رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم ينقلب على «مجرم الحرب».. تصاعد المطالبات برحيل «نتنياهو».. المتطرف الأنانى يثير غضب الجميع

نتنياهو
نتنياهو

سلطت عدة تقارير صحفية الضوء على تزايد حالة العزلة والضغوط التى يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى ظل جرائمه وإخفاقه فى حرب غزة، وتصاعد الرفض الشعبى له لعدم تحقيقه أيًا من الأهداف المعلنة للحرب، إلى جانب انقسام حكومته وتزايد خلافاته الدبلوماسية مع عدد من قادة دول العالم، لرفضه أى محاولات لوقفها.

وأشارت التقارير إلى تزايد الفجوة بين إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن و«نتنياهو»، الذى أصدر مكتبه بيانًا قال فيه إنه يعارض أى شكل من أشكال السيادة الفلسطينية على قطاع غزة فى مرحلة ما بعد الحرب، مع إصرار حكومته اليمينية المتطرفة على إطالة أمد الحرب.

ضغوط متزايدة من عائلات المحتجزين.. والجيش يهدد بـ«قوة جولانى» للسيطرة على الأوضاع

قالت شبكة «سى إن بى سى نيوز» إن أبرز الضغوط الحالية التى تواجه حكومة بنيامين نتنياهو هى تزايد الاحتجاجات خارج منزل رئيس الوزراء، وانضمام كثير من الإسرائيليين إلى مجموعة تمثل عائلات أكثر من ١٠٠ محتجز لدى حركة «حماس» الفلسطينية فى قطاع غزة.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن عائلات المحتجزين تطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات جادة لإطلاق سراح ذويهم فى قطاع غزة، خوفًا من أن يؤدى النشاط العسكرى الإسرائيلى فى القطاع إلى تعريض حياتهم لمزيد من الخطر.

وأشارت إلى أن «نتنياهو» يتعرض لضغوط أخرى شديدة لاسترضاء أعضاء ائتلافه اليمينى الحاكم، من خلال تكثيف الحرب ضد «حماس»، فى حين يواجه دعوات لضبط النفس من الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل.

ونوهت ببيان مكتب رئيس الوزراء، يوم الجمعة الماضى، بعد أول محادثة له مع الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ ما يقرب من شهر، موضحة أن موقف «نتنياهو» بشأن غزة ما بعد الحرب لم يتغير، فى ظل تأكيده أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على المنطقة بعد تدمير «حماس»، وهو مطلب يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية.

ولفتت إلى أن «بايدن» قال، للصحفيين، إن هناك عددًا من الاقتراحات من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بينما قال «نتنياهو»، فى المقابل، إن إسرائيل يجب أن تقاتل حتى تحقق النصر الكامل وإن «حماس» لم تعد تشكل تهديدًا، لكنه لم يوضح كيف سيتم تحقيق ذلك.

وذكرت أن عضو مجلس الوزراء الحربى الإسرائيلى وقائد الجيش الإسرائيلى السابق جادى آيزنكوت، قد قال إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتأمين إطلاق سراح المحتجزين، منوهة بأن هذا التعليق ينطوى على انتقاد لاستراتيجية إسرائيل الحالية.

وأكدت أن منتقدى «نتنياهو» يتهمونه بمنع إجراء نقاش على المستوى الوزارى حول سيناريو ما بعد الحرب فى غزة، ويقولون إنه «يماطل» لمنع الصراع داخل ائتلافه، ويصر على أن السبيل الوحيد لتأمين عودة المحتجزين هو «سحق حماس» من خلال الوسائل العسكرية.

وأفادت بأن أكثر من ١٣٠ محتجزًا إسرائيليًا لا يزالون فى غزة، ويعتقد أن حوالى ١٠٠ منهم ما زالوا على قيد الحياة.

وأضافت الشبكة الأمريكية أن إخفاقات «نتنياهو» زادت من الغضب المحلى، حيث أصبحت الاحتجاجات دائمًا فى محيط منزله، وأدى إبعاد الشرطة عددًا من المحتجين إلى مناوشات عنيفة.

ونقلت عن إحدى عائلات المحتجزين قولها: «لا يمكننا أن نتحمل ذلك بعد الآن، لقد طلب منا أن نجلس هادئين وندع الحكومة تقوم بعملها، ولكنها فشلت فى تحقيق أى نتيجة خلال الأشهر الماضية».

وضمن حالة الغضب من رئيس الوزراء الإسرائيلى، كشف موقع «واللا» العبرى عن أن وزير الجيش الإسرائيلى، يوآف جالانت، حاول اقتحام مكتب «نتنياهو»، وكاد ينشب شجار بالأيدى بسبب الاعتراض على طريقة إدارته حرب غزة والأزمة المستمرة منذ شهور.

وأكد الموقع العبرى أن «جالانت» صعّد من خلافاته مع «نتنياهو»، وهدد وزير الشئون الاستراتيجية، رون ديرمر، بسيطرة الجيش على الأمور، من خلال إحضار «قوة جولانى» للسيطرة على الوضع فى مجلس الحرب، الذى يقوده «نتنياهو» منذ بدء الحرب على غزة.

