رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نحو بيئة رقمية آمنة.. مسؤولية الجامعات في التصدي لمخاطر الإنترنت والتواصل الاجتماعي

مخاطر الانترنت
مخاطر الانترنت

تولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا كبيرًا بتوعية الشباب والطلاب من مخاطر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح متاحًا للجميع، وذلك عن طريق تدريس مناهج التوعية داخل الجامعات وكذلك في المدارس بالتعليم ماقبل الجامعي.

وأكد الدكتور عادل عبدالغفار المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنه تم إعداد محتوى علمي، يسمي بـ"التربية الإعلامية الرقمية" ودخوله في المقرر العلمي "قضايا المجتمع" الذي يُدرس بالجامعات المصرية، وشمل جميع المفاهيم والمهارات الخاصة بالإعلام الرقمي؛ لتحصين الطلاب ضد المحتويات الإعلامية المغرضة، وتنمية مهاراتهم في التعامل مع وسائل الإعلام الرقمي، مشرًا إلي أنه يأتي في إطار ما وجه به الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة المصرية من تبني مفهوم الحرب التنويرية والتوعية الشاملة؛ للحفاظ على الهُوية الوطنية، والثوابت، والأخلاقيات، والقيم الدينية المستنيرة للمجتمع المصري.

وأضاف عبدالغفار في تصريحات خاصة، أن الجامعات المصرية قامت بعمل العديد من ورش العمل والندوات التوعوية لمخاطر الإنترنت وكيفية استخدام مواقع الإنترنت بطريقة واعية وفعالة تفيد الطلاب في دراستهم ولا تضرهم، مشيرًا إلى أنه تم  تطوير المناهج الدراسية في مختلف التخصصات والمجالات؛ لإكساب الخريجين المهارات التي تحصنهم ضد مخاطر التكنولوجيا، وذلك بالتوسع في إنشاء العديد من البرامج الحديثة بالجامعات الأهلية والتكنولوجية الجديدة، مثل: (الأمن السيبراني، علوم البيانات، الروبوتات، المعلوماتية الطبية والحيوية، علوم الفضاء، التكنولوجيا الحيوية).

وأشار عبدالغفار إلى دور أكاديمية البحث العلمي، حيث لعبت دورًا كبيرًا في هذا التصدي للمواقع الإلكترونية الضارة بالطلاب والأطفال، وذلك عن طريق  إنتاج عدد من المسلسلات الدينية والتاريخية والعلمية، بالتعاون مع عدد من الجهات، من بينها الأزهر الشريف، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والتي من بينها إنتاج مشترك لمسلسل "نور والكوكب السعيد" والذي تم عرضه خلال شهر رمضان 2024، بالإضافة إلى إنتاج أربعة مسلسلات كارتونية أخرى تم عرضها على القنوات الفضائية المختلفة خلال الفترة الماضية، وهي (نور وبوابة التاريخ، نور والرحلات الخارقة، نور والكتاب العجيب، الأزهر الشريف).

خبير تربوي: توعية الطلاب بالجوانب السلبية المرتبطة بمواقع التواصل الاحتماعي

وقال الدكتور تامر شوقي، أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن طلاب الجامعة تعتبر من أكثر الفئات استخدامًا للهواتف والأجهزة الذكية باعتبارهم في مرحلة عمرية تمثل المراهقة الوسطى والتى تزداد فيها ميل المراهق إلى التعرف واستكشاف العالم الخارجي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاحتماعي.

وأضاف شوفي في تصريحات خاصة للدستور، أن مرحلة الجامعة يكون الطالب فيها أكثر استقلالًا عن أسرته ما يسمح له بالإفراط في استخدام التكنولوجيا، وتخف من عليه أعباء الاستذكار والامتحانات التى سبق أن مر بها في الثانوية العامة، بالإضافة إلى أن الدراسة الجامعية في ظل التعليم المدمج تتطلب من الطالب ضرورة أستخدام الأجهزة الذكية لإجراء الأبحاث وحضور المحاضرات التى يتم بثها من خلال المنصات التعليمية المختلفة، وكل هذه  العوامل تمهد الطريق أمام طلاب الجامعة إلى أن يكونوا أكثر ارتباطًا بالمواقع الالكترونية ووسائل التواصل المختلفة .

وأشار استاذ جامعة عين شمس، إلي أن الخطورة تكمن في زيادة استخدامهم لتلك المواقع ووسائل  التواصل في أمرين  الأول  قد يصل الأمر بهم إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وقضاء أوقات طويلة أمامها وبالتالي إهمال الطالب لدراسته واحتمال رسوبه، والأمر الثاتي احتمال تواصله مع مواقع أو جروبات مشبوهة تتعارض مع القانون والقيم الدينية والأخلاقية الأمر الذى يقتضي من وزارة التعليم العالي مواجهة تلك المخاطر الإلكترونية من خلال بعض الوسائل مثل:

توعية الطلاب بالجوانب السلبية المرتبطة بمواقع التواصل الاحتماعي، وعقد ندوات تضم رجال الدين للتوعية بحرمانية ما تتضمنه بعض التكنولوجيا الحديثة من مواقع تحض على القتل أو العدوان.

 وعقد ندوات لأساتذة علم النفس والاجتماع لتوضيح مخاطر إدمان الإنترنت وعمل ملصقات في جدران الكليات المختلفة للتوعية بمخاطر التكنولوجيا، وتوجيه الأساتذة للطلاب كل حسب تخصصه لإجراء ابحاث حول مخاطر التكنولوجيا، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات ثقافية وفنية ورياضية بين الطلاب.

نصائح لأولياء الأمور لمواجهة المخاطر الإلكترونية

وقدم الدكتور تامر شوقي، أستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس أولياء الأمور عدة نصائح مهمة لمواجهة المخاطر الإلكترونية مع أبنائهم وتتمثل في توعية الأبناء بمخاطر التكنولوجيا، وأنها تتضمن أحيانًا أشياء مضرة، وغرس القيم الدينية والأخلاقية في الأبناء في سن مبكرة.

ونصح شوقي أولياء الأمور بضرورة فتح باب الحوار والنقاش مع الأبناء حول مختلف الأمور حتى يصارحهم الأبناء في حالة وجود أشياء غير طبيعية على الإنترنت، واستغلال مواهب الأبناء في الرياضة أو الفن وتنميتها، وتنظيم أوقات استخدام أولادهم للانترنت مع مراقبتهم بشكل غير مباشر، وعدم عقاب الابن في حال تصريحه لهم بأنه استخدم الإنترنت بشكل سيئ، بل يجب توجيهه بأسلوب تربوي سليم.