رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز: حادث كابلات البحر الأحمر يعكس التهديد الأوسع للصراع بالشرق الأوسط

كابلات الاتصالات
كابلات الاتصالات بالبحر الاحمر

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الضرر الغامض الذي لحق بكابلات الاتصالات الحيوية تحت البحرالأحمر أثار مخاوف بشأن ما إذا كان الصراع في الشرق الأوسط قد بدأ الآن يهدد الإنترنت العالمي.

وأدى حادث في البحر الأحمر إلى قطع 3 كابلات بحرية تحت الماء توفر الإنترنت والاتصالات في جميع أنحاء العالم، على ما أفاد مسئولين يوم الإثنين لوكالة "أسوشيتد برس".

وعلى الرغم أن المسئولين لم يشيروا إلى الجهة المسئولة عن الحادث، إلا أن الشكوك تركزت حول جماعة الحوثيين في اليمن، التي هاجمت العديد من السفن في المنطقة، لكنهم نفوا مسئوليتهم.

وأضافت "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، أن هذا الحادث يسلط الضوء على التهديد الأوسع الذي يشكله الصراع في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بقدر أهمية المياه قبالة اليمن لاحتوائها على ممرات شحن حيوية، فهي أيضًا موقع بالغ الأهمية للكابلات البحرية التي تنقل البريد الإلكتروني وغيره من حركة المرور الرقمية بين آسيا والغرب؛ حيث يمر حوالي عشرة كابلات عبر المنطقة، ومن المقرر إنشاء المزيد منها.

وقال تيم سترونج، نائب رئيس الأبحاث في شركة  TeleGeography، التي تحلل سوق الاتصالات: إن "هذه الحزم من الألياف الزجاجية، التي يبلغ سمكها سمك خرطوم حديقة، مهمة للغاية؛ لأن أكثر من 90 بالمائة من حركة الاتصالات بين أوروبا وآسيا تمر عبر هذه الكابلات".

وبحسب التقرير فإنه في أواخر الشهر الماضي، لاحظت شركة "سيكوم"، وهي شركة متخصصة في توفير الاتصالات للدول الإفريقية، أن البيانات توقفت عن التدفق عبر خطها الذي يمتد من مومباسا، كينيا، عبر البحر الأحمر إلى الزعفرانة في مصر.

وفي الوقت نفسه، انقطع كابلان يربطان الغرب بالشرق، مما أثر على 25% من حركة المرور عبر المنطقة، وفقًا لتقدير شركة "إتش جي سي جلوبال كوميونيكيشن"، وهى شركة اتصالات مقرها هونج كونج.

سبب تعطيل الكابلات لا يزال غير واضح

وفي مقابلة من مكتبه في جوهانسبرج، قال برينش باداياتشي، كبير مسئولي العمليات الرقمية والعمليات في شركة  "سيكوم": "إن الأضرار التي لحقت بكابل شركته حدثت في قاع البحر الأحمر، في المياه اليمنية على عمق حوالي 650 قدمًا. أما الكابلان التالفان الآخران موجودان في مكان قريب".

وأكد باداياتشي، في تصريحاته لـ"نيويورك تايمز"، أن سبب ضرر الكابلات سيظل مجهولًا حتى تتمكن سفينة الإصلاح من سحب السلك لأعلى وفحصه، مرجحًا أن يكون السبب مرساة تجرها سفينة أو اضطرابًا في قاع البحر أو تخريب. 

وقال: "لن نتمكن من معرفة ذلك إلا بعد أن نرفع الكابل".

ترتيب إصلاحات كابلات البحر الأحمر أمر صعب

وأشار باداياتشي إلى أن شركة "سيكوم"، مع شركة "إي- مارين"، التي لديها قوارب في سلطنة عمان المجاورة، تعملان على معالجة المشكلة، لكن العمل يتطلب تقييم الوضع السياسي والحصول على تصاريح من اليمن، معربًا عن أمله في أن يبدأ العمل في وقت ما من الشهر المقبل.

كما أعرب باداياتشي عن غضبه من عدم الاستقرار الإقليمي الذي يعيق جهود الإصلاح، على الرغم من أن شركة "سيكوم" تمكنت من ترتيب إعادة توجيه معظم حركة المرور على الإنترنت عبر كابلات أخرى.

وقال: "نفضل أن تكون لدينا جداول زمنية محددة لا تمليها الأوضاع الجيوسياسية".

يشار إلى أن تدمير الكابلات في البحر الأحمر بعد أسابيع من تحذير الحكومة اليمنية الرسمية من احتمال قيام الحوثيين باستهداف الكابلات.