت نفسه، تزايد الغضب بين الإسرائيليين بسبب عدم قدرة الحكومة على إعادة أكثر من 100 محتجز في غزة.


ويقول آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن إسرائيل "لا تحقق أهدافها العسكرية". 


وأضاف ميلر أن ذلك، إلى جانب "الضغوط الهائلة" على نتنياهو وحكومته لإعادة المحتجزين إلى الوطن، قد خلق وضعًا دفع إسرائيل لاقتراح مغادرة قادة حماس لغزة، متابعًا: "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تتصادم مع الواقع، وبدأت عائلات المحتجزين في ممارسة نفوذ هائل".


وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه بجانب الضغوط المحلية، فانهار الدعم الدولي لإسرائيل بسبب قصفها المستمر لغزة، والذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
على مدار الشهرين الماضيين، دعت إدارة بايدن إسرائيل علنًا إلى الانتقال إلى مرحلة أقل حدة من الصراع، والتي يقول المسئولون الأمريكيون إنها بدأت تحدث، على الرغم من استمرار العمليات المكثفة في جنوب غزة.


أثير اقتراح خروج زعماء حماس من غزة في وارسو في شهر ديسمبر من قبل بارنيا، كبير مسئولي الاستخبارات الإسرائيلية، عندما التقى بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي عمل كوسيط مع حماس، وقال المسئول المطلع على المناقشات في الاجتماعات إن الأمر أثير مرة أخرى عندما كان بلينكن في العاصمة القطرية في وقت سابق من هذا الشهر.


وأضاف المسئول أن آل ثاني أخبر بلينكن في ذلك الاجتماع بأن الفكرة الإسرائيلية "لن تنجح أبدًا"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم ثقة حماس في أن إسرائيل ستنهي في الواقع عملياتها ضد الحركة في غزة بعد رحيل قيادتها.


وتابعت الشبكة أنه في حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد حددت في المناقشات الخاصة أسماء قادة حماس الذين تأمل في مغادرة غزة، إلّا أنه لا يوجد هدف أكبر من يحيى السنوار، المسئول الأعلى لحماس في غزة، وأقرب المقربين منه ومساعديه هم محمد ضيف، زعيم الجناح المسلح لحركة حماس، إلى جانب نائب ضيف مروان عيسى، ومحمد، شقيق السنوار، هو أيضًا قائد كبير في حماس.