رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس أكبر الخلافات السياسية في إسرائيل.. خلافات شخصية وفوضى بسبب غزة

نتنياهو
نتنياهو

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن اشتعال الخلافات بين أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي والتي بدأت تتسرب إلى العلن، مما يهدد بتقويض الاستراتيجية العسكرية التي تنتهجها إسرائيل في غزة في مرحلة حاسمة من الصراع.


وبحسب وول ستريت جورنال، فإن المجموعة الصغيرة من صناع القرار في زمن الحرب - رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت وبيني جانتس – كشفوا علنًا حول أكبر معضلتين يواجهانهما: ما إذا كان ينبغي على إسرائيل التفاوض لإنهاء الصراع وتحرير المحتجزين، ومن يجب أن يحكم القطاع بعد انتهاء الحرب.


خلافات كبرى في إسرائيل.. ماذا يحدث داخل حكومة نتنياهو


 

وتابعت وول ستريت جورنال أن الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية تعكس خلافات شخصية ومهنية طويلة الأمد بين المشرعين، الذين اجتمعوا بعد عملية طوفان الأقصى لتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواصلة الحرب وطمأنة الإسرائيليين، حيبث جمعهم عدو مشترك، ولكن مع تصاعد الضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين في غزة، وفشل الحكومة في إعادة جميع المحتجزين، عادت الانقسامات بين القادة إلى الظهور.

وقال جالانت يوم الإثنين إن لتردد السياسي بشأن من سيتولى مسؤولية غزة ما بعد الحرب سيضر بالحملة العسكرية.
وأفادت وول ستريت جورنال بأنه في خطته التي أوضحها هذا الشهر، دعا غالانت إلى الحكم الذاتي الفلسطيني وتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع شركاء أوروبيين وشرق أوسطيين، للإشراف على إعادة تأهيل القطاع، وتريد الولايات المتحدة أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد تنشيطها مهامها بمساعدة الدول العربية.
وتابعت الصحيفة أن ما زاد من تعقد الأمور في الداخل الإسرائيلي هو رفض نتنياهو مناقشة مرحلة ما بعد الحرب مع أعضاء الحكومة، خصوصًا بعد رفض مقترح عودة السلطة الفلسطينية لتولي الحكم في غزة بضغط من الائتلاف اليميني المتطرف.
وقال جالانت يوم الاثنين: "إن نهاية الحملة العسكرية يجب أن تكون مبنية على عمل سياسي".
وأوضحت الصحيفة أنه تحت ضغط من عائلات المحتجزين لدى حركة حماس في غزة  يسعى جانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية، ونائبه جادي آيزنكوت، للدخول في محادثات مع حماس لإعادة ما يقرب من 130 محتجزًا، وفي الوقت نفسه، يقول نتنياهو وجالانت، وكلاهما في حزب الليكود الحاكم، إن مواصلة الضغط العسكري على حماس سيجبر الحركة على تقديم تنازلات.
وقال رؤوفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: "من الواضح أن هناك فرقا هنا بين الجانبين، لو كان الأمر متروكًا لجانتس وآيزنكوت، فسيقبلون عرض حماس بوقف القتال والإفراج عن كافة المحتجزين، بينما يرفض نتنياهو هذا المقترح".

خلافات داخل إسرائيل بشأن مستقبل غزة

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من اتفاق نتنياهو وجانتس على استمرار الحرب، فإنهما على خلاف متزايد حول من يجب أن يحكم غزة بعد ذلك - وهو سؤال يصبح أكثر إلحاحا مع انتقال إسرائيل إلى مرحلة أقل حدة من حربها وسعيها لمنع حدوث فراغ في السلطة.
وتابعت الصحيفة أن حماس تستغل هذه الانقسامات الإسرائيلية، ونشرت شريط فيديو يوم الاثنين يظهر ما قالت إنها جثتي اثنين من المحتجزين في غزة، بينما وظهرت المحتجزة الثالثة، نوا أرغاماني، 26 عاما، على قيد الحياة في الفيديو، قائلة إن زملائها قتلا في غارات جوية إسرائيلية ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب.
وقال جالانت يوم الاثنين إن المرحلة الأكثر كثافة من القتال قد اكتملت في شمال غزة، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي يقترب من استكمال القتال العنيف في الجنوب، حول مدينة خان يونس.
وأكدت الصحيفة أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالكامل توافق على تصريحات جالانت أم لا، لأنه في وقت لاحق من تصريحاته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاجاري إن القتال في الجنوب سيستغرق منا وقتا، مؤكدًا أن الجيش أمامه المزيد من العمل للقيام به فوق الأرض وتحت الأرض في شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها حماس.

انقسام حكومة الحرب في إسرائيل يصيب دولة الاحتلال بالشلل

وقالت ميراف زونسزين، كبيرة المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية، إن الانقسامات في مجلس الوزراء الحربي في البلاد تخلق نوعًا من الشلل الذي يمنع الحكومة من تنفيذ استراتيجية فعالة.
وأضافت أن ذلك يمكن أن ينتهي بإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، مثلما احتلت جنوب لبنان لمدة 15 عامًا منذ الثمانينيات، ولكن في هذه الحالة لن تكون هناك استراتيجية للخروج.
وأكدت الصحيفة أنه بعد دخول الحرب شهرها الرابع، دمرت إسرائيل مساحات واسعة من القطاع، وشردت ما يقرب من مليوني شخص وأدت إلى نقص واسع النطاق في الغذاء والدواء، وتسببت في ارتقاء قرابة 24 ألف شهيد فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما تدعي إسرائيل أنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس وعطلت قدرة الجماعة على شن هجمات ضد إسرائيل، لكن إسرائيل لم تحقق هدفها الأولي من الحرب المتمثل في تدمير حماس بالكامل، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يسعى إلى العثور على الأنفاق وتدميرها، حيث يُعتقد أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، وآخرين يختبئون فيها.
وقالت زونسزين إنه من المرجح أن يكون غالانت مدفوعًا بمزيج من الحسابات السياسية والعسكرية عندما يتحدى نتنياهو علنًا لرفضه مناقشة الخطط لليوم التالي.
وتابعت: "أعتقد أنه يشعر بالمسؤولية تجاه إرسال أشخاص يبلغون من العمر 20 عامًا في مهمة من الواضح أنها فاشلة".