رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماع باريس ضغط على حماس وإسرائيل.. ملامح صفقة باريس لإنهاء حرب غزة

ضحايا العدوان الاسرائيلي
ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن فرص اجتماع باريس في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين والأسرى قد يحدث بنسبة 50% في ظل تقدم ملحوظ عن الجولات السابقة.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن الفريق الإسرائيلي المفاوض أجرى أمس في باريس محادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة في أحدث مؤشر على تقدم مبدئي نحو اتفاق قد ينهي الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.

واجتمع الوفد الإسرائيلي، الذي ضم رؤساء أجهزة المخابرات الداخلية والخارجية، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس وزراء قطر ومسئولين بارزين من مصر وأجروا محادثات يبدو أنها كانت أخطر وأهم مسعى منذ أسابيع للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة.

الجارديان: ضغوط على حماس وإسرائيل لإنهاء حرب غزة

وأوضحت "الجارديان" أن الضغوط تتزايد على حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق، فهناك مخاوف واسعة النطاق بين المراقبين من أن الهجوم الإسرائيلي الوشيك على مدينة رفح في جنوب غزة سيتسبب في مزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، وأن بداية شهر رمضان في أقل من ثلاثة أسابيع يمكن أن تشعل اضطرابات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة وتؤدي إلى تفاقم مخاطر حدوث حريق إقليمي.

فيما تزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي حسب الصحيفة إن حماس لديها أربع كتائب في رفح أو حولها وإن هجومها سيستمر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبا، بينما دعت واشنطن حليفتها الوثيقة إلى عدم شن هجوم على مدينة مكتظة بأكثر من مليون شخص نزحوا من أماكن أخرى في غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وفق الجارديان أن محادثات باريس هدفت بشكل أساسي إلى وضع قواعد إجرائية لمزيد من المفاوضات التي من شأنها التوصل إلى اتفاق.

وأكدت الجارديان أن معبر رفح يشكل أيضًا نقطة الدخول لجزء كبير من المساعدات التي تصل غزة والتي هي في أمس الحاجة إليها، وأي تعطيل إضافي لتدفق المساعدات غير الكافي بالفعل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة.

وقال مسئول من حركة حماس أمس الجمعة إن الحركة تنتظر لمعرفة ما سيعود به وسطاء الولايات المتحدة وقطر ومصر من محادثات باريس، مضيفا "ناقشنا اقتراحنا مع المصريين في القاهرة وسننتظر حتى عودتهم من باريس".

وأكدت وزارة الصحة في غزة أمس الجمعة أن ما لا يقل عن 29514 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 69616 آخرون في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ بداية الحرب.

ورغم أن المحادثات بشأن اتفاق جديد يتضمن سلسلة من وقف إطلاق النار على مراحل إلا أن المراقبين يقولون إن كلا الجانبين قد يقدمان الآن تنازلات، فقد رأت حماس أن الجماعات المتحالفة معها، مثل حزب الله اللبناني ليس مستعدا للمخاطرة بحرب شاملة مع إسرائيل لدعمها، وقد تكبدت خسائر كبيرة، حتى لو لم يُقتل أي من كبار قادتها في العمليات الإسرائيلية حتى الآن. 

وكذلك يقول محللون إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاج إلى تحسين العلاقات المتوترة بشكل متزايد مع واشنطن والرد على الاتهامات داخل إسرائيل بأنه ضحى بعودة المحتجزين من أجل بقائه السياسى،  ويعتقد الآن أن ما بين 30 و50٪ من المحتجزين قد ماتوا، ويقول أقاربهم إن الوقت ينفد بالنسبة لبقية المحتجزين.

ملامح صفقة باريس لإنهاء حرب غزة

وكشفت الجارديان عن الصفقة المرتقبة ستتضمن تنازلات مؤلمة من جانب إسرائيل مثل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجونها والانسحاب من غزة، لذلك سيعارضها السياسيون اليمينيون المتطرفون الذين يسمح دعمهم لنتنياهو بالبقاء في السلطة.

وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن فرص التوصل إلى اتفاق تبلغ حوالي 50%.

تفاصيل خطة نتنياهو بشأن غزة بعد الحرب

وبالتزامن مع مفاوضات باريس قالت الصحيفة إن نتنياهو عرض مساء الخميس على حكومته الأمنية خطة رسمية لغزة بعد الحرب تضمنت احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن، بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة وغزة وأن أي إعادة تأهيل لقطاع غزة، الذي تحول جزء كبير منه إلى أنقاض خلال الحرب، مشروط بمشاركة وموفقة إسرائيل ونزع السلاح الكامل في القطاع.

كما اقترح نتنياهو وجودا إسرائيليا على الحدود بين غزة ومصر في جنوب القطاع والتعاون مع مصر والولايات المتحدة في تلك المنطقة لمنع محاولات التهريب، بما في ذلك معبر رفح.

ولاستبدال حكم حماس في غزة مع الحفاظ على النظام العام، اقترحت خطة نتنياهو العمل مع ممثلين محليين "لا ينتمون إلى دول أو جماعات إرهابية ولا يحصلون على دعم مالي منها" وتدعو الخطة أيضا إلى إغلاق منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة واستبدالها بمجموعات إغاثة دولية أخرى، مع التأكيد على أن إسرائيل تتوقع الحفاظ على سيطرتها الأمنية على المنطقة.

وقد تشمل الإدارة الجديدة المقترحة ضم زعماء عشائر أو مجتمعات محلية، لكن لا يوجد دور للسلطة الفلسطينية، فيما قال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن اقتراح نتنياهو محكوم عليه بالفشل، وكذلك أي خطط إسرائيلية لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في غزة.