وأشار إلى أن محاولة الاقتحام جاءت عقب تقرير، كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية، أكد أن «نتنياهو» أقصى «جالانت» عن أمور كثيرة بشأن الحرب، من بينها الاتفاق الأخير مع «حماس» بشأن إدخال الدواء إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة مقابل إدخال كميات من الأدوية إلى قطاع غزة.

انتقاد عالمى متصاعد لاستمرار الاعتداءات ورفض حل الدولتين

بالتزامن مع الرفض المحلى، يتصاعد الرفض الدولى لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وحكومته المتطرفة.

قال وزير الدفاع البريطانى جرانت شابس لشبكة «سكاى نيوز» البريطانية إنه من «المخيب للآمال أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لا يؤيد إقامة دولة فلسطينية، ولا يؤمن بحل الدولتين».

وأضاف: على الرغم من أنه قال ذلك بكل إنصاف طوال حياته السياسية، على حد علمى، لكنى لا أعتقد أننا سنصل إلى حل ما لم يكن هناك حل الدولتين»، مشيرًا إلى وجود انقسامات متزايدة داخل القيادة السياسية الإسرائيلية.

وردًا على الانتقادات، أفاد بيان صاغه مكتب «نتنياهو» بأنه أبلغ الرئيس الأمريكى جو بايدن بأنه لم يستبعد بشكل قاطع إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة أقل من الكاملة، خاصة أن هذا الخيار المحتمل ذكره «بايدن» فى تصريحاته بعد مكالمة بينهما يوم الجمعة الماضى.

وكذلك، أدانت فرنسا، يوم السبت، ما وصفته بالهجوم على المستشفى الميدانى، وأثنت على الأردن جهودها من أجل مساعدة المدنيين فى غزة، التى قالت إن باريس دعمتها لوجستيًا.

وأوضحت «سكاى نيوز» أن حادثة الهجوم على المستشفى الميدانى أدت إلى توتر العلاقات، المتوترة بالفعل، بين إسرائيل والأردن، التى تحتفظ بمستشفيين ميدانيين فى قطاع غزة، أحدهما فى الشمال والآخر فى خان يونس، أصبحا وجهة للعديد من الفلسطينيين من سكان غزة الذين نزحوا بسبب الحرب، رغم القتال حولهما.

الأمم المتحدة: 70% من ضحايا عدوان غزة نساء وأطفال

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء والأطفال يمثلون حوالى ٧٠٪ من الأشخاص الذين قتلوا فى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن والدتين تقتلان كل ساعة منذ بداية الأزمة الراهنة.

وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، إن الأزمة فى غزة تؤثر على النساء والفتيات بمستويات كارثية وغير مسبوقة من حيث الخسارة فى الأرواح وحجم الاحتياجات الإنسانية، مضيفة أن نحو ٢٥ ألف فلسطينى قتلوا فى غزة، من بينهم أكثر من ١٧ ألف امرأة وطفل، وذلك حسب بيان صدر أمس عن مركز إعلام الأمم المتحدة.

وأكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فى أحدث دراسة أصدرتها بشأن تأثير الأزمة فى غزة على النوع الاجتماعى، أن غزة تشهد أزمة حماية للنساء، وأن من بين ١.٩ مليون نازح، هناك ما يقرب من مليون امرأة وفتاة يبحثن عن ملجأ فى ظروف إيواء محفوفة بالمخاطر، إلا أن غزة لا يوجد بها مكان آمن.

وذكرت أن القرارات الصعبة بشأن الإخلاء وكيفية القيام بذلك وتوقيته والجهة المقصودة تترسخ فى المخاوف والتجارب المتباينة بين الجنسين، حيث تظهر المخاطر المرتبطة بالنوع الاجتماعى، بما فى ذلك الهجمات والمضايقات على طول طرق النزوح.

وأضافت أن ما لا يقل عن ٣ آلاف امرأة ربما أصبحن أرامل وربات أسر، وفى حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة الغذائية، وربما فقد ما لا يقل عن ١٠ آلاف طفل آباءهم، وفى هذا السياق تخشى مزيد من النساء أن تلجأ الأسر إلى آليات التكيف اليائسة بما فى ذلك الزواج المبكر.

«أسوشيتد برس»: الحكومة الإسرائيلية بعيدة عن تحقيق أهدافها لتدمير حماس 

رأت وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، الأمريكية، أن الحكومة الإسرائيلية تبدو بعيدة عن تحقيق أهدافها المتمثلة فى تدمير حماس وتحرير أكثر من ١٠٠ محتجز إسرائيلى.

وأشارت الوكالة، فى سياق تقرير نشرته أمس، إلى أن مستوى الموت والدمار والتشريد الناجم عن الحرب أصبح بالفعل غير مسبوق فى الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى المستمر منذ عقود، كما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب فى قطاع غزة إلى أكثر من ٢٥ ألف شخص، وفقًا لبيانات وزارة الصحة فى القطاع، ومع ذلك يقول المسئولون الإسرائيليون إن القتال من المرجح أن يستمر لعدة أشهر أخرى.

