رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وول ستريت جورنال": الانسحاب الإسرائيلى من شمال غزة يعكس فوز حماس بالحرب

الحكومة الإسرائيلية
الحكومة الإسرائيلية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التخبط والفوضى التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية منذ الانسحاب من شمال قطاع غزة، تكشف مدى شعور إسرائيل بأنها مضطرة للانسحاب، ليس لأنها حققت أهدافها المزعومة في الحرب، ولكن بسبب الضغوط الدولية والانقسامات الحكومية الكبرى بشأن مدى فعالية الحرب والفشل في تحقيق أي نصر عسكري أو استراتيجي على حركة حماس.

هذا بالإضافة إلى تعالي الأصوات التي تؤكد أن القضاء على حركة حماس هو ضرب من الخيال، لأنها ليست مثل تنظيم داعش، فهي في النهاية حركة مقاومة تحظى بشعبية في الشعب الفلسطيني ومتجذرة في قطاع غزة.

فوضى وتخبط.. الاحتلال الإسرائيلي يشتعل من الداخل 

 


وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل سحبت آلاف القوات من غزة بعد ضغوط من الولايات المتحدة، للانتقال إلى مرحلة أكثر جراحية من حربها ضد حماس، وهي خطوة أثارت مخاوف بعض المسئولين الإسرائيليين من أن الانسحاب قد يترك البلاد عرضة لتصاعد آخر في النشاط المسلح.

إسرائيل تخاطر بتقويض هدفها الاستراتيجي المتمثل في القضاء على حماس

وتابعت أن القرار بسحب إحدى الفرق الإسرائيلية الأربعة في غزة يمنح إسرائيل الفرصة لنشر قوات في بؤر التوتر الأخرى، مثل الاضطرابات في الضفة الغربية، والتي ظهرت منذ بداية الغزو الإسرائيلي لغزة، ولكن بسحب قواتها من القطاع، تخاطر إسرائيل بتقويض هدفها الاستراتيجي المتمثل في القضاء على حماس، مما يعرض البلاد لتجدد الهجمات، وتأكدت هذه المخاوف في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما تم إطلاق وابل من الصواريخ من وسط غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي، وهي المنطقة التي كانت تعمل فيها الفرقة 36 حتى انسحابها في اليوم السابق. 
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاجاري، إن وابل الصواريخ أُطلق من موقع يبعد ما يزيد قليلًا على ربع ميل عن مجموعة من القوات الإسرائيلية.

 في حالة عدم تحقيق انتصار شامل على حماس قد تضطر إسرائيل لإرضاء نفسها بأهداف أقل طموحًا

بينما قال أهرون بريجمان، أستاذ العلوم السياسية في كينجز كوليدج في لندن والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، إنه في حالة عدم تحقيق انتصار شامل على حماس، قد تضطر إسرائيل إلى إرضاء نفسها بأهداف حرب أقل طموحًا.
وتابع: "على الرغم من أن إسرائيل لن تعترف بذلك رسميًا أبدًا، إلا أنه لا يمكن تحقيق هدف الإطاحة بحماس، لا الآن ولا في المستقبل، ولم يكن من المنطقي أن يكون هذا هدف الحرب من البداية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، إنه متمسك بأهداف الحرب المعلنة أصلًا، وهي القضاء على حماس.

الولايات المتحدة على منع نشوب حرب إقليمية أوسع

وأوضحت الصحيفة أنه في ظل فشل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تحقيق أهدافها، تعمل الولايات المتحدة على منع نشوب حرب إقليمية أوسع، حيث يؤدي استهداف الحوثيين للسفن المتجهة إلى إسرائيل إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وتابعت أن الانسحاب الإسرائيلي يأتي أيضًا في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متجددة في أماكن أخرى، بما في ذلك الضفة الغربية، التي شهدت ثلاث غارات إسرائيلية في وقت مبكر من يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين على الأقل. 
وقال الجيش الإسرائيلي إن هجومًا على سيارة في نابلس أدى إلى مقتل نشطاء كانوا يخططون لشن هجمات مستقبلية، ومنذ بداية غزو غزة، تصاعدت التوترات في الأراضي المحتلة، حيث واجه الفلسطينيون زيادة في البطالة بعد أن أغلقت إسرائيل دخول العمال من الضفة الغربية.

وقال سعد نمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، في مقابلة أجريت معه، إن الشدة المتزايدة في محاولات الجيش الإسرائيلي لاجتثاث جيوب التشدد كانت لها نتائج عكسية، مما أدى إلى نموها بدلًا من ذلك.