رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري عبد الله: ضمور الخيال وشحوبه إشكالية حقيقية تواجه تطور الرواية

جانب من الندوة
جانب من الندوة

بدأت منذ قليل فعاليات  منتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور، بندوة لمناقشة "راهن الرواية العربية ومستقبلها، ويقدمها الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويشارك فيها الكتاب والروائيون، الدكتورة صفاء النجار، سمر نور، الدكتور شريف صالح، صبحي موسى.

وقال الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله "التحولات التي صاحبت النظرية النقدية في العالم، والانفتاح الذي شهدته الثقافة العربية على مثيلتها الأوروبية، ربما ستدفع بأفق التلقي للنظرية النقدية إلى مناحٍ أخرى أكثر رحابة، كما أن الأنواع الأدبية المختلفة قد شكلت سياقاتها النقدية المستقرة، من اصطلاحاتها إلى مناهجها إلى أدواتها الإجرائية.

 وأوضح أن الرواية تتقدم حين يتسع داخلها مدى التخييل، فضمور الخيال وشحوبه إشكالية حقيقية تواجه تطور الرواية، فاللجوء للسرديات الجاهزة، والخضوع لشروطها نقيض للفن، وضد الرواية بامتياز.

سيل من النظريات الحديثة  في نقد الرواية

 وأشار إلى ان "في نقد الرواية كنا أمام سيل من النظريات الحديثة، التي منحت هذا المفهوم المستقر معاني مختلفة، وأشكالا متعددة، فمن تطوير خطابات الماركسية والاستفادة من الاتجاه الاجتماعي في نقد الرواية إلى البنيوية بتنويعاتها، والتفكيك بتجلياته، والنقد الثقافي بالتماعاته، وصولا إلى آليات التحليل السردي الجديد.

ولفت عبد الله إلى ان "يقدم الخطاب النقدي الجديد للنص الروائي إمكانية نظرية لانفتاح مذهل على كافة الفنون والعلوم الإنسانية، وهذا الانفتاح بدا جزءًا من الممارسة الإبداعية ذاتها، غير أن التقنين العلمي للظواهر، والرصد الدال لتجلياتها يستلزم وعيا بالمنهج والنظرية النقدية ذاتها وتحولاتها، فضلا عن خبرة جمالية تستكشف ما وراء النص، وتعيد الاعتبار للعناصر الأكثر فنية داخله.

النص الأدبي يطرح منهج التفاعل النقدي معه

وذهب عبد الله إلى ان " النص الأدبي يطرح منهج التفاعل النقدي معه، فمن البنيوية التوليدية إلى التفكيك إلى الاهتمام بأدوات التحليل السردي الجديد، حتى التصورات المستقرة في البحث العلمي مثل المنهجين النفسي والتاريخي يمكن أن تخوض غمار هذا التفاعل الخلاق.

 أسئلة تخص مستقبل الرواية

واكد عبد الله  أن "ثمة أسئلة جمالية تخص مستقبل الرواية، منها ما يتصل بغياب المعيار، وإشكاليات الخطاب النقدي ذاته، فليس لدينا حركة نقدية متكاملة، وإنما لدينا آحاد من النقاد البارزين والفاعلين في المشهد الثقافي الراهن، وإذا أضفت إلى ذلك غياب الفلسفة، وعلم الجمال عن كثير من الأطروحات النقدية بوصفها إطارا معرفيا، ستقف على جوهر الأزمة، ومن الأسئلة الجمالية أيضا ما يتصل بالتباس التصورات حول مفاهيم الرواية الجديدة، والسرديات العابرة للنوع، وتراسل الأنواع الأدبية، وغيرها