رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صمود حماس يثير دهشة واشنطن.. تقرير سرى يكشف أسباب فشل العدوان الإسرائيلى على غزة

حماس
حماس

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن أن صمود حركة "حماس" مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الرابع، أثار دهشة الاستخبارات الأمريكية التي كشفت عن أن الاحتلال الإسرائيلي بعد أكثر من 100 يوم للحرب قتل فقط ما بين 20% و30% من مقاتلي الحركة، ما أدى إلى تقليل الولايات المتحدة من هدفها وعدم اعتبار "حماس" تهديدا أمنيا كبيرا، وفقًا لما كشف عنه تقرير سري أمريكي.


"حماس" ليست تهديدًا أمنيًا وصمودها يثير الدهشة الأمريكية.. ماذا يحدث؟

وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن الإحصائيات الحقيقية لخسائر حركة حماس لا ترقى لأي هدف أو إحصائيات يعلن عنها الجيش الإسرائيلي، حيث أظهرت الحركة قدرة رائعة على الصمود بعد 3 أشهر من حرب وحشية دُمرت خلالها مساحات واسعة من قطاع غزة.

وتابعت أن التقرير الاستخباراتي الأمريكي كشف عن أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفي من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل والقوات الإسرائيلية في غزة لعدة أشهر، وأن الجماعة تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها في أجزاء من مدينة غزة، وفقًا لمسئولين أمريكيين كشفوا ذلك في تقرير سري.

وأضافت أن المسئولين الإسرائيليين اعترفوا سرًا بأن الحرب الشرسة التي تضمنت حملة جوية وبرية وبحرية عدوانية على قطاع غزة أسفرت عن ارتقاء الآلاف من الضحايا المدنيين، ولم تحقق ولو جزءًا بسيطًا من هدفها الأساسي المتمثل في القضاء على حركة حماس.

آليات حماس تفسد مخططات الاحتلال الإسرائيلى

وقال محللون عسكريون إن تكتيكات حماس تتمثل في العمل في مجموعات أصغر، والاختباء بين الكمائن التي تنصب للقوات الإسرائيلية، في حين من المرجح أن يتولى المقاتلون الأفراد المزيد من المهام لتعويض النقص الذي خلّفه رفاقهم القتلى، ما يعني أن استراتيجية حماس العسكرية تفوقت على المخططات الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفشل وتكبد خسائر كبرى دفع الجيش الإسرائيلي للانسحاب من شمال غزة، ومحاولة تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة في جنوب القطاع للبحث عن المعاقل الرئيسية للحركة، لتثار تساؤلات ودهشة من سر صمود حركة حماس حتى الآن وفشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها.

وفي الوقت نفسه، بدأ مسئولو إدارة جو بايدن في تقليص توقعاتهم للحرب، ما أدى إلى تراجع حماس كتهديد أمني، وبالتالي ضرورة تدميرها بالكامل، كما حثت الولايات المتحدة إسرائيل على تحويل الحرب نحو عمليات أكثر استهدافًا تستهدف قيادة حماس فقط، وعلى الرغم من أن حماس تكبدت آلاف الضحايا، وفقا للتقييمات الأمريكية والإسرائيلية، إلا أنها لا تزال قادرة على الصمود في هذا الصراع، حسبما قال مسئولون عسكريون إسرائيليون حاليون وسابقون.

وقال مسئول عسكري إسرائيلي كبير عن هدف حماس: "بعد فشل الهدف، ليس علينا أن نفوز، كل ما علينا فعله الآن ألا نخسر".

وأوضحت الصحيفة أن معظم المسئولين والمحللين الإسرائيليين والأمريكيين كانوا يعتبرون الجماعة تشكل تهديدا يمكن القضاء عليه من قبل إسرائيل، ولكن بعد حرب وحشية تسببت في ارتقاء أكثر من 24 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ونزوح 1.9 مليون شخص في غزة، وتدمير البنية التحتية للقطاع بالكامل، ثبت صحة تصريحات حماس بأنها لم تتكبد أي خسائر كتلك التي تدعيها إسرائيل.

الولايات المتحدة: حماس تمتلك 30 ألف مقاتل

وقدرت الولايات المتحدة أن الحركة كان لديها ما بين 25 ألفا و30 ألف مقاتل قبل الحرب، بالإضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة والقوات الأخرى، كما قدرت إسرائيل أن عدد مقاتلي الحركة يبلغ 30 ألفًا أو أكثر، ولكن التقدير الأمريكي، الذي تم تضمينه في تقرير سري في وقت سابق من هذا الشهر، تم استخلاصه من الاتصالات التي تم اعتراضها، وتحليل الآثار في غزة، ومراقبة الطائرات دون طيار للمنطقة، والمعلومات الاستخبارية التي قدمها الإسرائيليون.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ادعت مقتل ما يقرب من 9 آلاف مقاتل من حماس، فضلًا عن إصابة الآلاف، ولكن التقييمات الأمريكية التي تمت بناء على تحليلات وصور الأقمار الصناعية والبيانات الاستخباراتية كشفت عن أن البيانات الإسرائيلية مبالغ بها إلى حد كبير.

وقال مسئول أمريكي مطلع على التقييم إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن ما بين 10500 و11700 مقاتل من حماس أصيبوا، وأن الغالبية العظمى منهم سيعودن للقتال مرة أخرى في أقرب وقت.

وقال الجنرال المتقاعد بالجيش جوزيف فوتيل، الذي قاد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط: لقد أظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على القتال بشكل مذهل.

وأوضحت الصحيفة أنه في علامة أخرى على مرونة المجموعة، في الشمال، حيث تم تدمير جزء كبير من مدينة غزة ومناطق أخرى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال، تحاول حماس إعادة تأكيد سلطتها من خلال نشر مجموعات صغيرة من الشرطة وخدمات الطوارئ للقيام بدوريات في الشوارع، حسب مسئولين إسرائيليين وسكان فلسطينيين. 

وقال ضابط عسكري إسرائيلي إن سلطات حماس المرتبطة بوزارة الداخلية في غزة عادت إلى مدينة غزة، بما في ذلك المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في السابق، والذي أكمل انسحابا كبيرا لقواته في وقت سابق من هذا الشهر.