رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للمرة الأولى فى التاريخ عقوبات أمريكية ضد إسرائيل.. ماذا يدور خلف الكواليس؟

جو بايدن
جو بايدن

حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من مخاطر مهاجمة مدينة رفح بجنوب غزة، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها مع مصر وقطر من أجل الضغط على إسرائيل لإعادة التفكير في سلوك الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، لتصل حد التحذيرات إلى التهديد بحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل إذا ما تجاوز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الخط الأحمر، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقال مسئولون إن وزارة الخارجية تدرس ما إذا كان بإمكانها تفعيل بند نادر الاستخدام في قانون المساعدة الخارجية، والذي يتطلب قطع الدعم المالي والعسكري لأي دولة تقيد تسليم المساعدات الإنسانية، ويعد السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ماريلاند) هو من بين المشرعين في الكونجرس الذين يدعون إدارة بايدن إلى استخدام هذا البند للحد من المساعدات المقدمة لإسرائيل.

وقال مسئولون أمريكيون إنهم ناقشوا خطوات أخرى، مثل الامتناع عن التصويت على قرار في الأمم المتحدة تعارضه إسرائيل أو عدم استخدام حق النقض (الفيتو) كعضو دائم في مجلس الأمن، كوسيلة للضغط على نتنياهو.

مواجهة محتملة بين نتنياهو وإدارة بايدن 

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العملية التي تلوح في الأفق هي مواجهة محتملة بين البيت الأبيض وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي ترى أن الهجوم حيوي لهزيمة حماس، الجماعة الإرهابية التي تصنفها الولايات المتحدة والتي أثار هجومها الدموي في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل الحرب.

ويريد المسئولون الإسرائيليون المضي قدما في الأشهر المقبلة لغزو مدينة رفح التي لجأ لها أكثر من مليون فلسطيني بعد الأوامر الإسرائيلية بإخلاء شمال ووسط غزة، لكن مسئولين أمريكيين كبار قالوا إنهم يحذرون إسرائيل من شن هجوم بري وجوي مباشر، متشككين في قدرتها على تطوير خطة فعالة لنقل السكان المدنيين بعيدًا عن الأذى قبل الهجوم.

وتابعت أنه في علامة على تزايد قلق البيت الأبيض بشأن رفح، حذر الرئيس بايدن يوم السبت من أن أي هجوم إسرائيلي سيتجاوز "الخط الأحمر" وترك الباب مفتوحا أمام احتمال قيام الولايات المتحدة بحجب بعض أنواع المساعدة العسكرية لإسرائيل إذا تسببت العملية في وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. 

وأضاف: "لا يمكننا قطع المساعدات بالكامل، ولكن هناك خطوط حمراء إذا ما تجاوزتها إسرائيل لا يمكن الصمت بأن يكون هناك ضحايا أكثر من 30 ألف فلسطيني مرة أخرى".

وتابعت الصحيفة أن البيت الأبيض اتخذ خطوات أخرى  في الأسابيع الأخيرة للضغط على نتنياهو أو تجاوزه، بما في ذلك إصدار تحذيرات أكثر وضوحا بشأن عملية رفح وإيجاد طرق جديدة لتوصيل المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة جوا وبحرا.

وظهر النهج الأمريكي المتشدد في اجتماع مغلق عقدته نائبة الرئيس كامالا هاريس في الأيام الأخيرة مع عضو مجلس الوزراء الحربي بيني جانتس، الذي قال إن القوات الإسرائيلية ستحتاج إلى التحرك إلى رفح للقضاء على مقاتلي حماس والتأكد من أنهم غير قادرين على تجميع صفوفهم.

وقال جانتس لمسئولين أمريكيين، وفقًا لمسئول إسرائيلي مطلع على اجتماعاته: "إن إنهاء الحرب دون نزع سلاح رفح يشبه إرسال رجال الإطفاء لإخماد 80% من الحريق".

وأبدت هاريس ومسئولون أمريكيون آخرون شكوكا عميقة بشأن جدوى عملية رفح بينما أعربوا عن قلقهم بشأن محنة الفلسطينيين في غزة الذين يكافحون من أجل البقاء دون إمدادات كافية من الغذاء والماء والدواء.

وقال المسئولون إن أي قرار بشأن شروط المساعدات العسكرية يعتمد على استعداد بايدن لمواجهة الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي قد يضر به مع مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية، من ناحية أخرى، فإن وضع شروط على المساعدة العسكرية يمكن أن يساعد بايدن لدى الناخبين العرب الأمريكيين، خاصة في ولاية ميشيجان المتأرجحة.

ويتعرض بايدن لضغوط من أعضاء حزبه للنظر في تكييف عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل إذا فشلت في حماية حياة الفلسطينيين، وهو احتمال أثاره بعض أقوى حلفاء الرئيس السياسيين.