وقد أدى التقدم البطىء ومحنة المحتجزين فى غزة إلى الانقسام بين الإسرائيليين العاديين وقادتهم، حتى فى الوقت الذى يهدد فيه الهجوم بإشعال حرب أوسع نطاقًا تشمل جماعات مدعومة من إيران فى لبنان وسوريا والعراق واليمن تدعم الفلسطينيين.

ولم تحقق الولايات المتحدة، التى قدمت الدعم الدبلوماسى والعسكرى الأساسى للهجوم، سوى نجاح محدود فى إقناع إسرائيل بتبنى تكتيكات عسكرية تقلل من تعرض المدنيين للخطر وتسهل إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية، كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الدعوات الأمريكية والدولية لخطط لما بعد الحرب من شأنها أن تشمل الطريق إلى إقامة الدولة الفلسطينية. وذكرت «أسوشيتد برس» أنه على الرغم من تعهد «نتنياهو» بمواصلة الهجوم حتى تحقق إسرائيل ما وصفه بـ«النصر الكامل» على حماس وتعيد جميع المحتجزين المتبقين، فإن بعض كبار المسئولين الإسرائيليين بدأوا يعترفون بأن هذه الأهداف قد يكون من المستبعد تحقيقها. وقال عضو مجلس الوزراء الحربى الإسرائيلى وقائد الجيش الإسرائيلى السابق، جادى آيزنكوت، إن السبيل الوحيد لتحرير المحتجزين المتبقين هو وقف إطلاق النار، وانتقد نتنياهو قائلًا: «إن المزاعم التى تقول عكس ذلك هى بمثابة أوهام».

«الأوبزرفر» البريطانية: حان وقت تغيير رئيس الوزراء الإسرائيلى لجرائمه وفشله وتطرف حكومته

قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، فى افتتاحيتها أمس الأول، إنه كان من الواضح قبل وقت طويل من عملية «طوفان الأقصى»، التى نفذتها حركة «حماس» الفلسطينية فى ٧ أكتوبر الماضى، إن إسرائيل فى حاجة ماسة إلى «تغيير القيادة»، وهذه الحاجة أصبحت ملحة الآن فى ظل إخفاقات «نتنياهو».

وأضافت «الأوبزرفر»: «كان يتعين على (نتنياهو) أن يستقيل بسبب الإخفاقات الأمنية التى تسببت فى عملية (طوفان الأقصى)، وبدلًا من ذلك، ألقى باللوم على الآخرين، وقال إن الأزمة تتطلب منه البقاء وقيادة حرب لتدمير الإرهابيين، وقد وعد مرارًا وتكرارًا بتحقيق (النصر الكامل) وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، لكنه فشل مرارًا وتكرارًا فى تحقيق ذلك».

وأوضحت الصحيفة أن أعمال العنف المستمرة لم يسبق لها مثيل، كما أن حركة «حماس» لم تهزم، وما زال العديد من الإسرائيليين محتجزين، والدولة الإسرائيلية منقسمة حول التكتيكات والتسوية طويلة الأمد، ما يعنى أن «نتنياهو» يجب أن يرحل.

وأشارت إلى أن غزو واحتلال غزة، الذى بدأ فى أكتوبر، يتحول الآن إلى كارثة بالنسبة لإسرائيل، كما هو كارثة بالنسبة للفلسطينيين، حيث استشهد ما يقرب من ٢٥ ألف فلسطينى، وحذرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضى، من أن ٢.٢ مليون شخص يواجهون ظروف المجاعة، التى تفاقمت بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة وعرقلة المساعدات الإنسانية، كما أن معظم المنازل فى شمال القطاع أصبح غير صالح للسكن، وتعتبر غزة الآن أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة للأطفال.

وتابعت: «إن مثل هذا البؤس لا يوصف، ويشكل عارًا للجميع».

ولفتت إلى أن «حرب نتنياهو» أدت إلى انتكاسة عملية التطبيع بموجب «اتفاقات إبراهيم» بين إسرائيل والدول العربية، بعد أن عزلت إسرائيل دوليًا إلى درجة غير عادية، وفقًا للتصويتات الأخيرة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنها تواجه اتهامات فى محكمة العدل الدولية فى لاهاى بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية، كما أن العلاقات مع الدول الأوروبية الصديقة متوترة للغاية.

وأفادت بأنه أصبح من الواضح للجميع تقريبًا أن اعتماد «نتنياهو» على الوزراء المتطرفين اليمينيين يشوه عملية صنع القرار، ويشعر العديد من الإسرائيليين بالفزع من «سلوك نتنياهو الأنانى والمدمر»، مع تزايد الضغوط الداخلية من أجل تغيير رئيس الوزراء وإيقاف الحرب ووضع استراتيجيات لما بعدها.

وأكدت «الأوبزرفر» أن استطلاعات الرأى تشير إلى أن الجمهور الإسرائيلى لم يعد يثق فى «نتنياهو» ويريد رحيله، كما تشير إلى تراجع مكانة حزبه «الليكود» أيضًا، فيما تطالب أحزاب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة.