رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدينة استراتيجية.. أفديفكا تحولت إلى خراب بسبب مواجهات روسيا وأوكرانيا

بلدة “أفديفكا” الأوكرانية
بلدة “أفديفكا” الأوكرانية المدمرة جراء الحرب

أظهرت لقطات تليفزيونية، نشرتها وزارة الدفاع الروسية، أن كل منزل تقريبا في بلدة أفديفكا الأوكرانية يحمل شعار الحرب والخراب، حيث تشققت الأشجار ودمرت المنازل بينما يعيش المدنيون الناجون في الأقبية، حسب وكالة "رويترز".

وسقطت بلدة أفديفكا، التي كان عدد سكانها 32 ألف نسمة، في أيدي القوات الروسية يوم السبت الماضي، بعد انسحاب أوكراني وصف بـ"الفوضوي"، وهو أكبر انتصار للرئيس فلاديمير بوتين منذ استيلاء موسكو على مدينة باخموت في مايو 2023، وذلك وفق "رويترز".

وذكرت "رويترز" أنها تأكدت من صحة الصور التي بثها الجيش الروسي، مشيرة- نقلًا عن المدنيين الذين ما زالوا يعيشون تحت الأنقاض بالبلدة- إلى أن مخلفات الحرب متناثرة على الطرق، بما في ذلك المركبات المدرعة والمباني السكنية التي دمرت بالكامل، ما أدى إلى "تسرب الحياة".

وقالت: "تأكدنا من موقع بعض اللقطات التي نشرتها وزارة الدفاع لهيكل وتصميم المباني القريبة وجسر ومسارات قطارات، والتي تطابقت مع صور الملف وصور الأقمار الصناعية".

وقالت أوكرانيا إنها سحبت جنودها لإنقاذ قواتها من الحصار الكامل بعد أشهر من القتال العنيف. وأشاد بوتين بسقوط أفديفكا، ووصفه بأنه انتصار مهم، وهنّأ القوات الروسية.

وبعد فشل أوكرانيا في اختراق الخطوط الروسية العام الماضي، تحاول موسكو سحق القوات الأوكرانية في الوقت الذي تفكر فيه كييف في تعبئة جديدة كبيرة. وعيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائدا جديدا الأسبوع الماضي لإدارة الحرب.

فيما وصف الانسحاب الأوكراني من "أفديفكا" بأنه متسرع وفوضوي، مع ترك بعض الجنود والأسلحة وراءهم، وقال الجيش الأوكراني إن هناك ضحايا لكن الوضع استقر إلى حد ما بعد الانسحاب.

“أفديفكا” بلدة تحمل رمزية خاصة لموسكو

وعانت "أفديفكا" من الصراع على مدى عقد من الزمن. وهي تحمل رمزية خاصة لروسيا، حيث سيطر عليها لفترة وجيزة عام 2014 انفصاليون تدعمهم موسكو واستولوا على مساحة كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها بعد ذلك وقامت ببناء تحصينات واسعة النطاق.

وتقع "أفديفكا" في منطقة دونباس الصناعية على بعد 15 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك، التي تحتلها روسيا.

وقبل الحرب، كان مصنع فحم الكوك، الذي يعود تاريخه إلى الحقبة السوفييتية، أحد أكبر المصانع في أوروبا.

وتقول تقديرات المخابرات الغربية إن مئات الآلاف من الرجال من الجانبين قتلوا أو جرحوا في الحرب.