رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس وأسرار.. مصر تقود مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب فى غزة

غزة
غزة

جددت مصر جهودها للتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس، حيث تهدد الهجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر بتأثير كارثي على حركة التجارة العالمية، لتعكس مصر دورها الحيوي المستمر في هذه الأزمة، بما في ذلك قضية الإفراج عن المحتجزين.


كواليس محاولات مصر إنهاء حرب غزة

وأفادت صحيفة "تايمز" البريطانية بأن قناة السويس شهدت تراجعًا في عدد السفن التي تعبرها، وتُعدّ هذه القناة أحد مسارات الشحن الرئيسية في العالم ومصدر دخل أساسيًا لمصر، وتسعى مصر أيضًا لفرض التهدئة في غزة، حيث تقع أشهر منتجعاتها السياحية التي تحظى بشعبية كبرى بين الأجانب على ساحل البحر الأحمر القريب من حدودها مع قطاع غزة وإسرائيل.

وتابعت أن ممثلى حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تواجدوا في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، لإجراء مباحثات بشأن اتفاق محتمل بحسب مصادر أمنية رفعية المستوى.

وأضافت أنه منذ اشتعال الحرب، عملت مصر بجد مع كل الأطراف لتهدئة حدة الصراع، واستخدمت نفوذها للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وكانت مدينة رفح المصرية هى نقطة انطلاق للمساعدات من كل أنحاء العالم.

وأشارت إلى أن مصر كانت أيضًا قناة محورية استراتيجية في المفاوضات، حيث توسطت قطر وفرنسا في اتفاق مع إسرائيل وحماس لتوصيل أدوية عاجلة لنحو 45 محتجزًا إسرائيليًا في غزة، مقابل مساعدات إنسانية وطبية للمدنيين الأكثر ضعفًا، ومن المقرر أن تغادر الإمدادات قطر متوجهة إلى مصر اليوم الأربعاء وتدخل غزة عند معبر رفح الحدودي.

وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن الصفقة تعني إيصال الأدوية إلى جانب المساعدات الإنسانية الأخرى إلى المدنيين في قطاع غزة، في المناطق الأكثر تضررًا وضعفًا، مقابل توصيل الأدوية اللازمة لحالات الطوارئ.

وأوضحت الصحيفة أنه بخلاف دورها الرئيسي في المفاوضات، أجهضت مصر المحاولات الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

دور الوسيط

وأشارت إلى أن مصر تسعى للعب دور الوسيط فقط في هذه الحرب المتصاعدة، حيث رفضت من قبل طلب الولايات المتحدة للانضمام لتحالف حارس الرخاء في البحر الأحمر ومواجهة هجمات الحوثيين، التي تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.

وأوضحت أن التأثير السلبي على اضطرابات حركة المرور في قناة السويس لن يؤثر على مصر فقط، بل العالم أجمع، حيث تمر 12% من حجم التجارة العالمية عبر هذا الممر الملاحي الحيوي، كما أن 30% من سفن الحاويات تمر من خلاله.

وفي العام الماضي، بلغت إيرادات الحكومة المصرية من القناة 9.4 مليار دولار، ووفقًا لمقابلة على التليفزيون المصري مع أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، انخفضت حركة المرور بالفعل بنسبة 30% في الأسابيع الأخيرة.

وأكد مسئول أمني عربي رفيع المستوى أن مصر تدرك أن وقف الحرب في غزة هو الحل الوحيد لهذه الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، وليس مواجهة الحوثيين عسكريًا.

وتابع: "مصر تدرك جيدًا أن استمرار الحرب في غزة لن تكون نتائجه جيدة لأي طرف، وخصوصًا الاقتصاد العالمي، وتستغل نفوذها على أطراف الصراع من أجل التوصل لحل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين".

وأضافت الصحيفة أن مصر تتمتع بموقع جغرافي لا مثيل له، يمنحها القدرة على الضغط على كل أطراف الصراع للعودة إلى طاولة المفاوضات، فمصر تمتلك أدوات للضغط على حماس وإسرائيل أكثر من تلك التي تمتلكها قطر.