رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخططات نتنياهو من النهر للبحر.. قلق أمريكى واسع من الحكومة الإسرائيلية

نتنياهو
نتنياهو

عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لفترة طويلة ظهور دولة فلسطينية مستقلة لسنوات، ورفض أمام العالم إقامة هذه الدولة، وعمل على تقويض أي حل سلمي، وعزز من الانقسامات بين فتح وحماس، وعزل غزة عن الضفة الغربية، وتحالف مع حركة الاستيطان اليهودية اليمينية المتطرفة التي جعلت بشكل منهجي الدولة الفلسطينية المستقبلية غير قابلة للحياة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

مخططات نتنياهو تثير القلق فى الإدارة الأمريكية

وتابعت الصحيفة أنه في ظل شن إسرائيل حربًا عقابية ضد حركة حماس في غزة، يواجه نتنياهو نداءات دولية متجددة للمساعدة في إحياء حل الدولتين، ورؤية دولتين متميزتين إقليميا، واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين، والتي تتبناها على نطاق واسع من قبل إسرائيل، والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأشارت الحكومات العربية إلى أنها لن تستثمر في إعادة بناء غزة وتحقيق الاستقرار فيها بعد الحرب- التي شهدت استشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني وتسوية معظم الأراضي بالأرض- إلا إذا انخرطت إسرائيل في عملية سياسية ذات معنى مع الفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض أيضًا، على الأقل، يدعم كلامًا "تطلعات الشعب الفلسطيني" ويريد أن تدار غزة بعد الحرب من قبل السلطة الفلسطينية كجزء من تقارب أوسع يحيي احتمال حل الدولتين ويعزز التكامل، إسرائيل إلى جوارها العربي.

وتابعت أنه في السر، دفع كبار مسئولي بايدن بهذه الخطة إلى نظرائهم الإسرائيليين والعرب، وفي مكالمة هاتفية يوم الجمعة مع نتنياهو، ورد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح فكرة حل الدولتين حيث يكون أمن إسرائيل مضمونًا، وهو اعتراف بشكوك نتنياهو الطويلة الأمد حول التهديد الذي يشكله أي كيان فلسطيني مستقل على إسرائيل، وعندما سأله أحد الصحفيين، يوم الجمعة، عما إذا كان حل الدولتين مستحيلا تحت إشراف نتنياهو، أجاب بايدن: "لا، ليس كذلك".

وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية شهدت انقسامات عميقة، بشأن استراتيجية الحرب في غزة، ولم يستغرق نتنياهو وقتا طويلا لمناقضة بايدن. 

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت: "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على كامل المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن، وهذا أمر لا يمكن التوفيق فيه مع دولة فلسطينية"، مما أدى إلى القضاء على حديث بايدن المفعم بالأمل في مهده.

وفي بيان باللغة العبرية في اليوم التالي، أشار نتنياهو إلى سجله الحافل في إحباط حل الدولتين، وقال: "إصراري هو ما منع- على مر السنين- إقامة دولة فلسطينية كانت ستشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. وطالما أنني رئيس للوزراء، سأواصل الإصرار بقوة على ذلك".

ويوم الخميس، قبل التحدث مع بايدن، أعرب نتنياهو بالفعل عن رفضه جهود البيت الأبيض، وقال في مؤتمر صحفي: "على مدى 30 عاما، كنت متسقا للغاية، وأقول شيئا بسيطا للغاية، إن أي كيان فلسطيني ذي سيادة يمثل تهديدا أمنيا غير مقبول لإسرائيل".

وانضمت إلى نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من البرلمانيين في ائتلافه اليميني، الذين رددوا جميعا رفضه إقامة دولة فلسطينية، وقال ميكي زوهر، وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، في تغريدة على تويتر: "أقول بوضوح لكل من لا يزال عالقا في يوم 6 أكتوبر، لن نسمح أبدا بإقامة دولة فلسطينية، هذا هو التزامنا تجاه الشهداء والأبطال الذين سقطوا".

اليمين الإسرائيلى يقوض أجندة بايدن فى الشرق الأوسط

وأكدت الصحيفة أن عبارة "من النهر إلى البحر" أثارت جدلا في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث استشهد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين بالشعار مطالبين بالحرية والحقوق للفلسطينيين الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ويساوي العديد من الإسرائيليين هذه المطالب بالدعوات إلى محو الدولة الإسرائيلية، مستشهدين بخطاب حماس السابق، ودفع المشرعون في مجلس النواب الأمريكي بتشريع يعتبر الشعار "معاداة للسامية".

وتابعت أن نتنياهو وحزبه الحاكم، الليكود، لديهما رؤيتهما الثابتة الخاصة لما يجب أن يوجد بين النهر والبحر، ويصر البرنامج الأصلي لحزب الليكود على أنه "بين البحر ونهر الأردن لن يكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية"، والواقع الذي ترسخ في ظل حكومات نتنياهو المتعاقبة هو واقع التفوق اليهودي والسيطرة الإسرائيلية على عدد كبير من السكان الفلسطينيين الذين تقيد حياتهم بالصراعات.