رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل صادمة وتعذيب وحشى.. أسرى غزة يكشفون جحيم المعتقلات الإسرائيلية

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

كشف أيمن لباد، ناشط فلسطيني معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عن أهوال ما رآه في المعتقل بعد القبض عليه بطريقة مهينة في غزة وشبه عار أمام زوجته وأطفاله الثلاثة، وفقا لما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

تعذيب جسدي وإذلال وتفرقة عن العائلة.. سكان غزة في المعتقلات الإسرائيلية

وتابع أن قوات الاحتلال أجبرته على خلع ملابسه في الشارع باستثناء ملابسه الداخلية خارج منزله، ثم تم اقتياده مع رجال فلسطينيين آخرين لمدة أسبوع من الاعتقال، ليواجهوا سوء المعاملة والاحتجاز.

وقال إنه تعرض للتعذيب والإذلال، ليقدم واحدة من روايات مختلفة عن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للفلسطينيين في المعتقلات؛ وذكرت صحيفة هآرتس أن ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بسبب التعذيب وأظهر تقرير تشريح الجثث إصابات خطيرة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تحقيقات كبرى وكالات الأنباء في العالم أثبتت أن ما يقرب من ألف فلسطيني مدني من سكان غزة اعتقوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية واجهوا أساليب تعذيب بما في ذلك الصدمات الكهربائية والحروق بالسجائر والولاعات والأوضاع المجهدة والحرمان من النوم والطعام أو استخدام المراحيض.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جميع مزاعم السلوك غير اللائق في مرافق الاحتجاز يتم التحقيق فيها بدقة، وإن المشتبه بهم الذين يتم تفتيشهم وخلع ملابسهم لأسباب أمنية أثناء الاعتقال ولكن تم السماح لهم بارتداء ملابسهم مرة أخرى قبل احتجازهم، لكن يبدو أن مزاعم الجيش الإسرائيلي لم تجد أي قبول في المجتمع الدولي.

وأوضحت الصحيفة أنه عندما تم إطلاق سراح لباد دون توجيه اتهامات إليه تركوه في رفح، جنوب قطاع غزة، بينما لا تزال عائلته في منزلها شمال بيت لاهيا.

وقال لصحيفة الجارديان في مقابلة إن الجيش الإسرائيلي يفصل بينهما، ولا يُسمح للفلسطينيين بالتحرك شمالًا عبر القطاع، ولا تريد عائلته المخاطرة بالرحلة الخطيرة جنوبًا عبر منطقة حرب نشطة.

وتابعت الصحيفة أنه تم فصل آلاف العائلات في 7 ديسمبر، عندما أصدر جيش الاحتلال إعلانًا عبر مكبر الصوت أمر فيه جميع من في المنطقة بإخلاء منازلهم، وتم إرسال النساء وكبار السن إلى مستشفى كمال عدوان القريب، بينما أُمر الرجال بخلع ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية في الشارع.

وأشارت إلى أن صور العشرات من الرجال شبه العراة وهم راكعون في البرد والطين في شارع مدمر في صباح أحد أيام ديسمبر أثارت غضبًا عارمًا في جميع أنحاء العالم، وقالت الولايات المتحدة إن الصور مزعجة للغاية، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه يجب معاملة المعتقلين بإنسانية وكرامة.

وتعرف لباد، الذي يعمل في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، على نفسه في بعض الصور، ومن بين المعتقلين المدنيين الآخرين الذين تعرف عليهم الأصدقاء والعائلة وأصحاب العمل، مراهق شاب ورجل في السبعينيات من عمره وصحفي معروف.

وقال لباد إنه بينما كان الرجال ينتظرون، فتح بعض الجنود النار، مما أدى إلى إصابة يد شاب، بينما أهان آخرون أسراهم ودمروا منازلهم.

وتابع: "قام الجنود الإسرائيليون بتصويرنا بشكل غير لائق وأجبروا بعض الصبية المعتقلين على الرقص، كما أشعلوا النار في منازل عائلات مقيد ومهدي وكحلوت وسرور أمامنا بينما كنا جالسين في الشارع”.

وبعد ساعتين، تم نقل لباد شمال غزة مباشرة إلى الشاطئ بالقرب من كيبوتز زيكيم، ثم تم نقله "مقيد اليدين ومعصوب العينين" إلى معسكر للجيش قال الجنود الإسرائيليون للسجناء إنه يقع في أوفاكيم، وهي مدينة أبعد في الداخل الإسرائيلي.

هناك تم جمع سكان غزة في ملاجئ محاطة بالأسلاك الشائكة، وكان هناك ما بين 500 و700 رجل يشرف عليهم موقعان مرتفعان للحراسة للجنود الإسرائيليين، وكان على الرجال أن يركعوا وأعينهم مغطاة من الساعة الخامسة صباحًا حتى منتصف الليل.

قال لباد: "أي محاولة لتغيير وضعيتك أو إزالة العصابة عن العينين كانت تؤدي إلى عقاب، بما في ذلك الوقوف مع رفع اليدين فوق الرأس لمدة ثلاث ساعات تقريبًا والضرب".

وجرى التحقيق مع أحد المحققين الذي سخر من عمله قائلا: "سأعلمك حقوقك جيدا في السجن".

وبعد خمسة أيام من أمره بالخروج من منزله، تم نقله مرة أخرى، وقال إنه تعرض للضرب على ضلوعه أثناء النقل، وكان يعاني من آلام شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من النوم لمدة ليلتين.

وأخبره سجناء آخرون بأن المنشأة الجديدة تقع في حي جبل المكبر بالقدس، تم نقله ظهر اليون الأول هناك لاستجواب لمدة 10 ساعات، وبدأ المحقق الإسرائيلي المقابلة بإخبار لباد بأنه مريض عقليا ولا يتناول أي دواء، وطالب بمعلومات عن حماس والجهاد الإسلامي، وعندما قال لباد إنه ناشط مدني ولا يعرف شيئًا عن الجماعات المسلحة أصبح الرجل أكثر ذكاءً، وقال لباد: "هددني المحقق وشتمني بألفاظ بذيئة، وقام بضربي على وجهي، ثم وضع عصابة على عيني وذهب ليشرب الشاي أو يتناول الغداء، وعند عودته كان يسألني نفس الأسئلة عن حماس وأجيب بأنني لا أعرف أي تفاصيل وأن علاقاتي الاجتماعية محدودة للغاية".

وفي نهاية المقابلة، تم تعصيب عينيه واقتيد للجلوس في الخارج في ليلة شديدة البرودة، حيث كان يسمع الآخرين وهم يتعرضون للضرب، وأضاف أنه تعرض بعد ذلك للاعتداء، قائلًا: "بعد أن لم أتمكن من تحمل البرد القارس، جاء بعض الجنود وضربوني وقالوا لي: "كل كلب له يومه"، وهو ما اعتبره تهديدًا بالقتل.